محمد عواد- أعلن مانشستر يونايتد قبل يومين عن إقالة مدربه ديفيد مويس بعد 10 أشهر تقريباً من إدارته للفريق، خرج المدرب الأسكتلندي من الباب الضيق، وأصدر بياناً تجاهل فيه لاعبي فريقه، في حين نقلت عنه صحيفة الصن قوله ” لقد طعنت في ظهري”.
وتوقع الجميع في البداية بل طالب النجوم والمراقبون علانية منح ديفيد مويس فترة طويلة كالتي تم منحها للسير اليكس فيرجسون في البدايات، حيث أن السير لم يحقق أي لقب مع الشياطين الحمر إلا بعد 4 سنوات الذي كان كأس الاتحاد الإنجليزي، وفاز بأول لقب دوري بعد سبع سنوات، لكن هذه التوقعات كلها اصطدمت بالواقع، وتم إقالة مدرب ايفرتون السابق من دون السماح له بإكمال موسم واحد على أقل تقدير.
تضاربت ردود الأفعال بعد إقالة مويس، البعض استغرب والبعض حمل اللاعبين المسؤولية، في حين رأت الغالبية بأن القرار كان لا بد منه، فمويس لم يقدم شيئاً للفريق يستحق البقاء، فخسر غرفة تغيير الملابس وأضحت فوضى عارمة حسب ما كشفت الصحف يوم أمس، كما أن تدريباته تم وصفها بالمملة والمبالغ بها منذ أول يوم، ويضاف إلى ذلك إصراره على تكتيكات عقيمة متمثلة بلعب عدد كبير من العرضيات دون وجود لاعبين قادرين على الاستفادة منها والإصرار على أشكال تكتيكية لم تأت بنتائج، إضافة إلى عدم ثباته على التشكيل وعدم ظهور أي لاعب معه بشكل جيد على نحو مستمر.
ديفيد مويس كان أيضاً ضحية ضعف شخصيته، فلو صدقت الأنباء عن وجود لاعبين لا يريدونه منذ البداية فإن الإطاحة بهم احتياطيين من أجل مصلحة الفريق أفضل من الكذب أمام الصحف والنفي، فتدريب الفرق الكبيرة يحتاج قوة شخصية بمثل حاجته للمرونة، وافتقار أي منهما سيؤدي بالنهاية إلى إقالة سريعة وهو الدرس الذي ذكره مويس على الأغلب في بيانه عندما قال “أؤمن بأن المدرب لا يتوقف عن التعلم في مسيرته”.
وهناك فوارق كبيرة بين الفترة التي تم منحها للسير اليكس فيرجسون مقابل الفترة التي تم منحها لديفيد مويس، فيومها لم يكن مانشستر يونايتد سيد انجلترا ولم يكن صاحب قيمة تجارية كبيرة، بل لم يكن هناك مشاركات للأندية الإنجليزية في أوروبا بسبب عقوبة فرضها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على أنديته عقب كارثة ملعب هيسل بالحرمان من المشاركات الأوروبية استمرت منذ عام 1985 حتى موسم 1990-1991.
تلك الفوارق بين فترة مويس وفيرجسون من ناحية الظروف الرياضية، لكن هناك فارق تقني أدى إلى تسريع خطوات رحيل مويس، ففكرة الطائرة التي حلقت وطالبت برحيله بدأت من شبكات التواصل الاجتماعي، وصفحات ساخرة في الفيسبوك حصلت على تفاعل كبير واستفادة من فشله، كما أن الهجوم المتواصل عليه في تويتر وفيسبوك كان كبيراً لدرجة بات فيها بطلاً في شبكات التواصل بعد كل مباراة، وكل ذلك تناقلته وسائل الإعلام المرئية والصحف واسعة الانتشار، فوصل صوت الجماهير الغاضب بشكل سريع إلى مسامع إدارة النادي، وتأثرت قيمة أسهم مانشستر يونايتد وعلاقاته التجارية بسرعة، لأن صوت الجمهور بات مسموعاً على العكس من الفترة التي بدأ فيها فيرجسون.
ويجب ملاحظة أن الصحف الإنجليزية الرئيسية لم تطالب بإقالة مويس أبداً، بل أظهرت في مقالات الرأي والتحليل إتاحة المجال أمامه للتعويض من خلال المطالبة بالصفقات الجديدة له، والتلميح للاعبين يخذلون مدربهم، لكن شبكات التواصل الاجتماعي التي جعلت صوت الناس مسموعاً ساهمت كثيراً بهز ثقة الإدارة وأجبرتها على إقالته سريعاً لغايات تجارية ورياضية في آن واحد.
ديفيد مويس، بات الآن مدرباً بلا عمل وعليه أن ينتقد نفسه مثلما ينتقد شبكات التواصل الاجتماعي، فالاثنان ساهما بنهاية حلمه السريع.