محمد عواد – سبورت 360 – لم تتم إقالة مدرب مانشستر يونايتد لويس فان جال رغم توفر الأسباب المبررة لذلك؛ فأداء سيء وابتعاد عن الصدارة ودخول في صراع البطاقة الرابعة، إضافة لخروج مذل من الدور الأول في دوري الأبطال.
تمت إقالة جوزيه مورينيو بعد تدهور النتائج المذهل، وأطيح برافا بنيتيز من ريال مدريد، كما رحل رودي جارسيا عن روما، وكذلك حصل مع برندن رودجرز في ليفربول قبل معرفة شيء عن موسمه، لكن الأمر يختلف بشكل لافت عندما يتعلق بلويس فان جال، حيث كل المؤشرات سلبية لكن الرجل صامد في مكانه.
فما السر في ذلك؟ وما هو دور ديفيد مويس؟
كما يعلم الجميع لم تعد كرة القدم مجرد نتائج ورياضة، بل هي منظومة اقتصادية رياضية، لكل جزء نفس الأهمية، فلا نجاح رياضي من دون اقتصاد، ولا نجاح اقتصادي من دون نجاح رياضي.
ويعتمد مانشستر يونايتد بتفوقه المالي على إظهار نفسه كمشروع رياضي قابل للنجاح، وهذا ما كان فعلاً في عصر السير اليكس فيرجسون، فكان من السهل على شركات الرعاية الكبرى وضع أموالها في عقود طويلة الأمد.
رحيل ديفيد مويس جعل هناك بعض الشك بقدرة الشياطين الحمر على تسيير الأمور من دون السير، ولو تمت إقالة فان جال مبكراً في موسم ضاع نصفه، سيجعل الفشل مشتركاً بينه وبين المدرب البديل.
لا بد من الانتباه إلى أن كثرة خروج المدربين والمواسم الفاشلة سيتم فهمها من الشركات نوعاً من عدم الاستقرار، مما يعني تراجعاً بالمبالغ المدفوعة وطول العقود كذلك، وعقد مثل أديداس الكبير لن يتكرر أبداً.
يحاول مانشستر يونايتد حالياً إظهار نفسه كمشروع مستقر، وأن ما يحدث مع فان جال مجرد سحابة صيف، ولو انتهى الأمر بشكل سيء، فإن استقدام جوزيه مورينيو أو بيب جوارديولا يجب عدم احتسابه على نفس الموسم الفاشل الخاص بلويس فان جال.
ملخص السر
أصحاب القرار المالي ليسوا محللي كرة قدم، ولن يدخلوا بتفاصيل الملل والمتعة في الأداء، ولا ثبات التشكيل ولا الخطط، وإلا لكان برشلونة الأكثر دخلاً منذ عام 2009، وهو ما لا يحدث فعلياً على أرض الواقع.
ما حاول مانشستر يونايتد الإيحاء به أنه مشروع مستقر، وأنه يعرف الطريق الصحيح، لذلك قام بصفقات بأسعار كبيرة مثل مارسيال ودي ماريا، وجلب المدرب الأبرز في كأس العالم 2014، لكنه حالياً بات على المحك، لأن الإيحاء بالشيء لا يمكن أن يستمر لو كان شيئاً آخر.
خسارة اليوم أمام ساوثامبتون على الأغلب ستكون نقطة تحول في هذه الحسابات، فالعالم كله سيعرف أن الوضع بات محرجاً، وأن توتنهام و ليستر ابتعدا أكثر عنه في حسابات تأهل دوري الأبطال، وأن لارسنال ومان سيتي أفضلية واضحة، ليصبح الشياطين الحمر أقرب للفشل بالتأهل الأوروبي منهم إلى النجاح.
ما قبل السبت، على الأغلب لن يكون مثل ما بعده، وقد نسمع أخباراً مختلفة عن مستقبل فان جال، وقد نرى تغييراً في التفكير، ووصول لحقيقة أن الإدعاء بأن الوضع على ما يرام وهو ليس كذلك، لن يكون الطريق المثالي لإعادة الشياطين الحمر للإفساد بأرض الخصوم!
تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر: