محمد عواد – سبورت 360 – قد يحلو للبعض الانجراف مع الموجة التي تريد تدمير مسيرة لاعب كاملة بسبب فرصة ضاعت في نهائي كأس العالم 2014، ويتناسوا أن الأرجنتين كلها لم تسدد أي كرة بين الخشبات على مرمى مانويل نوير، لكن الحق يبقى مؤكداً بأن جونزالو هيجواين مهاجم بأرقام مميزة.
قد لا يسجل في الكبار لكنه ضامن للنقاط
قد لا يكون جونزالو هيجواين رجل المباريات الكبيرة، ربما لا نشاهده في مواجهة برشلونة أو بايرن ميونخ، لكن التاريخ يؤكد أنه حاسم جداً في المباريات الصغيرة والمتوسطة المعقدة، وبالتالي هو يعطي نفس النقاط بل أكثر من التي قد يهديها هدف في شباك برشلونة، لأن احتمالية الرد في الأخيرة أعلى.
في موسم 2011-2012، أخر مواسم فوز ريال مدريد بلقب الدوري، سجل جونزالو 22 هدفاً في الليجا، كان منها 9 أهداف تقدم في النتيجة أو عودة فيها إلى التعادل لتمهيد الفوز، في حين سجل 4 أخرى لتأكيد الفوز منعاً من عودة الخصم، مثل توسيع الفوز في مواجهة أتلتيكو من 2-1 إلى 3-1، الأمر الذي يجعله ساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في 13 انتصاراً، أما باقي أهدافه فكانت من باب النتائج الواسعة.
يذكر المدريديون جيداً أنه اصطاد خيتافي في مباراة توحش بيبي التي أوقفته لفترة طويلة في الثواني الأخيرة، وكيف عانى مورينيو في موسمه الأول بسبب إصابة هيجواين، الذي كان قبلها في أخر مباراتين خطف النقاط الثلاث من ملعب سبورتنج خيخون في الدقيقة 82، وافتتح التسجيل أمام أتلتيك بلباو.
الهدف الذي سجله أمام خيتافي
عن أوزيل ودي ماريا وتشابي الونسو
لا يمكن تخيل مسعود أوزيل موجوداً في التشكيل الحالي رغم روعته بصناعة اللعب والأهداف، لكن الخطة الحالية لا تملك رقم 10 ثابت، ولم تكن كذلك مع كارلو أنشيلوتي، وقدراته البدنية لا تتناسب مع المطلوب مع الأشكال الحالية.
أما أنخيل دي ماريا، فبالتأكيد كان سيعطي التوازن الأفضل لثلاثية كروس ومودريتش بدلاً من الاضطرار للجوء إلى كاسيميرو، لكن الفريق استطاع التعايش مع غيابه لفترة جيدة ولديه حلول أخرى كثيرة لفعل ذلك، وتذبذب مستواه الذي تحدث عنه كثيرون يجعله لاعباً مفيداً لكن ليس دوماً.
المايسترو تشابي الونسو بالتأكيد خرج ومعه خبرة كروية كبيرة، وقدرة على لعب دوري صانع اللعب والمدافع الأول في خط الوسط، لكن لو نظرنا لمسألة العمر، واستقدام لاعب بجودة توني كروس، فإننا نذهب إلى أن خيار خروجه كان مقبولاً، خصوصاً أن استخدام كاسيميرو يعطي التوازن المطلوب لو كان لوكا مودريتش في مستواه، واستطاع خيميس التحرك كما يجب (أو إيسكو).
كلهم لهم قيمة، وبالتأكيد وجودهم مفيد، لكن الحاجة الماسة تظهر بالأرقام التي سنتحدث عنها لاحقاً.
بنيتيز والأرقام تتحدث عن هيجواين
تحدث رافا بنيتيز بعد خسارة فياريال قائلاً “الفريق يخلق فرصاً كثيرة لكنه لا يسجل”.
كلام بنيتيز السابق ليس عذراً فقط، فجاء في تقرير نشره موقع سبورت 360 عربية يوم أمس جاء ” الريال تفوق على غريمه برشلونة من ناحية عدد التسديدات نحو المرمى في الموسم الحالي، حيث سدد لاعبوه 236 تسديدة بينما سدد نجوم البرسا 203 تسديدة.. ويسجل برشلونة هدف كل 5.6 تسديدة، بينما يسجل الريال هدف كل 7.3 تسديدة، بالمقابل فإن أتلتيكو مدريد يسجل هدف كل 6.9 تسديدة على المرمى.”
أمام فياريال على سبيل المثال، الكرة دخلت إلى منطقة الجزاء كما يجب في أكثر من مناسبة، وكان مصيرها إما الإهدار، أو عدم وجود ثعلب يصطادها، وهذه الأدوار التي يجيد لعبها جونزالو هيجواين، ويستطيع من خلالها صنع فارق قد لا يقدره البعض لأن الهدف لم يكن في شباك برشلونة!
هذه الأرقام تؤكد أن الفريق ما زال يصنع، وما زال يحوم حول منطقة الجزاء، لكنه يفتقر في بعض المواجهات إلى القاتل غير المتوقع… وهذه أدوار هيجواين.
أجمل الأهداف التي سجلها هيجواين
الكلام ليس عن هيجواين بالذات .. بل عن أمثاله
بالتأكيد لن يكون واقعياً إقناع جونزالو هيجواين بالعودة إلى ريال مدريد، لأن هذا سيجعل النادي الملكي يبدو بمظهر الساذج الذي يعيد شراء لاعبيه مقابل مبالغ أكبر، ولكن الحديث عن مهاجم يسجل الأهداف، فـ 22 هدفاً كان يسجلها هيجواين ليس هناك من يعوضها حتى الآن.
عودة الفارو موراتا هي الخيار الأقرب، وهو لاعب نضج وتطور بشكل كبير مع يوفنتوس، أو نجم بحجم ليفاندوفسكي يستطيع أن يحسم المباريات المتوسطة لوحده، أو الحلم السابق الذي لا ينساه فلورنتينو بيريز .. سيرجيو أجويرو!
باختصار .. البناء يجب أن يبدأ بعيداً عن كريستانو
يجب أن يتوقف ريال مدريد عن إدخال عدد أهداف كريستانو رونالدو في حساباته في البناء للفترة المقبلة، فهذه الأهداف الكثيرة رغم أنها أسطورية، لكنها لم تحقق إلا بطولة دوري واحد.
المشكلة أن أهداف رونالدو تأتي نسبة كبيرة منها على حساب تحركات كريم بنزيما، وبالتالي إخراج مهاجم من منطقة الجزاء أو استخدامه لغايات غير التسجيل، وبالتالي المطلوب مهاجم من نوعية أخرى، تصطاد الكرات التي لا يطالها رونالدو، والمباريات التي لا تحتاج لأدوار بنزيما التكتيكية، بل للاعب يسجل أهدافاً بكل بساطة!
يستطيع رونالدو أن يضمن لريال مدريد أي مباراة لو كان في يومه، لكن يجب التفكير في اليوم الذي لا يسجل فيه، وفي ظل إشغال بنزيما عادة في وظائف جماعية، فإن الريال يحتاج لشخص يومها يسبق كريستانو إلى المرمى.
الفارق بين بطولة الدوري ودوري الأبطال
بطولة دوري أبطال أوروبا أقل تعقيداً من مسألة الاعتماد على مهاجم من بطولة الدوري، فالتعادل في دوري الأبطال لا يعني النهاية، والخصوم أعلى شأناً ومواجهتهم تحتاج أدوار تكتيكية معقدة للتغلب عليها، وهنا يكون كريم بنزيما أفضل من الأرجنتيني.
كما أن بعض الظروف النفسية والتوقعات الهائلة لدوري الأبطال، تجعل الفرق التي تملك جودة جماعية أقرب للفوز من الفرق التي تعتمد على فرد واحد، ولعل نجاح ريال مدريد بحصد العاشرة دليل على ذلك، حيث كان لكل مباراة بطل، ولم يكن هناك بطل واحد خلالها.
تعادل يمكن بسهولة إصلاحه في بطولة دوري الأبطال، لكنه في الدروي سيكون حملاً على أكتاف اللاعبين حتى نهاية الموسم، وبالتالي شبيه هيجواين هو المطلوب لتخفيف هذا الحمل.
تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر: