محمد عواد – سقط برشلونة في الاختبار الأخير، رفض كل الهدايا التي جاءته في نهاية الموسم كي يحافظ على لقب الليجا، بل إن الهدايا تواصلت يوم أمس عندما سجل هدفاً خارقاً من نصف فرصة عبر اليكسيس سانشيز، ليعود مستوى دفاعه وارتباك حارسه ويتسببا بضياع كل شيء، ويرفض البارسا الهدايا ويتنازل عن اللقب.
ورغم أنه كان من الطبيعي أن تحزن جماهير برشلونة لضياع لقب الدوري، إلا أن عليها النظر لنصف الكأس الممتلىء، وتبحث عن الإيجابيات بسبب خروج الموسم من دون أي لقب، خصوصاً أن رئيس النادي سارع للقول بعد الفشل بحسم اللقب “هناك تغيير شامل قادم”، مما يعني اعتراف الإدارة بضرورة فعل شيء وعدم مواصلة سياسة التردد والتهرب.
المخاوف في الأوساط الكتلونية كانت من أن الفوز بالدوري سيساعد الإدارة الحالية على التملص من مسؤولياتها، خصوصاً أنها معروفة بإعطاء الأولوية للاقتصاد على الرياضة كما وصفها ليونيل ميسي من قبل، فيؤدي ذلك إلى الإبطاء في عملية بناء الصفوف، وستكون الحجة بأن الفريق فاز بالدوري ولعب نهائي الكأس، وأن الوضع ليس بالسوء الذي يتخيله البعض.
ظروف مباراة الحسم جاءت لمصلحة مستقبل برشلونة وإن لم تكن بمصلحة حاضره، فخسارة اللقب رغم إصابة دييجو كوستا وأردا توران، ورغم التقدم بهدف نظيف، فرأت الإدارة بعينيها مدى سوء حال الفريق، وأن أي محاولة لتأخير الإصلاح ستكون نتائجها كارثية في الموسم المقبل، وأن التكاليف ستصبح مضاعفة.
سقوط الكامب نو -وإن كان حزيناً لجماهير برشلونة- فإنه مهم للموسم المقبل ليعود الفريق إلى مستواه المعهود، وأدائه الممتع، وحتى يكون دليلاً واضحاً لا تستطيع الإدارة الحالية النقاش فيه بشأن ضرورة التغيير على مستوى واسع وليس مجرد تعويض للراغبين بالرحيل أمثال فيكتور فالديس وكارلس بويول، وهو الأمر الذي حصل الموسم الماضي بجلب نيمار فقط متناسين عدة خطوط احتاجت التطوير.