محمد عواد – سبورت 360 – تنص قوانين كرة القدم بشكل واضح على أن الملعب يجب أن يكون مستطيلاً، وتم تطوير الأبعاد المسموح بها ما بين الطول والعرض للملاعب الدولية، لضمان أن الشكل المستطيل يبدو واضحاً، ولا مجال أبداً للتلاعب بمفاهيم الرياضات هنا بالقول “إن كل مربع مستطيل، ولكن ليس كل مستطيل مربع”.
فلماذا اختارت كرة القدم أن يكون ملعبها مستطيلاً؟
قبل أن تفكر .. انتبه لو فكرنا أكثر، فكل الملاعب تقريباً كذلك، كرة اليد والطائرة والسلة، وحتى كرة الماء، فليس هناك ملعب مربع!
الفكرة هي .. التجربة الإنسانية!
بالتأكيد عندما بدأ الناس يلعبون هذه الرياضات، جربوا أبعاداً مختلفة للملاعب، وحاولوا مع ملعب دائري، وملعب مستطيل، وملعب مربع، وملعب غير منتظم، لكن عند وضع القوانين وجدوا أن المنطقية تتلاءم للملعب المستطيل.
وهناك 3 أسباب راجحة في حقيقة أن ملعب كرة القدم وغيره من الملاعب مستطيل:
1- جعل الملعب مربع مع الحفاظ على الطول (خط التماس)، يجعل العرض (خط المرمى أو الهدف أو الشبكة) طويلاً جداً، خصوصاً أنه لا بد من حفاظ على مسافة معقولة بين الهدفين لتبقى اللعبة ممتعة تنافسية.
خلق ملعب مربع ينتج عنه مساحات غير خطيرة أبداً وشبه ميتة، فالعرضية في كرة القدم تصبح كأنها ركلة مرمى، والركنية تصبح بلا خطورة، ومصيدة التسلل لا معنى لها على لاعب في الطرف.. كل شيء سيتغير!
2- لعلاج السبب السابق في حال كان الملعب مربعاً، فإن بعض الرياضات ستحتاج إلى زيادة اللاعبين لملء تلك المساحات والفراغات، وهذا لم يكن ممكنا عند انطلاق هذه الألعاب وبدء انتشارها، فقد كانت المعاناة أكثر لإيجاد فريق كامل ومن دون لاعبي احتياط.
3- عند بدء انتشار الألعاب، تكون الملاعب غير الرسمية أهم من الملاعب الرسمية التي تعتبر مرحلة متقدمة من تطور أي لعبة ونتيجة لنجاح انتشارها، وتبقى الزقاق عادة هي أكاديميات تخريج اللاعبين في البدايات، ولا بد أن يكون ذلك قرب المناطق السكنية في المدن حيث المكان الطبيعي لتطور أي شيء جديد وانتشاره على المستوى الوطني.
ولا يمكنك إيجاد أرض مربعة بسهولة للعب في المناطق المذكورة، هذا الأمر خلق فكرة الاستطالة في الملعب كحقيقة ثابتة في وعي الناشئين، وساعدت على صمود ظاهرة الملاعب المستطيلة حتى يومنا هذا.
تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر: