أكثر لاعب مظلوم في تاريخ برشلونة

لاعب عظيم لا يعطيه تاريخ برشلونة حقه

محمد عواد – سبورت 360 – يملك برشلونة في تاريخه العديد من اللاعبين العظماء، الأمر الذي يؤدي إلى ظلم بعضهم عند محاولة عدهم.

عندما سألوا رئيس نادي برشلونة جوسيب ماريا بارتوميو في مؤتمر دبي الرياضي عن أهم 3 لاعبين في تاريخ النادي، قال “ليونيل ميسي ويوهان كرويف ورونالدينيو”.

وفي الحقيقة إن يوهان كرويف لم يكن كلاعب أهم من تشافي أو انيستا في تاريخ برشلونة، لكنه كمدرب أضاف الكثير للعملاق الكتلوني، وصنع ثورة فكرية ما زال البلوجرانا يحصد ثمارها.

أما رونالدينيو، فصحيح أنه قدم مواسم مذهلة، لكنه في النهاية لم يحقق أكثر من لقب دوري أبطال واحد، وخدم لفترة قصيرة، ولا يمكن الحكم بأفضليته كعطاء للنادي مقابل ما فعله برشلونة من قبل تحت قيادة ستويشكوف ومساهمة كومان وجوارديولا وغيرهم من الأسماء، وبالتالي فإن منحه الأفضلية التاريخية لا يتعدى التأثر بسحره وروعة مهاراته في كرة القدم.

تقرير واحد فقط مما قرأته أعطى من أريد الحديث عنه حقه، وهو تقرير نشرته صحيفة ديلي ميل وضعت فيه ترتيب أفضل 50 لاعباً في تاريخ برشلونة، ومع الاتفاق على أن ليونيل ميسي هو الرقم 1، وشبه إجماع على أن تشافي مثل مرحلة هائلة في تاريخ النادي ليستحق المركز الثاني، كان وضع الاسم المظلوم ثالثاً أمراً عادلاً … إنه لاديسلاو كوبالا الذي يكاد إعلام برشلونة الحالي و وسائل التواصل الخاصة به تنساه.

أرقام تتكلم وإنجازات تؤكد مقاومته جيل مدريد المرعب

لعب كوبالا مع برشلونة ما بين 1950-1961، سجل خلالها 194 هدفاً في 256 مباراة، وهو معدل تهديفي مرعب مقداره 0.76 هدف في المباراة.

خلال 11 موسماً، قاد برشلونة للفوز بـ 4 بطولات دوري، في حين استطاع جيل ريال مدريد الذهبي الفوز بـ 5 ألقاب دوري، أي ان برشلونة لم يكن مستسلماً محلياً رغم فترة الحكم العسكري ورغم جودة نجوم الملكي.

بالإضافة لبطولات الدوري قاد كوبالا فريقه للفوز بلقبي كأس معارض، وكأس لاتينية، ونسختين من كأس إيفا، و5 بطولات من كأس الملك بنسخته القديمة.

أي أنه ساهم بـ 14 لقباً من أصل 91 فاز بها برشلونة ويتباهى بها، ويعد بالتأكيد ضمن الأكثر تتويجاً بتاريخ النادي.

إيقاف السيطرة المدريدية الأوروبية

عندما فاز ريال مدريد ذهاباً وإياباً على برشلونة في نصف نهائي 1959-1960 بنتيجة 3-1 لكل مباراة، لم يكن كوبالا يلعب آنذاك، لأن المدرب الأرجنتيني الشهير هيريرا استبعده بسبب خلافات فيما بينهما.

الخسارة أدت إلى إقالة هيريرا، ليعود كوبالا إلى التشكيل الأساسي، وتأتيه فرصة مثالية لتأكيد خطأ مدربه السابق في دور الـ 16 من دوري أبطال 1960-1961، حيث كان ريال مدريد يسرح ويمرح بأوروبا، محرزاً لقب دوري الأبطال 5 مرات متتالية.

كان الاعتقاد أن جيل ريال مدريد الذهبي سيلحق الهزيمة بخصمه من جديد، فهي بطولته التي كانت شبه مسجلة باسمه آنذاك، وكان كوبالا قد تقدم بالعمر، لكنه بفضل شخصيته القيادية على أرض الملعب، أصبح برشلونة أول فريق يهزم فريق العاصمة في أوروبا ويخرجه من البطولة.

كان النجم لويس سواريز بطل لقاء الذهاب بالتعادل 2-2، وكانت الجماعية سر الفوز إياباً 2-1 ليتم إيقاف هيمنة ريال مدريد على البطولة، ومن يومها لم يستطع الفريق الأبيض الحفاظ على لقبه في أي مناسبة حتى يومنا ها.

كوبالا لم يتوقف هناك، فقد واصل قيادة فريقه حتى أول مباراة نهائية لهم دوري الأبطال والتي خسروها أمام بنفيكا.

سبب رئيسي بناء ملعب كامب نو

حسب ما يؤكد موقع نادي برشلونة بنسخته الكتلونية، وحسب ما أكدت عدة كتب عن تاريخ النادي العملاق، فإن التعاقد مع كوبالا عام 1950، وتألقه لاحقاً كان سبباً رئيسياً في بناء ملعب كامب نو.

مع تألق كوبالا، ازداد زحف الجماهير، ولم يعد الملعب السابق ” كامب دي ليس كورتس” يتسع للراغبين بدعم النادي، ليبدأ إنشاء ملعب كامب نو عام 1954، ويكون الآن أحد أهم المعالم التي عززت مكانة برشلونة تاريخياً.

اللاجىء الأسطوري الذي نجا من الموت

بعيداً عما قدمه لبرشلونة، يجب الانتباه إلى أن كوبالا المجري الجنسية هرب عام 1949 من بلاده بسبب تحولها إلى النظام الشيوعي، وشعوره أن هذه الأجواء لن تساعده على النجاح كلاعب كرة قدم، ولأنه كان مجبر على الخدمة العسكرية.

بعد لجوئه إلى مناطق خارجة عن سيطرة الاتحاد السوفييتي، كان قد بدأ التخطيط لتمثيل فريق تورينو العظيم آنذاك، وكانت البداية مباراة ودية، ولكنه انسحب بالأيام الأخيرة لظروف عائلية، ليكون بذلك نجاته من الموت لأن الطائرة تلك كانت في طريقها لتمثل كارثة سوبرجا الجوية، التي قضت على أفضل جيل عرفه تورينو في تاريخه.

أشياء تمنع من تلميعه .. ولكن !

يجب الانتباه إلى أن هناك أمور عقدت عمليات برشلونة بتلميع كوبالا والإشادة الدائمة به.

فاللاعب انتقل لاحقاً إلى اسبانيول، كما أن استخدام الجنرال فرانكو لقصة لجوئه كنوع من الدعاية التي تعبر عن بطولة القائد المظفر، جعلت الكلام عنه بشكل إيجابي شبه خدمة للنظام الديكتاتوري.

لكن كل ذلك لا يدعو إلى ظلمه، ويوجب تذكره دوماً، قبل أن تذكر رونالدينيو أو كرويف كلاعبين، فهو قدم لبرشلونة ما لم يقدمه هؤلاء في أرض الملعب، سواء من حيث طول مدة خدمته وعدد أهدافه وألقابه، أو من حيث إلهامه لقصة ملعب يعد عنصر قوة حتى يومنا الحالي.

تابع الكاتب على شبكات التواصل الإجتماعي:

 



سناب شات : m-awaad

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *