احمد غانم – كرة القدم كغيرها من الرياضات لها الجانب الترفيهي وهو الأهم؛ والإستثمار فيها هو بمثابة نوع من أنواع النشاطات الترفيهية، التي تعمل على امتاع متلقي الخدمة فمهما كانت المنظومة ضخمة ومهما بلغ حجم استثماراتها تبقى على ذات الهدف وهو إستخدام كافة مواردها وموظفيها لتحقيق الأرباح عن طريق تحقيق اكبر قدر من المتعة للمنتفعين، فأندية كرة القدم بالنظام الإحترافي تقوم بالتعاقد مع لاعبين يساهمون بتحقيق اكبر قدر ممكن من مصالحها التجارية والترفيهية.
من المعلوم أن اللاعبين في النظام الحديث لهم وكلاء أعمال لإدارة كافة أمورهم القانونية والتجارية، وامتلاكهم حقوق كثيرة من دعاية وإعلانات وحقوق رعاية من شركات المستلزمات الرياضية وغيرها… ناهيك عن العقود التي تربط اللاعب بالنادي الذي ينشط به والبحث عن أفضل العقود بسوق الأندية أو التجديد بعقد أفضل، أي أن اللاعب في منظومة كرة القدم ينظر له بأنه مؤسسة فردية يتم الاتفاق معها على كافة التفاصيل لتحقيق منافع متبادلة.
ولا ننسى أن اللاعبين لهم أهواء وميول وأحلام ورغبات وأنهم يحلمون بتمثيل صفوة الأندية العالمية وهذا ما جرت عليه الأمور في الماضي القريب بأن تكون الأمور أكثر سهولة للأندية الكبرى للتعاقد مع اللاعبين لأنهم يحلمون بتمثيلها ولو على حساب دقائق لعبهم ولأن هذه الأندية ستكون ضمانة أكبر لهم للشهرة وتمثيل منتخباتهم الوطنية.
لكن أختلف التوجه الأن حيث أصبح اللاعبون يطلبون عبر وكلاء أعمالهم بضمانات لعدد دقائق أعلى والتي من الصعب على الأندية الكبرى أن تمنحهم إياها لأنها ستكون على حساب آخرين اكثر خبرة وشهرة مما يجعل التنافسية أعلى في قارة أوروبا وسيزيد أعداد الأندية التي تحتوي على نجوم لوفرة من يطالب بعدد دقائق لعب أعلى حتى عند التجديد لأنها ضمانة لهم لرفع من مستواهم الفني والتجاري، ليساهم ذلك بزيادة عدد المباريات التنافسية ورفع المستوى الفني عن المألوف وتقليل هامش الراحة للاندية الكبرى.
وبذلك تزداد الامور تعقيدا بالنسبة للأندية الكبرى فأصبح هنالك العديد من الأندية الأكثر مرونة بتقديم كل ما يطالب به وكلاء المواهب من ضمانات، لتتقلص الفجوة الفنية بين هذه الأندية المتوسطة والأندية الكبرى التي اعتادت على ريادتها دوما بسلب كل المواهب المتاحة بسهولة اكبر.
ومع تناثر النجوم في القارة العجوز سيسطع وميض الأضواء نحو عديد الأندية مما يزيد من فرص الشهرة لباقي المواهب المشاركة باستمرار مع النجوم الذين اتيحوا لهم، ليرتفع المستوى الفني والتجاري في هذه الأندية فلك أن ترى تأثير وجود لاعب كخاميس رودريجز بايفرتون وتقيس ذلك بوجود نجوم من ذات القيمة على أندية كإشبيلية ودورتموند وأتلانتا على أدائها ونموها وقابليتها للتعاقد مع المزيد من النجوم.
دقائق المتعة هي التي ستزيد من الطابع الفني التنافسي على منظومة كرة القدم أكثر من الطابع المالي الذي طغى على أية اعتبارات اخرى في السنوات الاخيرة، مما سيزيد من متعة اللعبة وعدد الفعاليات التي من السهل الترويج لها ولتجديد الدماء للمنظومة بعد جائحة كورونا.