محمد عواد – سبورت 360 – أعلن نادي برشلونة رسمياً إصابة ليونيل ميسي، وغيابه لمدة قد تصل إلى 7 أو 8 أسابيع، مما يعني غيابه عما يقارب 6 مباريات في الدوري الإسباني، و4 مباريات في دوري الأبطال، الأمر الذي جعل البعض يضعط على إنريكي للتفكير بشكل جديد.
الأساس في برشلونة : احترام الفلسفة
يجب أن نتذكر جيداً، بأن برشلونة فريق معجون على فلسفة ثابتة بتغييرات بسيطة من مدرب إلى أخر، ولا يمكن إخراجه من هذه الفلسفة، كما أنه لا يستطيع اللعب من دون ارتكاز واضح يضمن البناء من الخلف بشكل انسيابي اعتاده منذ وصول كرويف لتدريبه.
من هنا ربما جاء تصريح لويس إنريكي بعد الإصابة “لن نغير أسلوبنا في ظل إصابة ليونيل ميسي”، فالمنطق يقول برشلونة سيستمر بلعب كرة استحواذية وحركة كروية شاملة في الأمام.
المطلوب الآن : تشكيل يصنع الفرص من دون ميسي
المطلوب الأساسي في برشلونة قبل التفكير بالشكل، هو أن يستطيع برشلونة الحياة من دون ليونيل ميسي.
وهذا يعني أن يستطيع الفريق صناعة الفرص وتسجيل الأهداف من دون ملكه، الذي اعتاده عليه لدرجة الإدمان في الموسم الماضي ومطلع هذا الموسم.
يجب طلب المزيد من خط الوسط في عملية المساندة الهجومية، وعدم الاكتفاء بنقل الكرة للمثلث الهجومي، لأن المثلث خسر أهم أضلاعه.
4-4-2 تبدو جميلة ولكن!
قرأت كثيراً عن خطة 4-4-2، ورغبة جمهور برشلونة بها، ويمكنني القول “إنني تشجعت لهذه الفكرة في البداية”، لكن عند التفكير فيها بعمق، فإنني أجد فيها عيوباً عديدة، سواء كانت 4-4-2 التقليدية أو بشكل الماسة.
شكل الماسة، يعني أن برشلونة سيضع بوسكتش ومن أمامه ماسكيرانو وراكيتيتش، وانيستا في المركز رقم 10، أما نيمار وسواريز سيكونوا في خط الهجوم، وهذا يقودنا إلى حقيقة عدم وجود أي قدرة على المرونة في الأسماء، إضافة لعدم قدرته على الاستفادة من مهارات نيمار وسواريز كما يجب، لأن وجود مهاجمين معاً عادة ما يقيد أحدهما على الأقل.
أما 4-4-2 التقليدية، فهي ليست خطة استحواذية ولا تناسب فلسفة ولا اعتياد لاعبي برشلونة، ورغم أنها تبدو على الورق جميلة من حيث خلق بعض الأوراق الاحتياطية، لكنها خطة لم يلعب بها برشلونة من قبل، وأي تحول الآن قد لا تكون نتائجه محمودة.
ومن مضار 4-4-2 التقيدية أيضاً رغم توفيرها الانتشار الجيد، أن أندريس انيستا لن يجد له دوراً يستطيع القيام به، فهو ليس بقدراته البدنية السابقة، ووضعه في أي ممكان في خط الوسط يعني مطالبته بأدوار دفاعية وهجومية وهو ما لا يستطيع القيام به.
مشكلة أخرى بتغيير الخطط الآن، أن برشلونة تحت ضغط مباريات كبير، وليس في أفضل فتراته البدنية والذهنية، الأمر الذي سيجعل من تغيير الخطط الآن أمراً أكثر تعقيداً.
المنطق يقول 4-3-3 مرنة إلى 4-2-3-1
يجب وضع اعتياد الفلسفة والشكل ووجود بعض الأوراق الاحتياطية دوماً في تفكيرنا عن طريقة إدارة الفترة الصعبة المقبلة، فـ 4-4-2 تعني أن منير أو ساندرو قد يكون في بعض الظروف المهاجم الثاني إلى جانب سواريز أو نيمار، وهذا يعني أنه يشكل 50% من الأهمية في الهجوم، الأمر الذي قد لا يكون جيداً بناء على أدائهم حتى الآن.
لذلك أعتقد أن لويس إنريكي على حق عندما ألمح إلى إبقاء الشكل 4-3-3، لأن ذلك يعطيه فرصة وضع ايفان راكيتيتش على اليمين في حال احتياجه – لعب في هذا الدور سابقاً -، أو وضع انيستا على اليسار وإرسال نيمار إلى اليمين، أو حتى اللعب بدانييل الفيس على الرواق الأيمن في المباريات التي تحتاج لتشكيل متوازن دفاعياً.
4-3-3 تعني أيضاً قدرة برشلونة على توظيف سيرجي روبرتو وماسكيرانو في خط الوسط، مما يعني امتلاك الفريق بضعة أوراق للعب فيها، ولا ننسى وجود سيرجيو سامبر في برشلونة “ب”، الذي صرح عنه يوم أمس جيرارد لوبيز قائلاً “يجب أن يتواجد في الدرجة الأولى”.
أما بخصوص 4-2-3-1، فهي لدى كثيرين شكل من أشكال 4-3-3 أو 4-5-1 حسب طريقة توظيفها، وبرشلونة يستطيع الاستفادة منها كثيراً، بل قام بتطبيقها عندما بدأ بساندرو ومنير هذا الموسم، ومن شأن ذلك وضع لاعب قرب منطقة الجزاء بدلاً من ميسي، قادر على ربط الخطوط ضمن مركزه وتحركاته، من دون الحاجة لقدرات خارقة كالتي يملكها ليونيل.
شكل 4-2-3-1 قد يساعد على وضع بوسكتش وماسكيرانو معاً ومن أمامهم ايفان، ووضع انيستا على اليسار ونيمار على اليمين، كأقوى تشكيل ممكن البدء فيه، كما أن من شأن هذا الشكل ضمان تغطية كبيرة لأرجاء الملعب من دون الحاجة لوجود الدينامو ميسي.
الكرة الذهبية
أصبحت الكرة الذهبية قريناً ثابتاً يتم ذكره عندما نتحدث عن ليونيل ميسي، وغياب ليونيل لهذه الفترة يعني أنه لن يلعب حتى موعد التصويت.
ورغم تفاؤل البعض من الطرف المحب لكريستانو رونالدو بأن يستفيد الأخير من الأمر، فإن تاريخ التصويت في عصر ليونيل، يؤكد أن هذه الأمور لا تؤثر، وأنه سيبقى في ذاكرة من يقدرونه.
التصويت سيتم بعد شهر تقريباً من الآن، ومع توقع أن ميسي كان ذاهباً للفوز بكرة خامسة بشكل مريح، فإن الترتيب لن يتأثر بالغياب كثيراً حسب ما تعلمناه من السنوات الماضية، فقد يقل عدد الأصوات التي يحصل عليها لو تألق كريستانو في هذا الشهر، لكنه لن يكون انخفاضاً كافياً لخسارته الكرة الذهبية على الأغلب.
شهر مدة قصيرة كي ينسى العالم روعة ما قدمه ميسي في 2015، وبالتالي يمكنني القول إن ليونيل سيحتفل مطلع العام المقبل بكرته الخامسة.
تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر: