محمد عواد – سبورت 360 – هزت ندوة السير أليكس فيرجسون في جامعة هارفارد قبل سنوات الإعلام الرياضي، فتسارع الجميع لنقل ما فيها، لأنها خلاصة عقل رجل لم يعرف الفشل الدائم، بل كان يعود أقوى كلما تعرض لضربة.
وكان السير قد طالب قبل أيام بالإبقاء على جوزيه مورينيو، ووصفه بأحد أفضل المدربين في العالم، لكن رومان أبراموفيتش لم يستمع له، واستمع لصوت النتائج والظروف التي يعيشها الفريق، فأطاح بأحد أعلى المدربين تكلفة في العالم.
في ندوة هارفارد تلك قال فيرجسون “لا تستطيع أبداً أن تخسر السيطرة أو تفاوض على جزء من صلاحياتك، عندما تتعامل مع 30 لاعباً شاباً كلهم يملكون ملايين الدولارات، وبالتالي كان علي دوماً الوقوف في وجه كل شخص يحاول تحدي صلاحياتي”.
تاريخ السير اليكس فيرجسون يقول أنه طبق ذلك حرفياً، فلم يكتف برمي الحذاء تجاه بيكهام، بل قام ببيعه، وفعل نفس الأمر مع نستلروي عندما حاول الأخير خلق حرب مع كريستانو رونالدو، وكان تاريخه حافلاً دوماً بفرض السيطرة أو التخلص من اللاعب الذي يرفض الانصياع .. فكانت سنوات طويلة من النجاح.
جوزيه مورينيو بدأ صراعه مع إيكر كاسياس وسيرجيو راموس قبل الموسم الكارثي، فلم يتصرف كما يجب مع الأمر، وأخذ الأمور بشكل شخصي، مع أن شراء حارس أفضل منذ البداية ليكون احتياطياً لإيكر كان من شأنه خلق توازن في المعركة بدلاً من الاعتماد على حارس بديل مثل أدان، كما فعل تماماً مع سيرجيو راموس عندما دفع برافائيل فاران أمام مانشستر سيتي، فكان سيرجيو اقل خطرأ.
تكرر الحال في تشيلسي، ظهرت عدم رغبة هازارد بسماع أوامر المدرب منذ الموسم الأول، وكذلك الحال توقف كوستا عن الانضباط في النصف الثاني من الموسم الماضي، وبدلاً من أن يستفيد من نجاح الموسم فيبيع هازارد بمبلغ كبيريعوضه من خلاله بعدد من النجوم، أو يقوم بإحضار نجم يستطيع لعب دور الحاسم على غرار بوجبا فيلخلق توازن بالقوى .. دخل الموسم مؤمنا بالصراع الشخصي من جديد!
الفرق بين السير اليكس فيرجسون وجوزيه مورينيو أن الأول يرى الصراع من منطلق السلطة والاستقرار للفريق، والثاني يراه من منطلق شخصي بحت، فالأول يأخذ إجراء إدارياً ودعماً من النادي بعيداً عن الملعب، أما الثاني فينقل التوتر والمناكفات إلى التدريبات ومنها إلى المباريات.
صحيح إن ما فعله لاعبو تشيلسي في النهاية تصرف “صبياني” لا يليق بمحترفين يتلقون أعلى الأجور في نادٍ حمل لقب أوروبا قبل 3 سنوات، وصحيح أن ما جرى أشبه بالمؤامرة، لكن المسؤولين عنها ليسوا اللاعبين فقط.. بل إن أخذ مورينيو الأمور بشكل مختلف عن تصرف الحكيم فيرجسون سبب في ذلك.
تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر: