وليس مفاجئاً أن نرى فريقاً يضم ليونيل ميسي ونيمار وسواريز في هذه المباراة، لكن يوفنتوس حقق أكثر من المطلوب بوصوله إلى النهائي، حيث كانت الأهداف الإدارية تقتضي وصوله لدور الثمانية.
المفاجىء أكثر ما حصل هذا الموسم مع المدربين؛ مدرب برشلونة لويس إنريكي، الذي بدأ الموسم بقوة ثم تراجع وتذبذب المستوى، فخسر النقاط ثم الصدارة، فتم منحه فرصة أخيرة قبل أن تتم إقالته خلال الموسم عقب الخسارة من ريال سوسيداد، فانتفض الكتلونيون وحققوا النتائج المبهرة والألقاب المميزة.
يقولون إن الفضل ليس كله لإنريكي، فهناك تشافي الذي تدخل وفرض الهدوء بين النجوم أمثال ميسي ونيمار من جهة، والمدرب لويس إنريكي من جهة، كما أن المدرب الإسباني اضطر للخضوع لبعض مطالب ليونيل الفنية حتى ينجح برشلونة، وفي النهاية فإن المدرب الذي كان على شفا حفرة من الإقالة، بات الآن على مسافة 90 دقيقة من إنجاز تاريخي لم يحققه كثيرون قبله.
أخطاء لويس إنريكي الكثيرة في بداية الموسم أفقدته كثيراً من عشاقه، إلا أنه الآن عاد للواجهة، وهو يعرف أن كثيرين في داخلهم لا زالوا مترددين بالإيمان به، لكنه يعرف أيضاً أن لا أحد منهم يستطيع انتقاده بعد ما حققه هذا الموسم.
على الجهة الأخرى، رفض جمهور يوفنتوس تعيين أليجري، ليس فقط لأنه خلف كونتي الذي أعاد السيدة العجوز للواجهة، وقام ببناء هذا الفريق المتماسك تكتيكياً وقوي الشخصية في 3 مواسم، بل لأن مدرب ميلان السابق صنع علاقة سيئة مع جمهور السيدة العجوز من خلال تذكره هدف “مونتاري الملغي” لمدة 3 مواسم، بل إنه قال عند رحيله عن ميلان أن ذلك الهدف هو السبب!
دخل أليجري من الباب الضيق، خلف مدرباً أحبه عشاق يوفنتوس وآمنوا به وبأفكاره، وبعد أن نزل مستوى ميلان تدريجياً معه، فبدأ بطلاً للدوري وانخفض من موسم إلى أخر حتى الإقالة، ليتم استقباله بالإهانات من الجماهير، وعدم الإيمان، حتى أن تصويتا في صحيفة يوفنتوس الرئيسية، توتو سبورت، أظهر أن 80% من جمهور السيدة العجوز يرفضونه.
هذا الرجل الذي لم يحبه جمهور يوفنتوس، استفاد من طبيعة شخصيته غير التصادمية، فلم يحاول أن يرد على هذا الجمهور، ونسي أخيراً هدف مونتاري، كما أنه أدخل تغييراته على الفريق بالتدريج، سواء ذلك من حيث التنويع بين 3-5-2 و4-4-2 إلى جعل موراتا أساسياً، كما أنه تجنب تصعيد الأمور مع فيدال الذي طالب بالرحيل عقب خروج كونتي.
وإن كان استطاع إنريكي صناعة MSN رهيب هجومياً من حيث تحريرهم فنياً وتكتيكياً، فإن أليجري صنع الفانتاستك فور؛ ماركيزيو وفيدال وبيرلو وبوجبا، حيث نجح بوضعهم معاً على أرض الملعب، لكن في ظل انضباط تكتيكي وتكامل فني يستحق الإشادة، ويجبر جمهور يوفنتوس من غير محبي أليجري، على القول عن هذا الأمر “إنه إنجاز مهم”.
أحدهم نام في ليلة، ولم يعرف إن كان سيستيقظ مدرباً لبرشلونة أم مدرباً سابقاً، وأخر جاء على فريق لا يريده فيه أحد إلا عائلة أنيللي المالكة للنادي والمدير الرياضي، لكنهم الآن ضمنوا مستقبلهم كمدربين لسنوات، فليس سهلاً نسيان من حقق الثنائية، ولن ينسى أحداً على الإطلاق من يحقق الثلاثية.