محمد عواد – سبورت 360 – بما أننا نعيش في موسم رحيل الأساطير، وبما أن الكثير من الكلام يقال حالياً عن وفاء نجوم وأسماء مثل تشافي وجيرارد ولامبارد وكاسياس، فإنه لا بد من التوقف مع قصة وفاء فاقت جميع الأمثلة التي يمكن ضربها.
قد يكون خافيير زانيتي واصل اللعب مع الإنتر حتى يومه الأخير، وقد يرفض توتي كل أفكار تمثيل الفرق الأخرى، فإن هؤلاء وغيرهم من الأسماء المذكورة في عصرنا الحديث عن أنها وفية يتقاضون أجوراً كبيرة ويمثلون أندية لها احترامها، تساعدهم على الوفاء والإخلاص.
لكن اللاعب الأكثر وفاء، هو ذلك الذي يصمد في وقت المحنة، ويرفض ترك ناديه مهما كانت الظروف، وليس هناك ظروف أصعب من حرب عالمية ثانية تضرب ألمانيا، فيقرر كل اللاعبين بعد نهايتها أن ينسحبوا من نادي كرة قدم اسمه فولفسبورج، إلا واحد!
النادي الألماني تأسس في 1938 قبل أشهر من انطلاق الحرب العالمية الثانية، وكان هدفه الترفيه عن العمال في مصنع شركة فولكسفاجن، وهي الشركة التي أجبرت على تصنيع المعدات الحربية للنظام النازي.
ثلاثة أشهر فقط مضت على انطلاقة فولفسبورج الجديدة بعد الحرب العالمية عام 1945، وبسبب الظروف المالية الصعبة التي تعانيها المنطقة، ولأن كل شيء محيط بالألمان كان محبطاً، قرر 11 لاعباً من أصل 12 آنذاك الرحيل للانضمام إلى فريق محلي آخر، إلا شخص واحد قال “لا، كان اسمه جوزيف ماير.
بقي ماير وحيداً، فآمن بمقولة “أيسوب” إن من يكسب السباق هو الرجل الذي يتقدم بثبات ولو كان بطيئاً، فذهب وأقنع بعض أصدقائه باللعب في فريقه، ومنهم من لم يكن مهتماً بكرة القدم لكنهم انضموا إليه، وخسروا أول مباراة خاضوها ضد بعض رجال الجيش البريطاني المتواجد في مناطقهم آنذاك بنتيجة 0-8.
واصل ماير عمله بإقناع المزيد من المنضمين، وتطوير أسلوب كرة القدم، واستطاع بناء فريق قادر على تقديم كرة قدم جيدة خلال عام واحد، وبدأ بتحقيق الانتصارات على فرق محلية من حول منطقته، وخلال 10 سنوات كان لديه 600 عضو مهتمين بكرة القدم، ليلعب فريقه لأول مرة في الدرجة الأولى من الدوري الألماني عام 1954.
تلك قصة لاعب آمن بفريقه وإن رحل الجميع، فصنع نادياً يشارك الآن في دوري الأبطال، ويلقى رعاية خاصة من الشركات الألمانية، هذا الرجل الأكثر وفاءً بنى شيئاً من لا شيء، وكان سهلاً عليه أن يمضي مع الماضين ويرحل فلن يذكر التاريخ الحكاية ما دام الجميع قرر الانحناء، لكنه قرر الوقوف عكس التيار، فأعطى كل لاعب يدعي الوفاء والإخلاص مثالاً يجبره على التواضع أمامه.
تابع الكاتب على شبكات التواصل الإجتماعي:
سناب شات : m-awaad