محمد عواد – يخوض بايرن ميونيخ لقاء مرحلة الذهاب من دور الثمانية في دوري أبطال أوروبا ضد مانشستر يونايتد في ملعب الأخير من دون نجمه الاسباني تياجو الكانتارا، غياب وصفه جوارديولا بالصعب وخالق التعقيدات لحساباته، وهو الغياب الذي تساءل جمهور العملاق البافاري عن تأثيره على فريقهم خصوصا في بطولة دوري أبطال عقب حسمه لقب الدوري.
بداية، يجب الإشارة إلى أن بايرن ميونخ افتقد هذا الموسم لفترة طويلة إلى بعض النجوم أمثال باستيان شفاينستايجر الذي غاب لما يزيد عن 3 أشهر، وفرانك ريبيري الذي غاب لما يقارب شهرين، وافتقد العملاق البافاري لماريو جوتزه مدة شهر، ونفس المدة كانت مع آرين روبن، أما شاكيري فغاب لشهرين، وكل هذه الإصابات لم تؤثر في مستوى رجال بيب جوارديولا فكانوا كالماكنة التي لا تتوقف، وهزموا خصومهم.
وأما عن قيمة تياجو الكانتار من حيث اعتماد المدرب عليه، فإن الإشارة إلى أن عدد دقائق لعبه في بطولة الدوري الألماني لم تتجاوز 40% من دقائق لعب بايرن ميونخ، وعلى المستوى الأوروبي فإن الكانتارا لعب 44% من دقائق فريقه يعني أنه لم يكن لاعباً ارتكز عليه جوارديولا للدرجة التي تخيلها البعض مع إعلان غيابه، وإن كان عدد دقائقه القليلة يعود إلى إصابته المبكرة بداية الموسم.
أهمية الكانتارا الفنية تبدو عند النظر إلى احصائياته قابلة للتعويض، فالبنسبة لفلسفة التمرير القصير والاستحواذ فإن لاعبين مثل شفاينستايجر وتوني كروس وفيليب لام يتفوقون عليه بمعدل التمرير ولمس الكرة ويتساوون معه من حيث دقة التمرير، كما أن مراكز صنع الفرص والخطورة تبدو مرتكزة أكثر على كل من آرين روبن وفرانك ريبيري وتوماس مولر حسب ما تشير الإحصائيات، إلا أن الناحية الوحيدة التي تجعل الكانتارا يتفوق فيها على لاعبي محور خط الوسط وقد يحتاجها البايرن في بعض المناسبات هي أنه أفضل لاعبي هذا المركز من حيث المراوغة والتخلص من الضغط حسب ما تشير الإحصائيات، ومثل هذه الميزة تعد مهمة في فلسفة بيب جوارديولا.
وبالعودة إلى الاحصائيات الأساسية التي يتم قياس أفكار جوارديولا عليها وهي الاستحواذ وعدد التمريرات القصيرة في أخر 15 مباراة للبايرن، فإن أرقام الفريق تستمر كما هي سواء غاب تياجو أم لعب، وهذه الحقيقة تزيد من مستوى الطمأنينة لدى بيب جوارديولا.