محمد عواد – سبورت 360 – أعلن سيب بلاتر عن استقالته بشكل مفاجىء، فاز بالانتخابات، وأثبت أنه منظومة من العلاقات التي لا تتزحزح بسهولة، ثم أعلن خروجه، على طريقة مفادها “أخرج عندما أريد فقط”.
وفيما يلي مجموعة من التأملات للإجابة عن معظم الاستفسارات التي تخطر للمتابعين:
*** بلاتر إما فاسد أو ساكت
ما يحدث من فساد في الفيفا كبير جداً، ويقال أنه بدأ قبل رئاسة بلاتر بسنوات.
لكن الآن نحن أمام خيارين منطقيين “إما أن الرجل الذي عاش الفساد معه لسنوات فاسد، أو أنه ساكت عن الفساد ولا يستطيع إيقافه”، وفي الحالتين، يبدو خروجه عادلاً.
*** المهم أن لا يفوز لأمير علي !
هذا ما جرى بالضبط، لو انسحب بلاتر قبل الانتخابات، لفاز الأمير علي بالتزكية، لكنه استمر فانتصر بالانتخابات ثم استقال.
الرئيس المستقيل ألمح إلى ذلك في مؤتمره الصحفي عندما قال إنه يريد ضمان أن خليفته مناسب للمنصب وتعقيداته، وللمهمة الجديدة المقبلة.
*** بلاتيني كان يعرف على الأغلب
من المعلوم إعلامياً أن بلاتيني هو خليفة بلاتر ولو بعد سنين، ما جرى من أنه أعلن عن نصيحته له بالاستقالة أمر خارج عن العلاقة الجيدة فيما بينهما، ثم فاز بلاتر وظهرت نصف أوروبا داعمة له في الانتخابات.
بعد ذلك جاءت الاستقالة، ليكون بلاتيني أول المرحبين بالخطوة التي وصفها بالشجاعة.
بلاتيني كان يعرف بما يدور في عقل بلاتر، فلعب دوراً يخدمه في الانتخابات المقبلة، وهو دور الرجل الذي حارب الرئيس الفاسد في اخر ساعات، رغم دعمه المسبق له.
ربما عرف بلاتيني بشكل مباشر من بلاتر، أو ممن يحيطون به، لكن ما جرى من تغيير مواقف – غير جدي ولم ينعكس على الأصوات الأوروبية -، يجعل معرفته بالأمر هي الأقرب للواقع.
*** التدخل الأمريكي
الآن تتدخل أمريكا عبر سلطاتها مستغلة وقوع بعض الجرائم على أراضيها، والبعض سعيد بهذا التدخل لأنه ساعد على الإطاحة بشبكة فساد عظيمة، لكن يجب الحذر من تشريع هذا التدخل.
فأمريكا وروسيا وغيرها من الدول العظمى، لو دخلت من باب لن تخرج منه بسهولة حال انتهاء المهمة، فقد تتحول مستقبلاً إلى الراعي الرسمي لاختيار رئيس الفيفا، تحت سيف “التحقيقات”، فكل ما تحتاجه لذلك، شخصاً يدعي أنه تورط مع مسؤول لتعتقل الأخير!
*** الفساد لم يؤثر على كرة القدم
ما يحدث من فساد لا يؤثر على عمق كرة القدم بشكل مباشر، وما جرى من حملات إعلامية لإقناع الناس بذلك ليس صحيحاً 100%، وأفضل إثبات على ذلك أن كرة القدم تطورت وانتشرت كثيراً في السنوات الأخيرة، رغم أن الفساد وصل أوجه.
مسألة أين تقام البطولة، وعدد أعضاء الهيئة التنفيذية، لا تؤثر على اللعبة ذاتها، وإنما تؤثرعلى الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الخاصة بها.
هذه اللعبة تطورت لوحدها من قبل الفيفا، ونجحت مع فيفا بالتطور تدريجياً، ثم كان عصر بلاتر الذي جعل خلاله اللعبة رقم 1 في العالم بلا منازع، وأدخلها لمناطق لم تكن تعرف الركل أبداً.
وأكبر دليل على عدم تأثر اللعبة بمكان الاستضافة، ما جرى من استضافة أمريكا لكأس العالم 1994 من دون أن تملك بطولة دوري، فالبطولة كانت جميلة وناجحة، فكل ما تحتاجه لعبة كرة القدم؛ فريقان وحكام وأرضية صالحة للعب.
*** كأس العالم للأندية وكأس القارات يشرح لماذا فاز بلاتر
قبل عصر بلاتر، كان كأس العالم للأندية نسخة مصغرة يلتقي فيها بطل أوروبا مع بطل ليبرتادوريس.
ثم جاءت الفكرة السعودية لبطولة تشبه كأس القارات الحالية، فالتقطها الفيفا، وطورها ونشرها، ليكون لدينا بطولة كأس القارات التي نعرفها الآن.
في البطولتين، تستطيع فرق ضعيفة أن تشارك إلى جانب فرق تضم أساطير اللعبة، وما مثال تاهيتي في كأس القارات 2013 إلا دليل على شعور هذه الدول بالمساواة في ظل ما كان من بلاتر ولو لغايات “انتخابية”.
تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر: