محمد عواد – سبورت 360 – باتت ظاهرة الـ MSN القضية الأبرز في عالم كرة القدم الحالية، فثلاثي يهزم الجميع لوحده، ويسجل عدداً لا يصدق من الأهداف، ويأتي بحلول فردية وجماعية من خارج الصندوق، وكل ما يحتاجونه خلفهم لاعبي خط وسط جيدين ينقلون الكرة كما يجب، وفريق يدافع بشكل مقبول.
لا يمكنك أن توقف الثلاثة معاً إلا لو كانوا معاً في يوم واحد في غير مستواهم، وهي حالة لا تتكرر إلا نادراً، فكل مباراة لها بطلها، وكل مباراة فيها الرجل الحاسم الخاص بها، فمرة نشيد بسواريز ومرة نتغنى بنيمار وبالتأكيد يحجز ليونيل ميسي مكانه في الليالي الكبرى.
الفكرة الفردية الهجومية
عندما تعاقد برشلونة مع لويس سواريز، لم يعجب يوهان كرويف “الأب الروحي للفلسفة الكروية في برشلونة” بهذه الفكرة، وخرج بتصريح شهير “يبدو أن الفريق قرر الاعتماد على الفرديات في الهجوم بدلاً من الأفكار الجماعية”.
أدوار خط وسط برشلونة ما زالت مهمة، لكن الإبداع المطلوب منهم أقل، والأفكار المطلوبة منهم والظهيرين أقل بساطة وتعقيداً، فييتعلق دورهم الأساسي بربط الخطوط ونقل الكرة، وتأمين الزيادة العددية والدفاع بشكل مبكر قبل ارتداد الخصم.
اللافت في الأمر أن ريال مدريد كان بإمكانه فعل نفس الأمر في عام 2009، ومن دون دفع يورو واحد إضافي، حيث أنه امتلك في ذلك الحين آرين روبن، الرجل الذي قاد بايرن ميونخ لاحقاً إلى نهائي الأبطال مرتين ونصف النهائي مرتين إضافيتين، وتعاقد مع كريستانو رونالدو.
الصفقة الثالثة هي التي كانت الفيصل، فريال مدريد تعاقد مع ريكاردو كاكا بعد دخول مستواه منحى منخفض، فهو كان الأفضل في العالم عام 2007 وليس في 2009، كما تبين لدى النادي في الفحوص الطبية وجود مشاكل في ركبة اللاعب، إلا أن التقارير الصحفية تؤكد رفض بيريز التوقف عندها والإصرار على التعاقد معه.
يومها كان أفضل لاعب في ايطاليا بلا منازع هو وزلاتان إبراهيموفتش، وانتقل إلى برشلونة مقابل نفس السعر الذي دفعه ريال مدريد لريكاردو كاكا تقريباً (عند احتساب قيمة إيتو في الانتقال إلى الإنتر)، أي كان بإمكان ريال مدريد لو فكر بشكل مختلف، أن يمتلك روبن على اليمين ورونالدو على اليسار وزلاتان في الأمام.
حقق آرين روبن منذ عام 2009 بطولة الدوري 4 مرات، وفاز زلاتان باللقب 5 مرات، في حين فاز ريال مدريد بلقب الدروي مرة واحدة…مع التذكير أن النجم الهولندي عندما انفجر مستواه في 2008-2009 مع الفريق الملكي كان يحقق انتصارات لوحده في معظم المواجهات وحقق الفريق صحوة طويلة بفضله.
خلق الـ CRZ كان سيشبه كثيراً فكرة الـ MSN، لو استطاع المدرب صقلهم في بوتقة فردية في خدمة الجميع، وعندها كان من الاستحالة مراقبة الثلاثة معاً في آن واحد.. لأن كل واحد منهم قادر على الإتيان بحلول غريبة وعجيبة!
كل منهم كان قادراً على التسجيل لوحده، وكان قادراً أيضاً على الصناعة لزملائه، وكل منهم يحتاج أيضاً لخطة خاصة لإيقافه … كلام يشبه ما نقوله الآن عن روعة الـ MSN!
روبين وقدرات خارقة
المشكلة الوحيدة التي كانت ستواجه الـ CRZ
أفضل ما في الـ MSN انصهاره مع بعضه بطريقة تخدم الجميع والفرد في آن واحد، فهناك تعايش لا يمكن تصديقه إلا في الروايات الخيالية المخصصة للأطفال، فنحن نتحدث عن ثلاثة لاعبين يستطيعون المنافسة على الكرة الذهبية ولقب الهداف، لكن أي منهم لا يملك مشاكل مع الآخر.
شخصية زلاتان إبراهيموفتش وشخصية كريستانو رونالدو تبدو غير قابلة للتعايش مع بعضهم، فهما يحبان لعب دور السيد والرئيس وخطف الأضواء، ومع أن هناك شيئاً من الفردية في اللعب لدى آرين روبن لكن خلافاته مع زملائه عبر مسيرته لم تتعدَ ردات فعل آنية بسبب غضب طبيعي خلال التدريب أو اللقاء.
فهل كان مانويل بيلجريني قادراً على جعل شخصية الديكتاتورين تتعايش في 2009؟ .. وهل تملك إدارة ريال مدريد القدرة على إسعاد الجميع كما تفعل إدارة برشلونة؟
في الحالتين … وصراحة .. “لا أعتقد!”
ليس الـ BBC أبدا
لا يشبه تكوين CRZ فكرة الـ BBC كثيراً، فالميزة في التشكيل الذي ضاع عام 2009 أنه كل واحد منهم بطل بحد ذاته، وكل واحد منهم صاحب حلول مختلفة، وصاحب قدرات إبداعية واستقرا ر مستوى أعلى.
فكرة الـ BBC نجحت لأنها احتاجت دعماً كبيراً من إبداع خط الوسط مثل لوكا مودريتش وأنخيل دي ماريا، لكن فكرة الـ CRZ قابلة للعيش بحد ذاتها، تماماً مثلما هي ظاهرة الـ MSN الحالية.
على الهامش .. بيع روبن وعقدة بيريز
لدى فلورنتينو بيريز عقدة لا يحب كثيرون التحدث عنها في الإعلام، لكنها عقدة رفضه وجود أي لاعب كبير في الفريق لم يكن قدومه بفضله!
فآرين روبن ينسب لكالديرون، فباستثناء بيبي ومارسيلو لا يوجد أي لاعب في ريال مدريد لم يكن قدومه بموافقة فلورنتينو بيريز.
قيل في الماضي إنه حاول بيع إيكر كاسياس في أخر أيام فترته الرئاسية الأولى، ونسب للبعض من خصومه أنه قرار ناجم عن عدم شعوره بولاء الحارس له بما فيه الكفاية.
ويجب أن نلاحظ أيضاً أنه رغم صبره عليهما لكونهما مدافعين من أعلى مستوى وكذلك لا يشكلان نجومية الصف الأول، فإنه حاول بشكل غير مباشر التخلص منهما، فالتعاقد مع كوينتراو مقابل مبلغ كبير وجلب موهبة فاران كان يهدف بشكل أساسي لتسريع جعل الفريق .. بيريزي 100%.
تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر: