محمد عواد – سبورت 360 – فرض مانشستر يونايتد تعادلاً سلبياً على مضيفه ليفربول، رغم أن الظروف كانت تشير إلى أن الفوز أقرب لأصحاب الأرض، إلا أن تبادل الأفضلية في الشوطين وتألق دي خيا أنهى اللقاء بتعادل سلبي.
التشكيلة الأساسية صنعت فارقاً في الشوط الأول
يمكن القول إن جوزيه مورينيو درس جيداً ليفربول مستفيداً من الوقت الطويل الذي تم منحه إياه بسبب الجولة الدولية، في حين أن النتائج الإيجابية التي كان الريدز يحققها قيدت كثيراً يورجن كلوب بمحاولة البحث عن مفاجأة.
وضع راشفورد على الجهة اليمنى جعل تحركات ميلنر خجولة، حيث كان يخشى لاعب مان سيتي السابق من أي هفوة أمام لاعب سريع لن يستطيع التغطية أمامه، في حين ساهم وضع أشلي يونج على الجهة اليسرى بوضع رقابة دائمة وثنائية على السريع جداً ماني.
تقديم بول بوجبا إلى المركز رقم 10 في الخطة 4-2-3-1، والإبقاء على هريرا كمحور مساعد لفيلايني، سمح بصعود الكرة بشكل أسهل، إما بكرات عالية نحو زلاتان أو بول، أو باستخدام حركية هريرا الذي وفر دعماً لكل لاعبي فريقه تحت الضغط.
هذا التغيير من جوزيه مورينيو أعطى مانشستر يونايتد أفضلية نسبية في الشوط الأول، خصوصاً في الدقائق الثلاثين الأولى، قبل أن يبدأ ليفربول بالدخول في أجواء اللقاء باعتياده على الظروف المفروضة عليه، فعرف كيف يتحرك بشكل يحرر لاعبيه أفضل ليقدموا ختام شوط أول أكثر إيجابية.
أسوأ رقم هجومي لليفربول في شوط على ملعبه منذ 12 سنة
حسب ما نشرت أوبتا بين الشوطين، فإن ليفربول سدد كرتين فقط خلال الشوط الأول، وهو أقل رقم يحققه النادي في ملعبه منذ موسم 2003-2004.
هذا يؤكد ما تقدم في العنوان الأول، ويكشف عن الأفضلية النسبية التي قدمها مانشستر يونايتد خلال الشوط الأول، من خلال منع لاعبي ليفربول بالاستفادة من استحواذهم، وجعلهم دوماً تحت الضغط في الثلث الأخير من دون الوقوف على الكرة.
الثورة الليفربولية في الشوط الثاني لولا دي خيا
مع بداية الشوط الثاني، زاد ليفربول بشكل واضح من ضغطه العالي، وزاد من كثافة الضغط كذلك.
وعندما استحوذ ليفربول على الكرة كان يسرع كثيراً من إدخال الكرة إلى الثلث الأخيرة، ومع دخول لالانا كان هناك زيادة بكل ما سبق، الأمر الذي أعطى أفضلية واضحة لأصحاب الأرض.
لولا ديفيد دي خيا كان بالإمكان انتهاء اللقاء في الدقيقة 70 بنتيجة 2-0، لكن الحارس الإسباني منح الشياطين وقتاً أطول للتوبة.
لوفرين ومباراة ممتازة ضد زلاتان
قدم المدافع الكرواتي ديان لوفرين مباراة ممتازة جداً من حيث الرقابة على زلاتان إبراهيموفتش، وخصوصاً فيما يتعلق بالكرات الهوائية التي عزله عنها كما يجب.
لوفرين أيضاً قدم أداء مهماً في التغطية ضد المهاجم السويدي، وقاومه بدنياً بشكل أزعج اللاعب السويدي كثيراً وفرض عليه تقديم مباراة أقل من عادية.
مورينيو الممل .. على حق !
بلا شك فإن جوزيه مورينيو لجأ إلى أسلوب ممل اليوم، فقد قبل اللعب معظم دقائق اللقاء، وكان هناك أوامر واضحة بإيقاف مهارات بعض لاعبي الخصم بالأخطاء الفردية، بالإضافة لطغيان الواجبات الدفاعية على الهجومية لمعظم لاعبي الوسط.
بالنظر إلى قيمة التشكيل الذي يملكه مانشستر يونايتد، فإن هذا التفكير غير مقبول، وبالتأكيد لن ترضى جماهير الشياطين الحمر أن يستمر لفترة طويلة، لكنه اليوم على حق!
فقد دخل مباراة مفصلية بالنسبة للموسم، ولم يصل فريقه بعد إلى أفضل أحواله، في حين أن ليفربول يلعب على ملعبه وكان مرشحاً، كما أن خطف النقاط اليوم كان يعني دخول مانشستر يونايتد بقوة على المنافسة .. وكل هذه الظروف تجعله على حق بالملل، لكن يجب ألا يبالغ بهذا الأسلوب في الفترة المقبلة لأن فارق الجودة والاستثمار لا يقبل ذلك.
