نيمار إلى ريال مدريد .. نظرة شاملة ومحاولة للواقعية

محمد عواد – سبورت 360 – انتشرت الأنباء سريعاً عن لقاء تم بين نيمار نجم برشلونة ومسؤولين من نادي ريال مدريد، فتم وصف الحكاية بمشروع الخيانة من قبل عديد وسائل الإعلام، في حين رآه البعض فبركات لا أكثر، إلا أن مثلنا العربي “لا دخان من دون نار” يظهر قابلاً للتطبيق على الحكاية.

نيمار يقترب من الكرة الذهبية .. فلماذا يرحل؟
من الواضح أن نيمار يكتسب زخماً كبيراً من شهر إلى آخر، فقد قفز من مستبعد عن الترشيح للأفضل في أوروبا إلى أحد المنافسين للفوز بجائزة الكرة الذهبية خلال 5 أشهر فقط، والجميع يضعه خليفة منطقياً لكسر حقبة ميسي ورونالدو في وقت قريب جداً.

يملك البرازيلي نعمة العمر الصغير مقارنة بمنافسيه، وهو يعلم جيداً أنه كشف عن قدرات جعلت البعض يرشحه ليكون الأفضل لجائزة الكرة الذهبية العام المقبل، فعرش ميسي ورونالدو بات قابلاً للاهتزاز، ليس فقط بسبب أداء نيمار الممتع، بل لأن الناس تبحث عن تغيير بعد 8 سنوات من الهيمنة الأرجنتينية البرتغالية.

هل هناك اجتماع فعلاً؟
صحيح أن والد نيمار خرج وقال إن هذا الاجتماع فبركات إعلامية، لكن أن تنشر كل الصحف العالمية من دون استثناء الخبر، يجعله مصنفاً ضمن الموافق عليه بالإجماع، كما أن والد نيمار نفى تهم الفساد والتهرب الضريبي من قبل، وبالتالي كلماته ليست محل مصداقية.

صحف كبرى في انجلترا والمانيا وايطاليا وفرنسا، كلها نقلت تفاصيل الاجتماع والخبر، وكأن المسألة كانت تنتظر الرصاصة الأولى لينشرها الجميع، حيث تبدو هذه الأقاويل متوفرة بين أوساط الصحفيين المهتمين بشأن الكرة العالمية في أوروبا، لكن من دون إثبات حتى جاء النشر الأول.

العقد الجديد وسلوك الوالد
هناك أمور مهمة تحدث في الكواليس، تجعلنا نفهم القضية بشكل أفضل، الأمر الأول أن نيمار يتفاوض حالياً مع برشلونة على عقد جديد، وتفاصيل صغيرة قد تخلق فارقاً مالياً كبيراً له، وبالتالي هو يريد وضع بعض الضغط على الطرف الثاني المفاوض، لينال أفضل عقد ممكن.

الأمر الثاني المساهم في فهمنا للقضية، هو  دور والد نيمار في مسيرته منذ البداية وقوة تأثيره، هذا الوالد أظهر جانباً مادياً مفرطاً منذ بداية مسيرة النجومية في البرازيل، وبالتالي لا غرابة بأن يكون المحرك الرئيسي لهذا السيناريو لرفع قيمة العقد الذي يمكن أن يناله اللاعب.

والد نيمار يعرف أن بقاءه في برشلونة أفضل له، لكنه يريد أن يكون هذا المثال في أعلى درجات الربحية، خصوصاً مع اهتمام مانشستر يونايتد.

نيمار يحتاج فعلاً لمزيد من المال
قضايا التهرب الضريبي، وقضايا أخرى بأمور الفساد المتعلقة برحيله عن سانتوس إلى برشلونة، كلها أمور ستنتهي بغرامات مالية قاسية على اللاعب.

هذا يجعل أي إنسان يتجه مباشرة لكسب المزيد، ليحافظ على استقراره المالي، وتستمر أفكاره التجارية الجانبية، الأمر الذي يزيد من جديد قوة الاقتراح الأول.. اجتماع ليس للخيانة، بل اجتماع من أجل أفضل عقد.

ريال مدريد يعرف أن أيام رونالدو معدودة
على الجانب الأخر، يعرف ريال مدريد أن أيام كريستانو رونالدو كنجم أول للفريق باتت معدودة، ويعرف أيضاً أن اللاعب البرتغالي ليس من النوع الذي يقبل التنحي ويبقى صامتاً في الفريق كنجم ثانٍ، بالتالي فالحل المتوقع هو رحيله وجلب نجم من قيمته التجارية التسويقية والرياضية كذلك.

نيمار هو بالتأكيد الحل المثالي لرحيل كريستانو رونالدو، لكنه حل يبدو شبه مستحيل من النظرة الأولى، لكن فلورنتينو بيريز بجنونه وعدم واقعيته أحب التجربة.

الخلاصة .. لعبة من نيمار وأحلام من بيريز باستعادة الشعبية
من جانب نيمار، يمكنني القول إنه يريد البقاء مع برشلونة، حيث الحرية الفنية والاستقرار الإداري الواضح، والإيمان به كجوهرة المستقبل.

ما فعله ممثلو نيمار هو مجرد تسريع للفوز بأفضل عقد ممكن مع برشلونة، ووضع بعض الشروط، وهذه لعبة وكلاء أعمال معروفة، تشبه قول رونالدو أنا حزين والرئيس يعرف لماذا في موسم 2012-2013، وتشبه عمل ميسي لمتابعة لحساب تشيلسي على انستاجرام.

أما الرجل الأخر في الحكاية فهو فلورنتينو بيريز، الذي يعرف جيداً أن نيمار كان يريده جسراً لا هدفاً، ولكنه أراد قلب الأمور وتجربة سحره، هو يعرف أن شراء نيمار أفضل بديل تجاري ورياضي لكريستانو رونالدو، حيث الدخل السريع المضمون والنجاح الهائل في الملعب، كما أنه يعرف أنه لو تعاقد مع نيمار.. فإن جماهير ريال مدريد ستسامحه على كل الأخطاء الماضية وكثرة إقالة المدربين وتغيير المشاريع من شهر إلى آخر… وستسمح له بالتدخيل بالتشكيل كما يريد!

تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر:





Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *