كيف فشل برشلونة “مالياً” بشراء نوليتو؟ .. قرار خطير يقترب!

الفشل بالتعاقد مع نوليتو يؤدي إلى أمور أخرى في برشلونة

محمد عواد – سبورت 360 – اعترف نادي برشلونة مرتين بأنه فشل بالتعاقد مع كل من لاعب سلتا فيجو نوليتو، ولاعب فيورنتينا – آنذاك – كوادارادو، لأسباب مالية بحتة، ولم يكن التفسير عبارة عن تقارير صحفية بل تصريحات رسمية صادرة عن مسؤولين في النادي.

فكيف يفشل صاحب ثاني أعلى دخل في العالم حالياً بصفقات عادية ، وهو الذي يبتعد عن ريال مدريد صاحب المركز الأول بفارق 17 مليون يورو فقط ؟!

تجديد العقود الكثيف هو السر !

دخل برشلونة الحالي هو 560 مليون يورو سنوياً، لكنه يدفع 340 منها كأجور للاعبين، أي ما يقارب 61%، في حين أن ريال مدريد يدفع 289 مليون يورو بنسبة 50%، وفارق رقمي مقداره 50 مليون يورو!
يجب أن ننظر إلى الأمور بشكل تراكمي، كل موسم يدفع برشلونة 50 مليون يورو أجراً إضافياً عن ريال مدريد، أي أنه كل 3 مواسم – المدى التي تطبق فيها قواعد اللعب المالي النظيف – يكون أقل قدرة من نظيره بـ 150 مليون يورو على الأقل!
المسألة ناجمة بشكل مباشر من تجديد العقود المستمر للاعبين الذين يطلبونها، وإن خلقت المسألة استقراراً فنياً، فإنها خلقت تحدياً مالياً، في حين كان ريال مدريد أكثر حسماً في هذه المسألة بالتضحية بلاعبين أمثل دي ماريا وأوزيل حتى لا يخسر هذا التوازن، حيث أن معيار 50% أجور في النادي الملكي لا تجاوز فيه.
بعض بنود العقود والمكافآت مشكلة أيضاً
تحدث ساندرو روسيل كثيراً عند بداية رئاسته لبرشلونة عن التوازن بين النجاح الرياضي والنجاح المالي، وهو ما لم يتحقق حتى الآن، لأن معاصرة موسم 2013-2014 أظهرت جيداً أن الجمهور لا يهتم بما يملكه النادي في البنوك، بل ما يملكه النادي من كؤوس في خزائنه.
نجاح برشلونة في حصد بطولة الدوري فقط يؤدي إلى دفع النادي 25 مليون يورو مكافآت سنوية، كما أن بعض عقود لاعبيه النجوم تشمل الحصول على مبالغ مالية مقابل الترشح لجوائز فردية أو تحقيق عدد معين من الأهداف، كما أن الفوز بدوري الأبطال يستوجب نفس المبلغ (25 مليون يورو).
حسب دراسة نشرت في أواخر 2014، فإن برشلونة يدفع للأفراد شاملاً الرواتب وتكاليف التنقل ومكافآت فردية وجماعية ما يصل إلى 82% من دخله، أي يتبقى له ما يقارب 18% فقط للتحرك في شؤون أخرى.

قانون اللعب المالي النظيف وبيع بيدرو والديون
في موسم 2014-2015، اضطر برشلونة لبيع سيسك فابريجاس وأليكسيس سانشيز والمراهنة على الشباب منير الحدادي وساندرو راميريز وسيرجي روبرتو، ليدفع النادي فارق لاعبين قادمين مقابل لاعبين راحلين ما يقارب 80 مليون يورو.

في الموسم الحالي، اضطر النادي للاستغناء عن شبابه أداما تراوري وديولفيو ودينيس سواريز، إضافة إلى بيع بيدرو رودريجيز، ولم تكن سوقه كبيرة، فكان الفارق بين المدفوع والدخل يقارب 4 مليون يورو فقط!

قانون اللعب المالي النظيف لا يحاسب النادي على موسم واحد فقط، بل ينظر إلى نتائجه المالية خلال 3 مواسم، ولأن برشلونة كان قد دفع ما يقارب 80 مليون يورو فارق أيضاً في موسم 2013-2014، بات مطالباً بالصمت في الصيف الحالي وخسارة بعض الأسماء حتى يقع في فخ العقوبات.

ولحساب الربح والخسارة في قانون اللعب المالي النظيف، يتم وضع الدخل مقابل المصاريف، وهذا يشمل شراء اللاعبين وأجورهم وأجور الفريق الفني وأي تكاليف تتعلق بالفريق الأول من تنقل ومكافآت وأمور أخرى، مع استثناء أي إنفاق على الفريق النسوي والفئات العمرية، كذلك استثناء لأي مصاريف إنشائية مثل نفقات تحديث الملعب أو بناء ملعب للتدريب أو حتى بناء مركز تجاري!

أما بالنسبة للديون المتراكمة، فهي لا تدخل بمجملها في حسابات قانون اللعب المالي النظيف، بل يدخل المستحق منها فقط، فلو توجب على النادي دفع 4 مليون يورو شهرياً، يتم احتساب 48 مليون يورو كمستحقات عليه خلال العام الواحد وليس المبلغ الكلي، وهو أمر موجود حالياً في كل الأندية، وبالتالي لا يمكن اعتباره مشكلة في برشلونة.

برشلونة سينفق جيداً الموسم المقبل
الوضع الذي شرحناه جعل برشلونة عاجزاً في الموسم الحالي عن إجراء صفقات إضافية، رغم الاتفاق بأنه بحاجة لرفع الجودة إما للاعبين الأساسيين أو الاحتياطيين في بعض المراكز، لكنه وضع مؤقت.

في الموسم المقبل ستخرج حسابات موسم 2013-2014 (موسم شراء نيمار) من حسابات قانون اللعب المالي النظيف، مما يعني ان الفريق سيصبح باستطاعته إعادة تكرار نفس معدل الإنفاق هناك (فارق إنفاق 80 مليون يورو) على الأقل.

منطقياً، الفريق سيكون قادراً على التعاقد مع لاعب هجومي بمهارات فردية مثل نوليتو أو رياض محرز، كما أنه سيكون قادراً على التعاقد الدفاعي المنتظر منذ سنوات – طويل الأكد – مثل ماركينيوس.

عن تجديد عقود نيمار وبوسكتش
مشكلة مهمة تواجه برشلونة الآن، فهناك نجمان يتوقعان زيادة كبرى في الأجر، ألا وهما نيمار وسيرجيو بوسكتش، ويقال إن إيفان راكيتتيتش بات يتوقع تحسيناً في وضعه.

الإدارة تعرف جيداً أن كل زيادة في الأجر يعني مزيداً من اختلال التوازن الرياضي – المالي، كما أنها تعني زيادة في مطالب الآخرين، مما يعني أن هناك شبه أزمة يلوح بالأفق في هذه المسألة.

هناك قرار مصيري يجب اتخاذه، إما تجديد عقد النجمين المهمين والاكتفاء بسوق أقل ضجة، أو التضحية بأحدهما، واستغلال عوائد بيعه في دفع أجر الأخر وجلب المزيد من الجودة، وفي هذا السيناريو يبدو بوسكتش أقرب للتضحية فيه من نيمار، وربما نتفاجأ بالتضحية بنجوم آخرين مثل توران على سبيل المثال في حال وصول عرض جيد من أجل الحفاظ على من هم أهم منه للبرسا.

هذا قرار خطير، يجب أخذه على محمل الجد، وعدم الاعتقاد بأنه مجرد ضجة إعلامية، فالأرقام لا تكذب!

تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر:





Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *