محمد عواد – كووورة – حقق مانشستر سيتي فوزاً صعباً على مانشستر يونايتد بهدف نظيف، ليستعيد شيئاً من ثقته بنفسه قبل مباراة دوري الأبطال المهمة ضد سسكا موسكو، وليحافظ على فارق النقاط مع تشلسي المتصدر.
فيما يلي أهم 7 ملاحظات من لقاء اليوم:
يانوزاي .. نصف لاعب
يستطيع عدنان يانوزاي تقديم مساهمة هجومية مميزة لأي فريق يمثله، فهو سريع ومهاري وذكي، لكن لديه مشكلة كبيرة تتعلق بالمساهمة الدفاعية، مما يجعل الحمل على اللاعبين خلفه في خط الدفاع أكبر، ومثل هذه الأمور يجب على لويس فان جال الاهتمام بها لأن عدنان يستطيع أن يضيف كثيراً .. فإما يكون نظام الفريق لا يتأثر بهذه النزعة أو يتم إجبار عدنان على المساهمة الدفاعية.
يوفيتتش .. المهاجم الوهمي
استطاع مانويل بيلجريني مفاجأة مانشستر يونايتد بشكل ذكي هجومياً معتمداً على ستيفان يوفيتتش، فلم يلعب مهاجم فيورنتينا السابق كمهاجم ثاني، بل شغل أدوار المهاجم الوهمي بذكاء، فكان يسحب معه دوماً أحد المدافعين أو يقوم بإبعاد محاور الوسط عن منطقة الجزاء .. فابتعاده عن الصندوق كان ذكياً وكان يبعد معه الكثافة الدفاعية مما سمح ليايا توري وسيرجيو أجويرو لإيجاد فرص خطيرة طوال اللقاء.
أهمية مركز ستيفان ظهرت بعد خروجه، فالمساحات التي كان يجدها يايا توري وأجويرو اختفت حتى الدقائق الأخيرة عندما اندفع المان يونايتد تاركاً المساحات بإرادته، وذلك لأن دجيكو لعب كمهاجم صريح ولعب بجانبه أجويرو كمهاجم ثاني، فلم يعد هناك فكر سحب اللاعبين أو إشغالهم الذي فاجأ لويس فان جال، فخسر السيتي عنصراً مهماً في لعبة اليوم.
العيش على ما تملك
لا يمكن للويس فان جال أن يختبىء أكثر خلف مستوى مدافعيه أو بعض لاعبيه الأخرين، فالمدرب مطالب بالعيش على ما يملكه خصوصاً أن لدى مان يونايتد العديد من مفاتيح الحسم، والانتظار حتى سوق الانتقالات الشتوية يعني المزيد من النقاط، والمزيد من الأهداف في شباك دي خيا والمزيد من النقاط المهدرة.
الحديث عن الدفاع المتهلهل قبل خروج روخو وقبل طرد سمولينج، فلولا تألق دي خيا في الشوط الأول لكانت الأمور محسومة مبكراً.
صحيح أن المان يونايتد لعب مباراة جيدة نسبياً اليوم، ولكن اللقاء أقل مما يستطيع اللاعبون تقديمه حتى الآن، فهناك لمسات ما زالت تنتظر.
فرناندو والانسجام .. ميلنر والمجهود
كلما مضى الوقت بات فرناندو أكثر ثقة بنفسه في خط الوسط، بداية الموسم شهدت أداء دفاعي قوي منه لكنه كان كثير الأخطاء، مع المباريات باتت تظهر قيمة لاعب خط الوسط البرازيلي كمحور ارتكاز يحرر يايا توري من دون مشاكل دفاعية، وربما يبقى نجماً مجهولاً بسبب مركزه وأدواره الخفيفة، لكنه بالتأكيد ما احتاجه يايا توري ليلعب بجانبه أكثر من فرناندينيو.
جندي مجهول أخر في صفوف مانشستر سيتي هو جيمس ميلنر، كان بطل اللحظة التي سهلت الأمور على فريقه بطرد سمولينج، ومساهمته الدفاعية والهجومية وتضحيته الكبيرة التي يقوم بها بدنياً وفنياً تجعله عنصر مهم في توازن حامل اللقب، ولاعباً يستحق تجديد العقد والاستمرار لأنه متعدد المهام والأدوار، ولأنه لاعب مخلص لقميصه.
عقلية الانتصار .. وأزمة الثقة
قد يكون من المنطقي التساؤل “يملك مانشستر يونايتد مواهب فردية هجومية لا تقل عما يملكه مانشستر سيتي، فلماذا لم نجد منهم المبادرة الكبيرة في مباراة اليوم ولا حتى أثناء مواجهة تشلسي؟”.
الجواب الأقرب للصحة يتعلق بأزمة الثقة التي يعيشها الشياطين الحمر، فهم كانوا تقريباً راضين بالتعادل منذ البداية وقبل النقص العددي، وهناك نوع من الحرص على عدم ارتكاب أخطاء حتى لا يتم تحميلهم مسؤولية الوضع، مثل هذه الحالة النفسية المهتزة تقيد أقدام لاعبي مان يونايتد، وأكبر دليل على ذلك أنهم عندما سعوا للتعادل أظهروا مستوى فردي مختلف تماماً.
على العكس من ذلك، كان هناك شعور بالمسؤولية وضرورة الانتصار، وأن الفريق ما زال لديه أهداف كبيرة هذا الموسم لدى الطرف الأخر، فقدم يايا توري أفضل مبارياته منذ مشكلته مع الإدارة، وكان سيرجيو أجويرو حريصاً على المحاولة تلو الأخرى حتى هز الشباك.
200 مليون يورو .. والأفضل دي خيا!
أنفق مانشستر يونايتد كثيراً هذا الصيف، فقد قارب ما دفعه 200 مليون يورو، لكن بعيداً عن العواطف والتركيز الإعلامي على بعض النجوم، فإن ديفيد دي خيا يبقى نجم الموسم في الفريق، وحصوله على جائزة لاعب الشهر الماضي ليست صدفة.
ما سبق، يجعل سوق الانتقالات متهمة من جديد بالوضع الحالي، فهي إن كانت سخية لكنها لم تكن ذكية وعابها كثيراً افتراضات المدرب وأفكاره التي لم تظهر على أرض الواقع حتى الآن.
عودة المصابين ويايا توري .. قد تغير شكل الموسم
عودة سمير نصري لتشكيل مانشستر سيتي، وتعافي يوفيتتش من إصاباته التي لاحقته طويلاً، مع عودة فرناندو في الأسابيع الأخيرة ليكون أساسياً في التشكيل، إضافة إلى المباراة الكبيرة التي قدمها يايا توري اليوم في حال كررها، قد تعيد لحامل لقب الدوري شكله المعتاد الموسم الماضي، خصوصاً أن سيرجيو أجويرو أيضاً استعاد لياقته وجاهزيته.
مثل هذه الحالة، ستعطي للفريق عمقه الذي تم التخطيط له في سوق الانتقالات، وستعيد له مستواه وقدرته على تغيير شكله التكتيكي وسرعة لعبه حسب معطيات اللقاء، مما قد يساعد كثيراً على تغيير شكل موسم رجال مانويل بيلجريني الذي كان يبدو رمادياً.