محمد عواد – سبورت 360 – انتهت قمة بايرن ميونخ ويوفنتوس بالتعادل 2-2، في لقاء مثير يلخص معاني كرة القدم الجميلة.
فيما يلي نستعرض أهم الملاحظات من قمة اليوم
يوفي اختفى ساعة لكنه ظهر مع عودة الروح
لا يمكن لجماهير اليوفي إنكار حقيقة غياب الفريق لمدة ساعة، حيث سيطر بايرن ميونخ بشكل كامل، وظهر كأن الملعب هو الأليانز ارينا، ومع لحظة هدف آرين روبن اعتقد كثيرون إن لم يكن الجميع أن كل شيء انتهى.
لحظة عودة اليوفي لم تكن تكتيكية بل حماسية، هدف ديبالا الذي جاء من لا شيء، فظهر اليوفي بعدها فريقاً آخر، فاستعاد تنظيمه، وأتقن الخروج بالكرة بشكل ممتاز، وعاد لإغلاق دفاعاته، وكأن فريقاً جديداً ولد مع عودة هذه الروح.
الأمر الذي يجعلني أقول غير مبالغ “روح يوفنتوس كانت وما تزال تزن فريقاً بحد ذاتها”.
فيدال لغايات دفاعية وحركية
عندما تعاقد يوفنتوس مع أرتورو فيدال قبل سنوات، كان استقباله إعلامياً لكونه أفضل قاطع كرات في أوروبا، وهو ما فعله مع اليوفي من حيث الاحصائيات في إفساد هجمات الخصم.
تأخر جوارديولا بتوظيف فيدال في المركز المتوقع له منذ وصوله لبايرن الصيف الماضي، ألا وهو بدلاً من تشابي الونسو أو شريكاً له، واليوم فعل ذلك، ويبدو أن هذه الخطوة جاءت بالنتائج المطلوبة عندما كان الفريق متماسكاً.
دخول فيدال في خط الوسط، سمح للبافاري بقطع الكرات بشكل أسرع، كما أنه أمن ضغطاً أعلى لا يستطيع ألونسو توفيره بسبب فارق السن والقدرات البدنية، إضافة إلى أنه وفر حركية كبيرة عندما يستحوذ على الكرة، وهو ما جعل فيدال موجوداً في كل الجهات عند تحضير اللعب كخيار لزملائه.
هذه الخطوة أعطت بايرن ميونخ السيطرة، والأفضلية حتى جاء الاهتزاز بسبب خطأ الدفاع وهدف ديبالا.
جوارديولا يتأخر في التبديلات من جديد
رغم ظهور عدة إيجابيات وتحسينات على عقلية بيب جوارديولا الهجومية المطلقة، فإنه استمر بخطأ يقع فيه منذ أيام برشلونة، وهذا الخطأ يتمثل بصبره على التبديلات عندما يشعر باهتزاز فريقه.
كان من الواضح بعد هدف ديبالا أن بايرن فقد التوازن وشيئاً من تركيزه، فتأخرت التبديلات لدقائق عديدة من دون أي سبب وجيه، لأن الدفع بألونسو بدلاً من توماس مولر على سبيل المثال بشكل عاجل، كان من شأنه أن يضيق المساحات ويريح الفريق في الخلف، لكنه لجأ – متأخراً – إلى وضع ألابا على اليسار بالدفع بمهدي والمشكلة لم تكن أبداً تتعلق بالأسماء بل بالمساحات التي ظهرت.
هذا الخطأ تم معاقبته عليه من جديد، وهو نفس الخطأ الذي تم معاقبته عليه ضد برشلونة في نصف النهائي، فقبل هدف ميسي الأول يومها، وبعد الأداء الدفاعي الممتاز من بايرن حتى الدقيقة 70، ظهر الإعياء وبعض الأخطاء، فتأخرت التبديلات، لتكون تمريرة برنات بالخطأ إلى ميسي، الذي انطلق وفجر مرمى نوير بصاروخ أرضي.
تبديل ماركيزيو .. خطوة جريئة لها إيجابيات
لم أكن في الماضي من مناصري المدرب ماسيمليانو اليجري، لكن ما قدمه من أفكار تكتيكية منذ قدومه إلى يوفنتوس غير رأئي، وعلى الأغلب رأي كثيرين من مشجعي يوفنتوس الذين عانوا معه من تصريحه المتكرر عن “هدف مونتاري”.
خطوة جريئة تحسب لهذا المدرب، أن يقدم على إخراج ماركيزيو رغم مكانته لدى الجماهير الإيطالية، والدفع بهرنانيس ما بين الشوطين، وكأنه يحمله بشكل مباشر – وهو على حق – مسؤولية سوء الاستحواذ والصعود بالكرة خلال الشوط الأول.
هذه الخطوة حسنت كثيراً من نقل الكرة ما بين الخطوط، كما أن تحركات هرنانيس من دون كرة أعطت زملاءه خياراً دائماً باللجوء إليه عند انسداد الطرق.
العودة تحسب لليوفي .. وشيء يحسب للبايرن أخر 10 دقائق
عودة اليوفي في اللقاء تاريخية، فمن 2-0 أمام بايرن ميونخ وفي الحالة التي ظهر عليها الفريق في الساعة الأولى أمر رائع، سيذكره جماهير يوفنتوس لسنوات.
لكن هناك شيء يجب أن نحسبه لبايرن ميونخ إضافة للساعة الرهيبة التي قدمها، وهو عودته في آخر 10 دقائق، ليفرض رتمه ويقوم بالضغط الكبير، فعادت الكرة لتدور في مناطق خطر اليوفي، وهو أمر يحسب لفريق خسر تقدماً 2-0.
مباراة كاملة
بدأ اللقاء تكتيكياً من الطرفين، أسئلة وأجوبة تبادلها المدربون على أرض الملعب ونقلها اللاعبون.
ثم تحول إلى تفوق واضح للبايرن، جرأة فسجل هدفين، ثم كانت روح يوفنتوس التي انتفضت.
بعد ذلك، تم إدارة اللقاء بالخبرة … ليكون لديناً تكتيكاً فجرأة وروحاً وخبرة .. كرة قدم كاملة!
تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر: