محمد عواد – كووورة – يواصل بايرن ميونخ هيمنته في الدوري الألماني متصدراً برصيد 24 نقطة بفارق 4 نقاط عن فولفسبورج وبروسيا مونشنجلادباخ، ولا يأخذ الإعلام أصحاب المركز الثاني على محمل الجد، ويتوقع كثيرون أن ينتهي المطاف بالبطولة كما حدث الموسم الماضي بحيث يتم حسمها في وقت مبكر.
وبات من الواضح أن العملاق البافاري أنهى صراعه في السنوات الأخيرة أمام بروسيا دورتموند بانتصار ساحق ومظفر، وهو تكرار لقصص تاريخية حصلت مع فرق أخرى مثل شالكه وباير ليفركوزن وشتوتجارت وفولفسبورج، حيث دائماً كان ينتهي المطاف بانتصار نفس الطرف ألا وهو بايرن ميونخ.
لكن هيمنة بايرن ميونخ المحلية أمر خطير كما يعرف متابعيه عليه قبل غيره، فالفريق كلما شعر بالسيطرة المطلقة محلياً مع ضمان وصوله إلى دور الثمانية في دوري أبطال أوروبا كان يلجأ لسوق انتقالات ضعيفة، وكان يتوقف طموح التطوير في صفوفه، ليتراجع الفريق محلياً وقارياً، ويضطر في النهاية إلى عملية إعادة هيكلة كبيرة.
واستفاد بايرن ميونخ كثيراً من وجود بروسيا دورتموند، ليس فقط بشأن التعاقد مع مواهبه، لكنه اضطر للتركيز على التطوير كل موسم حتى لا يعود له رجال يورجن كلوب ويهزموه بنتائج ثقيلة كما فعلوا، فكان الحرص على جلب أفضل مدرب متوفر في ظل رحيل يوب هاينكس، وكانت سوق انتقالات مميزة كل صيف، ليتم صناعة فريق ليس جاهزاً فقط للفوز على منافسيه المحليين، بل باتت زيارته للخصوم يعتبر أسوأ شيء يحدث لهم في معظم المناسبات، وروما يفهم معنى ذلك جيداً.
وسربت بعض المصادر الصحفية عن الرئيس السابق أولي هوينيس انتقاده الشديد لكارل هاينز رومينجه بسبب سعيه إلى التعاقد مع ماركو رويس، حيث سأله “هل تريد حسم اللقب في ديسمبر؟”، ومثل هذا السؤال فيه خوف على بايرن ميونخ أكثر من الخوف على الدوري الألماني، فقد ظهر الموسم الماضي مشكلة حسم اللقب سريعاً بتأثير ذهني أدى إلى تراجع مستوى الفريق المرعب، كما أن متابعي البايرن في العشرين سنة الأخيرة يعرفون تأثيره الإداري كذلك، بحيث تبدأ القرارات غير المفهومة والصفقات التي لا تليق باسم حامل لقب دوري الأبطال 5 مرات.
بناء على الأحداث التي أثرت على مستوى بايرن ميونخ، فإنه يحتاج دوماً لمنافس قوي، يبادله التفوق، ويشاركه عناوين الصحف، فيجبره على التطور بشكل مستمر، وهذا يصب في مصلحة الدوري الألماني، فالحقيقة تقول بالأرقام أنه لولا بايرن ميونخ وتألقه الأوروبي المستمر لما تم انتزاع البطاقة الرابعة في دوري أبطال أوروبا.
سيبكي النادي البافاري كثيراً لو انهار بروسيا دورتموند ولم يصعد بروسيا جديد، فصحيح أن هناك مشاريع طموحة في باير ليفركوزن وفولفسبورج وشالكه، لكنهم قد لا يملكون نفس الإيمان الذي تحلى به يورجن كلوب وإدارة بروسيا دورتموند وعندها سيعرف البافاري أنه كان يخسر أثناء انتصاره في المباراة الأخيرة.