محمد عواد – حقق ريال مدريد انتصاراً صعباً بهدف نظيف على بايرن ميونخ في ذهاب قبل نهائي دوري أبطال أوروبا، انتصار جاء في ظل عودة رونالدو من الإصابة وظهوره غير جاهز بنسبة 100%، وانفلونزا جاريث بيل الذي دخل بديلاً للنجم البرتغالي، إضافة إلى خروج بيبي مصاباً هو الأخر أثناء اللقاء.
وعند سقوط فريق مثل بايرن ميونخ المصنف حالياً كأقوى فرق أوروبا في مباراة حساسة كهذه، فإن المسألة تعود لفكر تدريبي مميز تفوقت من خلاله خبرة أنشيلوتي على حماس جوارديولا، فالريال عطل كل المفاتيح البافارية وفرض على البايرن استحواذا سلبياً معظم دقائق المباراة، وخطف هدفا، وكاد أن يضيف غيره في أكثر من موقف مستغلاً إرتباك حسابات البافاري التي جعلت جوارديولا يغضب بشكل غير مسبوق.
كارلو أنشيلوتي من جديد يلعب المباريات المهمة على نقاط قوته، فاليوم يمكن القول إنه اعتمد على “نصف فكرة” وليس فكرة كاملة، اهتم أكثر بالدفاع وضمان عدم قدرة بايرن ميونخ على التسجيل، ووثق في ذات الوقت بجودة لاعبيه بخطف هدف في ظل إيمانه بأن بايرن “بيب” يفتقر لبعض الواقعية، وأن البافاريين سيرتكبون أخطاء لا محالة مع مرور الوقت من دون تسجيل.
نصف فكرة فقط ركزت على الجانب الدفاعي وكأن وقت الإعداد كله تركز عليها، فكل لاعب كان يعرف دوره ويعرف ما هو مطلوب منه في حين لم يظهر ذلك عليهم هجومياً، نصف فكرة تلخصت بأن دي ماريا مطالب بمراقبة الابا وايسكو بمراقبة رافينيا، في حين طلب من ألونسو ومودريتش بالتمركز في منطقتهما ومراقبة ريبيري وروبن كلما اقتربا من منطقة الخطر، وعاد بنزيما وقدم أداءً دفاعياً مهماً بالضغط على محور وسط بايرن الذي يملك كرة.. نصف فكرة حافظت على خط دفاع ريال مدريد متماسكاً مكوناً من 4 لاعبين، وهو ما ساعد على ظهور كوينتراو في أكثر من موقف للتغطية في جهة كارفخال، والعكس صحيح أيضاً.
أعد أنشيلوتي نفسه دفاعياً وراهن على لاعبيه هجومياً بفطرتهم وجودتهم فحققوا له المطلوب، فلو كانت المباراة عبارة عن فكرة كاملة فإن كارلو آمن بنصف فكرة، أما جوارديولا فجاء بنفس أفكاره وفلسفته التي لا يمكن الانتقاص منها بسبب خسارة، فالمدرب الإسباني أحدث ثورة في عالم كرة القدم كما هو معلوم، لكن هذه الفلسفة جاءت اليوم تقليدية من دون جديد فتم حصار مفاتيحها، فلم تفد مجموعة الأفكار المعقدة التي يؤمن بها المدرب الكتلوني مقابل نصف فكرة آمن بها أنشيلوتي.
ومن الجدير الإشارة إلى نجاح كارلو أنشيلوتي في الاختبار الذهني الجديد، فهو استطاع جعل لاعبيه يقدمون مباراة مثالية، فكارفخال وكوينتراو قدما أداءً تعامل مع أطراف بايرن طوال المباراة، في حين عاد ألونسو إلى توهجه المعروف والذي ساعد بشكل واضح على هذا الانتصار .. نجاح ذهني قابله ارتباك في صفوف نجوم بايرن وعلى رأسهم أفضل لاعبي الموسم الماضي فرانك ريبيري، وصاحب هذا الارتباك عدم وجود حلول جديدة في حالة الطوارىء التي عانى منها الفريق اليوم الذي لم يخلق إلا فرصة واحدة محققة للتسجيل.
أنشيلوتي هزم جوارديولا اليوم بالنتيجة والإعداد، وبقي لقاء العودة للحكم على المنتصر النهائي في معركة تضم 4 القاب دوري أبطال في جعبتهما معاً، وكلاهما يحلم بالوصول إلى الرقم القياسي الذي يحمله مدرب ليفربول السابق بوب بيزلي بفوزه بثلاثة القاب دوري أبطال.