محمد عواد – كووورة – تقترب رابطة الدوري الإيطالي والاتحاد الإيطالي لكرة القدم من الاتفاق على خفض عدد أندية الدرجتين الأولى والثانية، بحيث ينافس في الدرجة الأولى 18 فريقاً بدلاً من 20، أما الثانية فسيصبح فيها 20 فريقاً بدلاً من 22، وذلك ابتداء من موسم 2016-2017.
ويروج من يتبنون هذه الفكرة بأنها تساهم في تطوير كرة القدم الإيطالية، وتبدأ معها مسلسل استعادة الهيبة، بعد أن تفوق عليها كل من الدوري الإنجليزي والإسباني والألماني في التصنيف الرسمي، وهي باتت الآن في منافسة مباشرة مع بطولة الدوري البرتغالي والفرنسي.
بعض الخبراء رأوا أن الخفض من 20 إلى 18 سيعتبر تحسناً تدريجياً لكنه ليس كافياً، وأن الوضع المثالي بالنسبة للكرة الإيطالية وظروفها الاقتصادية هو 16 فريقاً، بحيث يصبح الهبوط خطراً حقيقياً على فرق الوسط فتطور من نفسها، وتقاتل من أجل كل نقطة، الأمر الذي ينعكس على التنافسية بشكل أكبر.
فكيف يساهم خفض عدد الأندية بتطوير الكرة؟
– منتخب ايطاليا مستفيد رئيسي
في التصريحات الصادرة عن الاتحاد الإيطالي لكرة القدم، تم نسب الهدف الرئيسي من خفض عدد الأندية إلى طلب مدرب المنتخب الإيطالي أنتونيو كونتي، بتوفير وقت أطول له مع المنتخب، مما يجعله أكثر جاهزية.
مثل هذا الخفض، يعطي منتخب ايطاليا فرصة الاستفادة من إنهاء البطولة بشكل أسرع من البطولات الأخرى، كما أن المنتخب الذي يشكل اللاعبين المحليين معظم تشكيلته، سيحصل على لاعبين أقل إرهاقاً من الناحية البدنية والذهنية.
– مالياً .. تكاليف أقل
سينخض بشكل ملموس تكاليف الأندية الإيطالية، وذلك من خلال مصاريف الملاعب والعناية بها، كذلك مصاريف السفر، بالإضافة إلى انخفاض الأموال التي يتم دفعها للاعبين مقابل كل مباراة يظهرون فيها، حيث أن أجر اللاعب هو رقم اساسي فيه متغيرات منها مبلغ مالي يتقاضاه مقابل كل لقاء.
حسابات بسيطة تجعل القول إن خفض عدد فرق الدوري إلى 18 يعني خفض عدد المباريات بنسبة 11%، مما يعني خفض التكاليف المتغيرة بالنسبة لعدد المباريات بذات النسبة تقريباً، الأمر الذي يساعد الأندية المتوسطة على تطوير بسيط في مرافقها على سبيل المثال.
ومن التكاليف الخفية التي تنخفض عند خفض عدد الأندية، هو خفض محتمل في عدد الإصابات، فخفض عدد المباريات يعني خفضاً في الحمل البدني سواء في الملعب أو في التدريبات، وهما ذو علاقة مباشرة بالإصابات.
– توزيع حقوق نقل أعلى
مع تراجع الدوري الإيطالي، من المتوقع أن يتراجع دخل الأندية من حقوق البث بشكل نسبي إلى نظرائهم في بطولات أخرى، فقد نشهد زيادة على سبيل المثال 100 مليون يورو بعقد بث الدوري الإيطالي، لكن البطولات المنافسة ستحقق أرقاماً أكبر قد يصل بعضها إلى زيادة بالمليارات مثل الدوري الإنجليزي، مما يجعل هذه الزيادة “وهمية” وغير مفيدة.
تقليل عدد الأندية يزيد من حصة الـ 18 فريقاً، فبدلاً من تقسيم الكعكة على 20 نادياً سيكون هناك نصيب اثنين يتوسع على الباقين، مما يساعد في تحسين وضع هذه الفرق خصوصاً المشاركة في البطولات القارية، ولو قسنا على موسم 2013-2014 فإن كل فريق سيحصل على مبلغ 2 مليون يورو إضافي، وهو رقم يساوي 10% من أجور نادي ساسولو على سبيل المثال.
– تنافسية أعلى
لو كان عدد فرق الدوري الإيطالي 18 هذا الموسم، فإن أندية مثل أودينيزي وميلان لن تكون بعيدة عن مناطق الهبوط، فمع إلغاء نتائج ميلان مع أصحاب المركز 19 و20 يصبح لديه 23 نقطة، في حين يصبح لدى أودينيزي 24 نقطة، وفي حال النجاح بإقناع الرابطة بهبوط 3 فرق، فهذا يعني أن مركز الهبوط سيكون صاحبه هيلاس فيرونا برصيد 20 نقطة، أي بمسافة 3 نقاط عن فريق بحجم ميلان.
مثل هذا الوضع، سيجعل فرق الوسط تقاتل دوماً حتى لا تنجرف دون شعور إلى الهاوية، وهذا يزيد من التنافسية ويجعل البطولة تستعيد نمطها الصعب السابق، وتجلب الاهتمام.
– جذب أعلى
صناعة كرة القدم هي صناعة ترفيهية بالمقام الأول، وصناعة الترفيه هي صناعة مستمرة لا تقبل القفز من جولة إلى أخرى بعيدة عنها، ووجود مواجهة ليوفنتوس على سبيل المثال مع فرق مغمورة تجعل الجمهور يعكف عن مشاهدتها، وهذا دائماً ينتج عنه ضعف في الجذب، لأن المشجع ابتعد عن البطولة في 3 أو 4 جولات في الذهاب على سبيل المثال.
خفض عدد الأندية، يقلل من المباريات غير المهمة، وبالتالي يزيد من عنصر الارتباط مع المتابعين، وهذا يعوض عدد التذاكر التي ستنخفض بسبب قلة عدد المباريات، لأن المتوقع منه زيادة عدد الجماهير في المباريات الأخرى.
– فرصة أكبر للشباب
في الماضي، كانت الإعارة دوماً هي مصنع اللاعبين الشباب في البطولة الإيطالية، وخفض عدد الأندية سيجبر فرق ذات ميزانية قليلة على الخضوع لطلبات فرق أقوى منها باستعارة اللاعبين الموهوبين ومنحهم فرصة لعب كبيرة.
كما أن المنافسة في الدرجة الثانية ستصبح أقوى، والفرق ذات التاريخ القوي فيها ستقوم باستعارة المزيد من الشباب للتأهل، وهذا كله سيعود بالمجمل على شباب ايطاليا بفرص أكبر مما يحصلون عليه الآن.