محمد عواد – كووورة – لا يمر نجم مانشستر يونايتد وأغلى لاعب في تاريخه أنخيل دي ماريا بأيام جيدة مع الشياطين الحمر، فالبداية المدوية المدعومة بماكنية إعلامية، انتهت، وبات اللاعب عنصراً قابلاً للانتقاد، حتى من مدربه الذي أخرجه بعد نهاية الشوط الأول في مواجهة سندرلاند، لتصف صحيفة ديلي ميل الخطوة “بالإذلال”.
عندما خرج دي ماريا من ريال مدريد، كان مدعوماً من أذكى وكلاء الأعمال في العالم وأقواهم، خورخي مينديز، فبات رجل العاشرة بسبب لقطة الهدف الثاني أمام أتلتيكو مدريد، وتم الترويج بقوة إلى انهيار ريال مدريد من دونه، وخرج كلام بأنه أفضل من رونالدو ويستحق الفوز بالكرة الذهبية حتى من مدربين أمثال دييجو سيميوني، لينتهي الأمر باللاعب الأرجنتيني كأغلى لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي، وأجر مقداره 11.5 مليون يورو سنوياً حسب معظم التقارير.
ومشكلة مانشستر يونايتد أنه تعامل مع دي ماريا على أنه البطل المخلص، وهذه شخصية لم يكن يوماً يمتلكها، فهو البطل المساعد، وللتشبيه من وحي احتفال لبروسيا دورتموند أمام شالكه يوم السبت (شاهده هنا)، فإن دي ماريا يشبه روبن في فيلم باتمان، ولا يمكنه أن يكون باتمان أبداً.
قوة شخصية اللاعب الأرجنتيني لا تسمح له بأن يكون ميسي أو رونالدو، فركلة الجزاء التي ضاعت مع بروسيا دورتموند وريال مدريد متقدم 3-0 ذهاباً، تجعل الجميع يتذكر كيف انهار معنوياً بلا سبب، كما أن مستواه غير ثابت، ويجب أن يتذكر الجميع بأنه كان على وشك الرحيل في يناير 2014 بعد صافرات الاستهجان من الجماهير وحركته المسيئة، أي أن أداءه لم يكن مرضياً إلا في الجزء الأخير من الموسم.
حالة تذبذب الأداء وصفها كارلو أنشيلوتي بوضوح قبل شهرين “مشكلة دي ماريا أنه يستطيع أن يكون إعصاراً يقلب كل مجريات الامور في مباراة، ويكون هادئاً جداً في المباراة التالية”، وهذا حال يعرفه كل من تابع اللاعب الأرجنتيني لسنوات، فإما يكون غاية في الإعجاب به في يوم، أو يكون منتقداً له في اليوم التالي.
مانشستر يونايتد عليه أن يؤمن بهذه الحقيقة، فالمبلغ المدفوع لا يقرر من بطل الفريق وإلا لما كان ليونيل ميسي نجم برشلونة الأول وهو الذي لم يكلفهم إلا قليل، وعلى لويس فان جال توظيف دي ماريا بأدوار تكتيكية متقدمة تستفيد من مهارته وسرعته وإبداعه، وتسمح له باستغلال المساحات المتوفرة في البريميرليج وقدرته على التمريرات القاتلة، ليكون البطل شخصاً آخر .. مع ترشيح وين روني للعب هذا الدور لامتلاكه ما يؤهله لكل ذلك.
لو أصر مانشستر يونايتد والإعلام الإنجليزي على انتظار المعجزات من دي ماريا، فربما يشاهدوها مرة لكنها ستغيب مرات، وهذا سيجعل اللاعب في خطر الفشل، مثلما حدث مع مسعود أوزيل الذي لا يستطيع أيضاً لعب دور البطولة، لكنه صانع فرص للأبطال بشكل مميز، وكلاهما؛ أي دي ماريا ومسعود أوزيل يملكان جودة عالية للغاية لكن توظف بشكل خاطىء.