هوث والشعراوي .. لا ضربة قاضية في الحياة إلا بموافقتك

درس مهم في الحياة من هذين النجمين

محمد عواد – سبورت 360 – هي كرة القدم متقلبة، لم تصبح علماً كما يدعون، وإلا لكان (1+1 =2) دوماً ، أو أنه علم لم نعرف كل ألغازه ومعادلاته بعد لنتوقع كل ما سيحدث به، فالجاذبية مثلاً تخبرنا أننا إذا رمينا بحجر إلى الأعلى فإنه لا بد أن يعود إلى الأرض مهما اختلف لون الحجر وشكله، لكن في كرة القدم لا يحدث نفس الأمر، فقد نلقي بالحجر إلى الأرض ونجده في القمة !

بصفتي مشجعاً للمنتخب الألماني، كنت سعيداً بالكلام الإيجابي عن روبرت هوث عام 2002 بصفته قلب دفاع قوي وواعد، كانت فترتها الماكينات تعاني من نقص المدافعين، لكن ما جرى بعد ذلك كان مخيباً، فاللاعب الذي لعب في البلوز تحت قيادة رانييري ومورينيو بضعة مباريات، تراجع ومثل ميدلسبره ثم كان في صفوف ستوك، واعتبر كثيرون لعبه مع الأخير لقوته الجسدية فقط.

في أخر يوم من سوق الانتقالات الشتوية من موسم 2014-2015، حزنت كثيراً على ما جرى لروبرت هوث، فقد رحل إلى ليستر سيتي على سبيل الإعارة، وكان الأمر بالنسبة لي “نهاية مسيرة لم تسر كما توقعت لها”، لكن يبدو أن الألماني قرر مفاجأتي من جديد، فكما خيب الظن أول مرة بشكل سلبي، خيب الظن ثاني مرة لكن بشكل إيجابي.

انتفض كثعلب في ليستر، وبات صخرة توقف أكبر المهاجمين، وتوج كل شيء بقمة مانشستر سيتي في إياب الدوري، حيث ساهم بتسجيل هدفين، جعلا فريقه بشكل رسمي مرشحاً معتمداً لدى الجميع للفوز باللقب.

بعيداً عن روعة الأيام في ليستر مع روبرت هوث، فإن هناك لاعباً انتقل بصمت في سوق الانتقالات الشتوية لعام 2016، بعد فترة مخيبة في موناكو، حيث عاد الشعراوي إلى إيطاليا ليمثل روما، ومنذ جاء ترك بصمة واضحة.

سجل أو صنع في كل مباراة خاضها في انطلاقته حتى الآن، ليكون بمثابة الرجل الذي بث الروح في روما من جديد، فهو يملك قوة الشخصية وليس الجودة فقط، ويملك حس المسؤولية الذي تم تحطيمه في ميلان ليس بسبب الإصابات فقط، بل بسبب صفقة شتوية أيضاً .. حيث تم إعادة بناء الفريق حول بالوتيلي عندما انتقل إليهم من مانشستر سيتي بدلا من شعرواي الذي كان يعيش أفضل أيامه آنذاك.

         

هي قصة لاعبين، مروا بمأزق، فلا يرحل بالسوق الشتوية اللاعبين الناجحين إلا في ظروف خاصة جداً، وهم رحلوا لأنهم يعانون وليس بسبب الظروف الخاصة، لكنهما أثبتا أن المسألة في هذه الحياة لم تكن أبداً جولة واحدة تنتهي بضربة قاضية إلا لو كنت أنت من ترغب بالسقوط النهائي!

تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر:





Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *