محمود وهبي – في اليوم الذي كان فيه شالكة على موعد مع معادلة الرقم القياسي لأطول سلسلة من المباريات المتتالية دون فوز في الدوري الألماني، قرر عمّال المناجم بقيادة كريستيان جروس أن لا يرتبط اسمهم بسلسلة العار هذه، فاكتسحوا هوفنهايم بأفكار أمين حارث وأهداف ماثيو هوبّه، وفازوا للمرة الأولى بعد 30 مباراة و357 يوماً.
هذا الرقم حتماً لا يليق بشالكة، الفريق الذي حمل لقب بطل ألمانيا 7 مرات، الفريق الذي يُعد ثالث أكثر من فاز بكأس ألمانيا، وثاني أكثر من وصل إلى المباراة النهائية، الفريق الذي كان آخر طرف ألماني يصعد إلى منصة كأس الإتحاد الأوروبي، عندما هزم كتيبة باليوكا وبيرجومي وزانيتي وزامورانو في الإنتر عام 1997.
هذا الرقم حتماً لا يليق بشالكة، والأمر لا يتعلق بتاريخه فقط، حيث كان له بصمات واضحة في السنوات الماضية، فهو الفريق الذي أسقط الإنتر عن عرشه في دوري الأبطال عام 2011 بعدما هزمه بالخمسة في سان سيرو، وكاد أن يفعل الأمر نفسه مع ريال مدريد عام 2015 عندما سجل في شباكه 4 أهداف في سانتياجو برنابيو.
شالكة كان أحد أكثر المتضررين من فايروس كورونا كروياً في القارة العجوز، فهو حصد نقطتيْن فقط في الدوري الألماني بعد العودة من التوقف في الموسم الماضي، ونجا من الهبوط بسبب النقاط التي جمعها قبل التوقف، وكان يسير على طريق سريع جداً للهبوط في الموسم الحالي، قبل أن يخرج من غرفة العناية المركزة في المباراة الأخيرة.
الفوز الأخير لا يعني بالضرورة عودة شالكة، لكنه بلا شك مفتاح أساسي للعودة، لأن عقدة الانتصارات انكسرت، وعلى الفريق الآن طي صفحة الفوز، والعمل لإضافة انتصارات أخرى، لأن الدوري الألماني لا يستحق خسارة الأزرق الملكي، بعدما خسر هامبورج ونورنبيرج وكايزرسلاوترن في السنوات الماضية.