الرهان على الملل اليوم حتى لو كان للتعادل، من شأنه في حسابات مورينيو أن يساعد على البقاء قرب المراكز الأربعة الأولى، فهو ما زال على فارق 3 نقاط من ليفربول الرابع، و6 نقاط من القمة الأمر الذي يعطيه المزيد من الوقت لإصلاح الأمور أمام الإدارة والإعلام والجمهور.
كلاين خذل فريقه وفيلايني لا يخيب الظن
رغم كل الموجة الإعلامية التي استهدفت مروان فيلايني عند النتائج السلبية، فإن أرقام اللاعب لم تكن سيئة أبداً هذا الموسم، ورغم ذلك فقد اضطر مورينيو لإجلاسه احتياطيا حتى يمتص الغضب.
اليوم أعطاه فرصة مهمة وصعب لكسب الرهان، فكان بقدر هذا اليوم، سواء من حيث قطع الكرات، أو الضغط أو حتى الصعود بالكرة بلمسة واحدة وتركيز كامل غير معتاد منه.
على النقيض تماماً، خذل كلاين مدربه يورجن كلوب، ففي ظل الضغط الذي أبقى ميلنر خجولاً على الجهة اليسرى، فإن الظهير الأيمن كان هو الحل لفتح مساحات في دفاعات الشياطين الحمر.
كلاين ظهر متردداً ومتوتراً، تمريرات خاطئة بالجملة، فتقريباً لم ينجح بالقيام بأي مراوغة صحيحة، وكانت الفرص الذي تتطلب منه جرأة بالصعود يواجهها بتمريرات متحفظة جعلته نقطة ضعف هجومية أبقت ماني وحيداً أمامه تحت الضغط.
توقيت كلوب الشرير وبطء ردة فعل مورينيو
في بداية الشوط الثاني، ومع الضغط العالي الذي زاد من حدته ليفربول مطلع الشوط الثاني، ظهر هناك اهتزاز واضح لدى مانشستر يونايتد بالصعود بالكرة وكذلك في التمركز الدفاعي.
هذه المرة وعلى غير العادة من تأخيره بالتبديلات، سارع كلوب للاستفادة من الظروف، فدفع بكمية حركية إضافية هجومياً، ورفع من سرعة الضغط من خلال حركة واحدة، وهي دخول آدم لالانا، الأمر الذي أعطى ليفربول أفضلية واضحة، فيما يمكنني أن أصفه بفكرة شريرة خطيرة على مانشستر يونايتد، ذكية ومميزة لصالح ليفربول.
تأخر مورينيو بردة الفعل هنا، رغم أن المشكلة كانت واضحة، وبدأت الكرة تدخل منطقة الجزاء أكثر من ذي قبل تحت سيطرة أقدام لاعبي ليفربول، وهي إشارات خطيرة كادت أن تتحول إلى فرص محققة، لكن من حسن حظ السبيشل وان أنها لم تتحول ألى أهداف حتى دخول وين روني في الدقيقة 77، الذي أعاد شيئاً من التوازن للقاء.
بول بوجبا .. مباراة عادية
حاول جوزيه مورينيو وضع بول بوجبا في مركز أكثر حرية هجومية، لكنه بنفس الوقت طالبه بواجبات دفاعية، وهو الأمر الذي اشتكى منه اللاعب الفرنسي مؤخراً.
بعيداً عن الأدوار التكتيكية، فإن بول اليوم قدم مباراة أقل من عادية عندما يملك الكرة، سواء من حيث التصرف بالتمرير أو بالصعود من تحت الضغط، فمن يعرفه مع يوفنتوس يعرف أنه يستطيع تقديم افضل من هذا الأداء بكثير.
مع نهاية شهر نوفمبر – تشرين ثاني – ، سيبدأ الكلام الإعلامي بصوت أعلى عن مستوى بول بوجبا، حيث يكون قد حصل على وقت كافٍ للإنسجام، كما أن مدربه يكون حصل على وقت كافٍ لمعرفته.
الخلاصة .. مانشستر يونايتد بعيد عن المثالية وتبادل الأشواط بين المدربين
يمكن تلخيص القمة بأنها تبادل تفوق بين المدربين، جوزيه كانت له أفضلية الشوط، وكلوب كانت له أفضلية الشوط الثاني، وباتالي كان التعادل عادلاً بينهما.
أما بخصوص الفريقين، ظهر ليفربول أكثر ثقة بنفسه من أي وقت مضى، يبحث عن الانتصار في الشوط الثاني، واستطاع خلق بعض الفرص، لكن بعض الخذلان في مستوى الأفراد أمثال فيرمينو وماني وكلاين، بالإضافة لصلابة دفاع الضيوف ساعد على التعادل.
أما مانشستر يونايتد، فلا يمكن القول إلا أن التعادل منحه وقتاً أكثر لحل مشاكله، فهو لعب نصف ساعة أولى جيدة جداً بناء على معطيات وظروف اللقاء، لكنه بعد ذلك قدم مباراة ضعيفة، الأمر الذي يجعلني أقول أنه ما زال أمامهم طريق من أجل المثالية.
سناب شات : m-awaad