محمد عواد – سبورت 360 – يا لها من بداية مجنونة، ويست هام فعل ما عجز عنه الكبار أنفسهم في المواسم الأخيرة، قهر آرسنال وليفربول ومانشستر سيتي دفعة واحدة في ملاعبهم، واستطاع أن يؤكد إن الجودة الفردية شيء مهم في كرة القدم، لكنها ليست “كل شيء”، فهناك أنواع أخرى من الجودة تتمثل بجودة الفكر والروح.
فما هي أسرار هذا المتمرد الراقص في ملاعب الخصوم؟
– البداية مع بيليتش
من أهم الأشياء التي تتعلق بوست هام هو المدرب الجديد سلافين بيليتش، وهو مدرب يؤمن بعنصري المعرفة والتجهيز الذهني لكل مواجهة.
قال عن فلسفته مرة “لا يمكنك الفوز من دون أن تشاهد مباريات الخصم عدة مرات، لتعرف أسراره”
هو يجهز جيداً لكل مواجهة، ويجبر لاعبيه على تعلم هذه التفاصيل، فالمعرفة عنده أمر أساسي بالنجاح، ولعل هذا ما يجعل دفاعه صعباً للغاية أمام الجمل التقليدية من الكبار.
أما العنصر الآخر الذي يؤمن به فهو التجهيز الذهني، وبيليتش يؤمن بأن يكون اللاعب متحفزاً مؤمنا بنفسه لتحقيق نتيجة طيبة، وهذا أمر يرفع من فرص الفريق بتحقيق نتيجة طيبة، وحسب ما تم تسريبه عنه أثناء تدريبه منتخب كرواتيا، فهو يجعل اللاعبين يستمعون لموسيقى تحفيزية قبل المواجهات.
– الضغط الحديث على الأسلوب الإنجليزي
شيء من أسلوب الضغط الشامل في الملعب تجده مع وست هام، أسلوب مرهق بدنياً للاعبيه، لكنه قاتل لأفكار الخصم.
يمكن القول إنه 70% من شكل ضغط بروسيا دورتموند، فكل لاعب يملك الكرة من الخصم تتم إحاطته بشكل جيد، لإجباره على إخراج الكرة من المناطق الفعالة.
هذا الأسلوب غريب على الكرة الإنجليزية، فليس هناك من يطبق هذا الشكل التكتيكي بحذافيره، الأمر الذي جعل الكبار يعيشون حالة من الغرابة.
الفكر الحديث هو مفتاح هذا النجاح، وعدم تطبيق وست هام له في المباريات الأسهل سبب في تعثره فيها.
– الروح القتالية
في كل مواجهة، تجد ويست هام يقاتل كأنه يلعب مباراة نهائية، وهذا عائد لروح بيليتش أولاً، ونوعية اللاعبين الذين يملكهم ثانياً.
المدرب الكرواتي اكتفى بهذا العنصر يوم أمس عندما صرح عن أسرار فوز فريقه وقال “الروح القتالية والرغبة بالانتصار”.
– حارس جيد
من الظلم نسيان دور أدريان المميز حتى الآن في هذه المباريات.
أدريان كان نجم مباراة ارسنال، وكذلك عنصراً حاسماً في مواجهة مانشستر سيتي، ولولا طرده مع ليستر سيتي لربما كان حال بعض النتائج الأخرى مختلفاً.
– بحث عن مرمى الخصم دوماً
من أكثر الأمور اللافتة في وست هام عند امتلاكه الكرة رغم الضغط الهائل الذي يضعه عليهم الكبار، أنهم يحاولون الصعود نحو المرمى دوماً وليس لإضاعة الوقت.
هذه من علامات قوة الشخصية، ومن علامات الإيمان بالنفس، فعلى سبيل المثال وخلال مواجهة يوم أمس وفي الدقيقة 94 الأخيرة، كان لاعبوه يحاولون البحث عن مساحة للاتجاه إلى مرمى هارت، ومن نتائج هذا البحث عادة إرباك الخصم، وإبطاء صناعته للهجمة.
المطلوب الآن .. المواجهات العادية
على ويست هام الآن استثمار هذه النتائج المميزة مع الكبار، لتحويلها لنتائج إيجابية أمام الفرق العادية، فهو خسر مع ليستر سيتي وبورنموث في ملعبه وهذا غير طبيعي.
كي تحتل مركزاً جيداً في الدوري عليك الفوز بالنقاط من هذا النوع من الفرق وليس من الكبار… وهذا هو اختبار بيليتش القادم.
تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر: