محمد عواد – سبورت 360 – أثار كريستانو رونالدو الجدل بشكل كبير في وقت قصير، تصريح إعلامي، ثم نقاش حاد مع الرئيس في العلن، تلاه بغمزة للخليفي وهمسة في أذن لوران بلان، ليبدأ الكلام منذ الآن عن رحيل مرتقب للنجم البرتغالي.
ما أشبه اليوم بالبارحة، كرة ذهبية تقترب من ليونيل ميسي لعام 2012، فيخرج لاعب ويقول “أنا حزين والجميع يعرف السبب”، ثم تبدأ الصحف بنشر العناوين، ليتبين في النهاية أن الخلاف مادي، وأن بيريز قال كلمات قاسية مثل “ما أدفعه لك يكفي لشراء ميسي”، لكن الحكاية انتهت بعقد مميز لكريستانو رونالدو جعله يكسب ما يقارب 20 مليون يورو سنوياً في ظل نظام المكافآت الموجود فيه.
أمر مهم زاد الطين بلة هذا الموسم، فكثير من الكلام عن اتفاق تم بين رافا بنيتيز وفلورنتينو يبريز لتجهيز جاريث بيل ليكون خليفة كريستانو، كما أن صعود نجم خيميس السريع يجعل البعض يرشحه لهذا الدور، وإشاعات التعاقد مع هازارد – الحزين في تشيلسي – متفق مع كل ما سبق.
المقابلة الشهيرة التي أعلن رونالدو فيها حزنه:
في الماضي، خلق رونالدو الجدل وطالب بعقد أفضل ليشعر بالأهمية، فلم تكن المسألة مالية له، فهو يكسب من خارج النادي أكثر مما يكسبه من العقد، ويومها تحدث جوزيه مورينيو بصراحة عن حاجة كريستانو للشعور بالدعم وليس المال، فالعقد لم يكن أبداً للاعبين الكبار قضية مالية، بقدر ما هي مسألة رمزية.
كل شيء يمضي عكس رغبات رونالدو في ريال مدريد؛ دعم أنشيلوتي فأقالوه، تحدث عن بقاء دي ماريا فباعوه، غيروا مركزه هذا الموسم فظهر شبه تائه وإن سجل الأهداف في عدة مناسبات، وهو يعلم جيداً أن عودة جاريث بيل وخيميس رودريجيز في ظل مركزه الحالي ستخطف الأضواء منه وتجعله لاعباً غير مركزي في التشكيل، فالبناء الحالي مع رافا لا يتم حوله.
سأل رونالدو نفسه : كيف أتخلص من كل مخاوفي؟
فقال له شيطانه خورخي مينديز : لنخلق الجدل يا صديقي !
نظموا له مقابلة صحفية في وقت حساس، فتحدث عن احتمال الرحيل، لم يعد مهتماً بالاعتزال مع ريال مدريد ولا أن يكون دي ستيفانو ولا حتى راؤول برافو، قال كلاماً في وقت خاطىء، ليرى أهميته وردة الفعل تجاهه.
حديث بيريز مع رونالدو قبل المباراة قد يعتقد البعض أنه خاطىء، أو أنه أغضب رونالدو – شكلياً – ، لكنه بالحقيقة جعل النجم البرتغالي يحصد ما يريده، فأشعر أنه قال قبل نومه محتفلاً بهدف ناتشو العجيب “ما زلت مهماً هنا، فلقد تحدث معي الرئيس غاضباً”.
والآن قد يطلب رونالدو عقداً جديداً، وقد يضطر ريال مدريد إلى ذلك ليمتص العاصفة الإعلامية، وفي العقد إثبات لأهمية النجم البرتغالي، لكن على رونالدو أن يتوقع تغييراً في المواقف من فلورنتينو بيريز، التاجر الكروي، فلاعب عمره 30 عاماً ويأتي له عرض مالي ضخم، قد يكون فرصة مناسبة للبيع في حال كان هناك خطة بديلة وأسماء قد تنفجر طاقاتها.
لا جدل باهمية رونالدو، ولا جدل بضرورة تحرك فلورنتينو بيريز بشكل رياضي بعيداً عن الأرقام لإسعاده وإبقائه في أعلى مستوى، فما زال كريستانو البطل الأبيض، والأقدر على صنع الفارق لتحقيق بطولات خلال موسم طويل، لكنني أقول “قد تجري الرياح بما لا يشتهي الجدل”.
تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر: