قانون اللعب المالي النظيف ليس للمساواة!


محمد عواد – صحيفة القدس العربي – أنهت معظم الأندية الكبرى سوق انتقالات كبيرة، فمانشستر يونايتد حطم رقمه القياسي وكذلك فعل برشلونة سعياً من الاثنين لترتيب أمورهما واستعادة نشاطهما في حمل الألقاب، كما أن مانشستر سيتي جعل مانغالا ثاني أغلى مـــدافــع في التــاريخ من دون أن يستخدمه وأضاف له عدة صفقات أخرى… هذه مجرد أمثلة انطبقت على كل الكبار.

ليس هناك فريق كبير إلا اشترى ما يريده، وليس هناك أي من الكبار لم يشترِ بسبب قوانين اللعب المالي النظيف، لكن ما تغير أنهم باتوا مجبرين على عدم تكديس النجوم فقط، فباع تشلسي لوكاكو وفعل برشلونة ذات الأمر مع سانشيز وفابريغاس، واستغنى ريال مدريد عن دي ماريا… لكن الكبار بالمجمل استمروا الأقوى في السوق وجلبوا كل ما يريدونه من لاعبين.


في الحقيقة إن قانون اللعب المالي النظيف أساء كثيرون تفسيره، واعتقدوا أنه للمساواة بين الكبار والصغار، وهذا خاطئ تماماً، فالقانون يتعلق بدخل النادي وبالتالي الكبار أعلى دخلاً، والقانون يمكنهم أن ينفقوا أكثر، وعلى العكس من ذلك فهو يريحهم من أن يغامر أحد الفرق المتوسطة بجنون فيطور نفسه خاسراً على الجانب المالي، ويكسب على الجانب الرياضي.

هذا القانون خلق المساواة في نفس المستوى، فالكبار متساوون في ما بينهم، والصغار متساوون في ما بينهم، لكن الطبقات مستمرة، فسوق مانشستر يونايتد تؤكد ذلك في حين لا يستطيع أي فريق آخر فعل ما فعله، فالشياطين الحمر يملكون دخلاً كبيراً يغطي ما قاموا به من صفقات كبيرة.

ما فعله القانون أنه أعطى أولوية لمن سبق واستثمر من قبل، فتشلسي ومانشستر يونايتد ومانشستر سيتي هي أندية تطورت ونجحت بسبب ملاك قديمين دفعوا الكثير من أجله، وباتت الآن في موقف تستطيع خلاله الشراء من دون تدخل ملاكها، لكن هناك ظلم وقع مثلاً على باريس سان جيرمان وموناكو اللذين دخلا عالم الاستثمار متأخرين نوعاً ما.

ميشيل بلاتيني استخدم حجة المساواة في البداية وروج لها، لكن ما ذكره الاتحاد الأوروبي على موقعه الخاص نفى أن يكـــون هــدف القانون المساواة بين الفرق، وإنما هــدفه ضمان كل الأندية دفع فواتيرها وعدم وقوع ناد تحت الديون فقط.

المشكلة التي يواجهها قانون اللعب المالي النظيف الآن أنه سيمنع فرق الوسط من المغامرة أو المراهنة على النجاح، فلاتسيو عام 2000 لن يتكرر، وفالنسيا 2000-2004 لن يعود ممكناً، وحتى أتلتيكو مدريد المثقل بالديون لن يستطيع إعادة ما فعله في الماضي من تحمل الخسائر حتى يستقر ويفوز بالألقاب، فالكبير سيبقى كبيراً في هذا القانون والصغير سيبقى كذلك.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *