محمد عواد – سبورت 360 – نجح باير ليفركوزن بتأكيد نجاح الدوري الألماني في السنوات الأخيرة، وذلك عندما أعلن تواجده كرابع فرق البوندسليجا في دوري الأبطال من جديد، عقب سحقه لاتسيو 3-0.
النجاح الألماني جاء على حساب ايطاليا الجريحة، التي تشارك للمرة الثانية على التوالي في بطولة دوري أبطال أوروبا بفريقين فقط، مرسلة معظم كتائبها إلى الدوري الأوروبي، وباحثة هناك عن بعض النقاط التي تساعدها في التصنيف الأوروبي الرسمي.
عند مشاهدة الكرة الإيطالية – بعيداً عن يوفنتوس في السنوات الأخيرة – ومقارنتها مع نظيرتها في البطولات الأخرى، وحتى عندما نتحدث عن فرق لا تملك الأموال الكبيرة، فإن المشكلة ليست اقتصادية فقط، فهناك أمران مهمان يساهمان بهذا التراجع:
1- غياب الفلسفة الحديثة
عانى نابولي أمام بلباو في الموسم الماضي من سرعة خصمه وقدرته على تطبيق الضغط بشكل عصري، في حين ظهر جلياً أن لاتسيو غير قادر على مجاراة سرعة باير ليفركوزن في أرضية الملعب.
هناك شيء من عدم تحديث الفلسفة الكروية الإيطالية، فالعالم انتقل إلى مرحلة، وباستثناء يوفنتوس توقف الآخرون في ايطاليا عند مرحلة أخرى، وهذه مسألة لا يحدثها مدرب أو نادٍ واحد، بل تحتاج لتغيير عقلية كاملة في بطولة الدوري.
حتى لو واجه روما – الوصيف – فريقاً مثل بنفيكا أو بورتو، فإن الأخيرين سيظهران أقوى منه، بل إنهما قد يقارعان يوفنتوس نداً لند، لأنهم نجحوا بالانتقال بفلسفتهم إلى مرحلة جديدة، تحترم سرعة انتقال الكرة ومبادىء الاستحواذ ومفاهيم الكرة الشاملة السائدة.
2- نظام كشافة ضعيف لدى الكبار
لو لاحظنا تعاقدات إنتر ميلان وميلان وروما ويوفنتوس في أخر عامين، لن نجد فيها تلك المفاجأة التي كانت في الماضي عندما جلب ميلان كاكا وتياجو سيلفا على سبيل المثال، أو حتى عندما خطف يوفنتوس بوجبا وأتبعه بكومان.
كل الأسماء التي تم التعاقد معها هي صفقات فشلت مع فرقها، أو لاعبون معروفون، وهذا يفاقم من عجز الميزانية وضعف الموارد، في حين لو نظرنا إلى بورتو على سبيل المثال، فقد جلب أليكس ساندرو ودانيلو وجاكسون مارتينيز وخيميس رودريجيز بصمت، ثم حصل على أموال كبيرة من بيعهم بعد تألقهم معه واستفادته منهم.
لن تستطيع الأندية الإيطالية مقارعة الدوريات الأوروبية الكبرى الأخرى بالاعتماد على نظام تقليدي من بيع وشراء اللاعبين، فبهذا التفكير سيجعلهم خلف منافسيهم بخطوة، لكن نظام كشافة متطور ينفق عليه بسخاء، سيكون مردوده الرياضي والاقتصادي أفضل بكثير من الاستثمار بلاعب عمره 28 عاماً – على سبيل المثال – ولم يجد نفسه في فريق كبير آخر.
تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر: