تحليل سريع لقرعة دوري أبطال أوروبا

محمد عواد – كوووة – أقيمت اليوم الاثنين قرعة دور الستة عشر من دوري الأبطال، ليتم  فرض مواجهات كبيرة بين فرق، ومواجهات تبدو محسومة بين فرق أخرى.

وفيما يلي تحليل سريع لجميع هذه المباريات:

برشلونة ومانشستر سيتي .. على إنريكي أن لا ينسى
يجب على برشلونة أن لا ينسى وهو يدخل هذه المواجهة بأن الموسم الماضي كانت له ظروف خاصة، فالفريق الأزرق لعب في ظل غيابات مهمة مثل سيرجيو أجويرو المصاب وفرناندينيو الذي لم يكن له بديل، بل يمكن القول إن التعاقد مع لامبارد وفرناندو جاء كردة فعل على تلك المواجهة.

مباراة متكافئة جداً، لا يمكن توقع المتأهل منها، فمانشستر سيتي قام بردة فعل مذهلة في المباريات الأخيرة من دوري الأبطال، ويبدو أنه أقوى من ذي قبل على مستوى هذه البطولة، في حين أن مستوى برشلونة غير معلوم المستوى في شهر شباط المقبل، لأن هناك وقت طويل ليتغير الكثير، سواء بشكل إيجابي أو سلبي.

مواجهة هي الأعلى قيمة في دور الستة عشر من حيث الأسماء والجودة، وعلى الأغلب فإن العنصر الحاسم لن يكون فيها تكتيكي بقدر ما سيحسمه الأفراد، مثلما حدث الموسم الماضي، وإن كان عنصرا الخبرة ولعب لقاء العودة في الكامب نو يجعل حظوظ برشلونة أفضل قليلاً.

مورينيو يواجه ديفيد لويز .. وزلاتان أيضاً
بات لزاما على جوزيه مورينيو أن يواجه لاعبيه السابقين في دوري الأبطال، ويؤخذ لمدرب تشلسي أنه قاتل للنجوم الذين دربهم، فلم يستطع زلاتان أو أوزيل أو دي ماريا ترك بصمة حقيقية أمامه، كما أن فريقه يعيش هذه الأيام أفضل أداء له عندما يواجه ديفيد لويز وزلاتان وماكسويل وتياجو موتا الذين تعامل معهم من قبل.

باريس سان جيرمان لا يبدو انه في حالة ذهنية جيدة، فالفريق يعاني في كل لقاء محلياً، وظهر ضعيف الشخصية في مواجهة برشلونة على الكامب نو، ومع التذكر بأن جوزيه مورينيو أسرع تعلماً وأوسع حيلة من لوران بلان، فإن المواجهة التي حصلت الموسم الماضي تبدو أكثر إفادة للمدرب البرتغالي.

ملاحظة أخيرة يجب أخذها بعين الاعتبار، أن تأهل تشلسي الموسم الماضي كان ظالماً نوعاً ما، فالهدف جاء في الدقائق الأخيرة بعد لقاء لم يكن فيه فرص خطيرة للبلوز على العكس من حال الضيوف، وكان زلاتان غائب عن لقاء العودة وظهرت الحاجة له بوضوح في بعض دقائق ذلك اللقاء… لذلك يمكن القول إن تشلسي يملك أفضلية لكنها ليست كبيرة.

مباراة ممتعة ولكن محسومة .. شاختار يواجه بايرن
مباراة يبدو فيها بايرن ميونخ الطرف الأقوى بفارق كبير من المستوى، فهو أفضل من حيث الجودة والخبرة والتكتيك، وبالتالي لا يمكن تصور الفريق الأوكراني يتأهل إلا لو حدثت معجزة سيتحدث عنها الإعلام لسنوات.

ما يجعل هذا اللقاء مميزاً أنه يقام بين فريقين يحبان لعب كرة قدم، فكلاهما يقدم كرة مهارية جميلة، مما يحولها للقاء جذاب وإن كان المنطق النظري يقول إنها محسومة.

يوفنتوس يواجه بروسيا دورتموند .. لقاء متكافىء
صحيح ان يوفنتوس عانى مؤخراً في دوري الأبطال، لكن الفريق يملك جودة وحالة ذهنية أفضل من حال الفريق الغارق في الدوري المحلي، والذي يعاني من كثرة الإصابات ورحيل النجوم أيضاً.

يملك بطل ايطاليا رباعي خط وسط عالي الجودة، قادر على مجابهة الكبار وإن عانى أمام الصغار لبعض التفاصيل، فهو الموسم الماضي وإن خرج من الدور الأول في دوري الأبطال، فقد قدم مباريات ممتازة أمام ريال مدريد، وبالتالي فإنه يستطيع تعطيل أهم عناصر قوة بروسيا دورتموند الحالية المتمثلة بخط الوسط.

على الجانب الأخر، فإن الفريق الألماني بحاجة لاستعادة أسلوبه القائم على الضغط السريع وسد المنافذ، لأن مثل هذا الأسلوب أثبت نجاعته أمام يوفنتوس وجعله يعاني، كما أن على الفريق الألماني أن يضمن عدم ارتكاب مدافعيه للأخطاء أمام فريق يلعب بمهاجمين متكاملين فيما بينهما.

لقاء سيكون مهماً في تقييم مثير للجدل مؤخراً بين بطولتي المانيا وايطاليا، كما أنه مهم جداً لمعرفة المدى الذي وصل إليه يوفنتوس على صعيد القارة العجوز، حيث أنه أمل بلاد البيتزا الأخير في استعادة الهيبة الأورويبة.

ريال مدريد والتجربة الألمانية من جديد
لا يبدو أن شالكه افضل بكثير عما كان عليه حاله الموسم الماضي، فما زال الفريق المهاري الهجومي الذي لا يتقن الدفاع، ومباراتي سبورتنج لشبونة وتشلسي حيث تلقى 9 أهداف في مواجهتين تؤكد هذا الأمر رغم أن مدربه دي ماتيو، لكن يجب الانتظار لنرى شكل هذا الفريق بعد الراحة الشتوية، حيث سيملك المدرب الإيطالي فرصة إعدادهم بشكل أفضل.

ريال مدريد يعيش أفضل حالاته، أو كما وصفته صحيفة الماركا “أكثر ريال مدريد بياضاً عرفته الكرة الحديثة”، وهو في شهر فبراير (شباط) سيكون قد استعاد كل لاعبيه المصابين، وربما يتم تدعيم صفوفه بلوكاس سيلفا أيضاً، مما يجعله مرشحاً فوق العادة بلغة المنطق لتكرار التفوق على شالكه، والذي يمثل تجربة خاصة وإن كانت مؤلمة لخيسي رودريجيز.

الحظ يبتسم لارسنال
بعد أن عانى المدفعجية مع مواجهة أصعب الفرق في أوروبا، ابتسم له الحظ أخيراً وجعله يواجه موناكو، والذي يعد أسهل المتصدرين من الناحية النظرية.

ارسنال يتفوق على موناكو من حيث الخبرة والجودة وحتى من حيث الكرة التي يقدمها، ولم يظهر موناكو فائقاً لا محلياً ولا أوروبياً، مما يجعل أرسن فنجر سعيداً للغاية بمواجهة فريقه السابق، فهو يملك الآن فرصة للوصول إلى دور الثمانية وتمني قرعة سهلة أخرى تعوضه عن السنوات الماضية.

وكما هو واضح، فارسنال يتفوق في كل الخطوط على موناكو، وبالتالي لا يمكن تصور الفريق الفرنسي الذي فقد استثمارات مالكه يتأهل إلا لو عاش المدفعجية حالتهم المزاجية السيئة التي تجعل جماهيرهم متوترة دوماً.

لأتلتيكو مدريد الأفضلية ولكن ليفركوزن خطير
وصيف دوري أبطال أوروبا لا يبدو بحالته التي كان عليها في الموسم الماضي، لكنه أقوى من حيث التماسك التكتيكي وقوة الشخصية من نظيره الألماني، إلا أن باير ليفركوزن يملك عدة لاعبين جيدين، ويستطيع تقديم مباريات مهمة، وبعض الأحيان يقدم أداء تكتيكياً من أعلى طراز.

الأفضلية في هذا اللقاء للفريق الإسباني الأكثر مكراً، لكنها ليست مضمونة إلا لو ارتكب ليفركوزن أخطاء لعبه الهجومي في ملعبه والتي وقت ضحيتها مراراً في الماضي، وهو الذي يملك عدة أسماء قادرة على خلق المشاكل للضيوف.

بازل وبورتو .. المنطق يقول براهيمي
بورتو أفضل من بازل في كثير من النواحي، لكن الفريق السويسري أظهر في المواسم الأخيرة شراسة وخطف نتائج غير مسبوقة، مما يجعل اللقاء متكافئاً.

بورتو لعب بصلابة هذا الموسم افتقرها منذ سنوات، وبدايته الأوروبية القوية جعلت جماهيره تتفاءل به، خصوصاً أنه أظهر امتلاكه لقوة فنية وعمق تشكيل من خلال حملة الاستعارات التي قام بها.

ويجب الإشارة هنا إلى أن فرق من مستوى بازل وبورتو غير ثابتة المستوى، فقد يأتي موعد المواجهات، وبورتو يعيش حالة سيئة أو العكس، وقد يكون بازل فاقد التركيز حتى ذلك الحين، وهذه المباريات تتحدد نتائجها عند إقامتها فقط، لأن كل شيء ممكن أن يحدث فيها بالنظر إلى مستوى الفريقين المصنفين ضمن فرق الوسط في أوروبا.

تابع جديدنا على الفيسبوك:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *