محمد عواد – سبورت 360 – تنتشر في شبكات التواصل الاجتماعي العديد من التغريدات والتعليقات المنتقدة لمستوى بعض المعلقين العرب، وذلك رغم الشعبية الجارفة التي حصدوها في الماضي وجعلت منهم جزءاً لا يتجزأ من اللعبة بالنسبة لكثيرين.
فهل تراجع مستوى المعلقين العرب فعلاً؟
المستوى لم يتراجع!
يمكنني القول إن المستوى لم يتراجع كما يعتقد البعض، فلو شاهدت مباراة في عام 2004 لأحدهم وشاهدت مباراة له الآن، تجد أنه كما هو، بل ربما تحسن، لكن ما الذي حدث؟
التكرار يسبب الملل !
ما تفعله قناة بي ان سبورتس – الناقل الأساسي للبطولات العالمية الآن – هو المشكلة، فهي تنتهج مبدأ “الأقدمية أو الشهرة” في اختيار المعلقين للمباريات، والمسألة باتت محصورة بـعدد قليل منهم.
ولأننا نشاهد 6 بطولات رئيسية على نفس القناة، فهذا يعني أننا سنسمع نفس المعلق مرتين في يومين أو ثلاثة، مما يجعله يتكرر أسبوعياً، ثم يتكرر على مدى الموسم، مما يجعل كلماته المؤثرة خالية من المعنى بل مملة.
عدم إعطاء فرصة لتجديد أسماعنا، والإصرار على مبدأ أسماء محددة في المباريات الكبيرة التي يشاهدها الناس، جعل كثيرين يشعرون بالملل فيعتقدون أن ذلك تراجع مستوى، في حين أننا لو سمعنا أفضل الأغاني لعشرات المرات المتتالية، سنصاب بالملل وربما ننتقدها!
الهوس بالعناوين الرنانة على السوشيال ميديا
قبل انتشار شبكات التواصل الاجتماعي، كان المعلق يعطي الأولوية للمباراة، ثم ينتظر فرصة ليقول كلمة تبقى عالقة في الأذهان.
الآن اختلف الوضع، فسحر شبكات التواصل يسيطر على بعض المعلقين، الذين يظهر عليهم تجهيز بعض الجمل قبل اللقاء، ليقولوها ولو على رمية تماس، ثم إما بتنسيق أو عدمه، يحاولون ترويجها على شبكات التواصل.
فجوة المعرفة لم تعد بالحجم القديم
في الماضي، كان معرفة المعلق ليوم عيد ميلاد نجم يعد معلومة مهمة، وكانت بعض المعلومات تجعل المتابع منسجم ومنجذب، كما أن حصولهم على الأخبار من الوكالات الإخبارية قبل نشرها في الصحف في اليوم التالي، أعطاهم موقفاً قوياً كمصدر.
الآن تغير كل شيء، فلا أحد يسبق تويتر وفيسبوك، والمشجع يعرف كل شيء بل ربما أكثر من المعلق، وبالتالي فإنك تسمع أحدهم يقول أثناء التعليق خبراً، وأنت تقرأ في نفس اللحظة نفيه.
فجوة المعرفة التي اختفت، أخفت معها شيئاً من البريق!
ليسوا من هذا الجيل!
لنعترف بأمر بسيط، إن لكل زمان دولة ورجال، وأن معظم مشاهدي كرة القدم المتحمسين الذين يصنعون اسماً للمعلقين هم الشباب ما بين 16-25 سنة تقريباً.
هذا العمر يساوي خبرة معظم المعلقين المشهورين حالياً، أي أنهم ليسوا من هذا الجيل، فربما جيلي أنا ومن هم أكبر مني انسجموا معهم، لكن الجيل الجديد مختلف تماماً، وربما يحتاج لمن هم أقرب إليه.
تطعيم هذه الأسماء بأبناء جيلهم، سيساعد كثيراً على جعل العجلة تدور إلى الأمام.
تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر: