تحليل .. سويسرا جعلت الأرجنتين سلبية لكنها ارتكبت خطأ واحدا

محمد عواد – كووورة – حقق المنتخب الأرجنتيني انتصاراً صعباً للغاية على نظيره السويسري، وذلك بعد وقت إضافي ليخطف دي ماريا هدفاً من هجمة مرتدة قادها ليونيل ميسي، ويتأهل بموجبه منتخب التانجو إلى دور الثمانية.

سويسرا أجبرت الأرجنتين على السلبية:
نجح المنتخب السويسري من خلال تطبيق فكرة خطي دفاع بعزل خط وسط الأرجنتين عن المهاجم جونزالو هيجواين، كما أجبروا ليونيل ميسي من خلال هذا الأسلوب على امتلاك الكرة في مناطق بعيدة عن مساحات التسديد قرب منطقة الجزاء، ولم يستطع لاعب برشلونة استلام الكرة في تلك المنطقة إلا مرات قليلة ظهرت معها الخطورة.

عزل هيجواين في منطقة الجزاء، وحماية المنطقة المحيطة بها في العمق، أجبر الأرجنتين على القيام بـ 42 كرة عرضية، وبما أن السويسريين كانوا جيدين في الرقابة الفردية داخل المنطقة ويملكون الزيادة العددية إضافة إلى تفوقهم في الهواء، فإن كل هذه العرضيات كانت سلبية من دون خطورة حقيقية، وساعدهم عليها سلبية تحرك المهاجم الثاني بجانب هيجواين.

هذا الدفاع السويسري استفاد من حقيقة أن الأرجنتين تركز على جهة واحدة في الهجوم وهي اليسرى، فالجهة اليمنى ولعدم ميل ميسي إليها تصبح شبه عديمة الأهمية، ولم تتحرك إلا بذهاب دي ماريا إليها، ومما زاد من ضعف هذه الجهة أن زاباليتا لا يتميز بقدرات هجومية فردية كالتي يملكها روخو على سبيل المثال، وهذه الحقيقة ساعدت قلبي الدفاع السويسريين في الأرجنتين على الرقابة الجيدة أمام هيجواين، كما ساعدت محاور الوسط على قتل المنطقة الحاسمة أمام صندوق الجزاء.

أسلوب دفاع سويسرا ليس جديداً في كرة القدم بل متكرر كلما لعب فريق ضد أخر يركز على جهة واحدة أكثر من الثانية، فالموسم الماضي اعتمده أتلتيكو مدريد أمام برشلونة، مستفيدين من ظاهرة عدم توسيع رقعة اللعب من قبل الفريق الكتلوني، ويبدو أن هيستفيلد اعتمد هذا الأسلوب من جديد، وهو الذي أعلن بوضوح “لن نراقب ميسي وحده، سنلعب أمام فريق كامل”.

خطأ سويسرا:
الخطأ الوحيد الذي وقع فيه منتخب سويسرا هو الطمع، فعندما اعتقدوا أن الأرجنتين انهارت بدنياً، حاولوا الخروج إلى منطقتهم، ودفعوا الثمن بهجمة مرتدة تؤكد خطورة إتاحة مساحات للتانجو، فهذا المنتخب يفقد خطورته عندما تدافع ضده بكثافة، وعندما تمنحه مساحات يتغير كل شيء.

ربما أراد السويسريون الحفاظ على النتيجة بالهجوم، لكن مثل هذه الأمور يجب أن لا تكون في هذا الوقت القاتل، ويجب أن لا تكون بتقدم محاور الوسط، فالهجوم بأربعة كان يكفي في مباراة تم استنزاف الطرفين فيها بدنيا.

الأرجنتين .. إيجابيات وسلبيات:
المنتخب الأرجنتيني أثبت من جديد جوعه للانتصارات، وأثبت ليونيل ميسي أنه مستعد للتضحية من أجل الأخرين في الأوقات الحاسمة، كما أن إصرار دي ماريا على التحرك في كل اتجاه أعطى الأرجنتين إيجابية أخرى مقدماً أفضل مبارياته في المونديال رغم خسارته الكرة كثيراً، ولا يجب نسيان نجاح الدفاع باحتواء عديد الهجمات المرتدة التي تحسن بشكل جيد في دفاعه عليها، على العكس مما جرى أمام ايران ونيجيريا.

لكن التانجو ما زال يعاني من سلبيات واضحة، فالمنتخب ما زال يفتقر لصانع الألعاب الحقيقي الذي يستطيع تحرير النجوم في مثل هذه المواقف الدفاعية للخصوم، فدي ماريا يتصرف أكثر كجناح رغم مركزه، ولا يملك جاجو وماسكيرانو هذه المؤهلات، كما أن ميسي لا يمكنه لعب كل الأدواء في آن واحد.

ومن السلبيات الأخرى اللعب بالمهاجمين الاثنين أمام ميسي بسلبية، فمن غير المفهوم دفعهم إلى داخل الصندوق حتى بوجود لافيتزي، فالأصل عند وجود إزكيل أن يتم فتح جبهة أخرى تسهل على ميسي التحرك قرب الصندوق من خلال توسيع مساحة اللعب، وهو ما لم يتم، بل يكشف إن أجويرو كان ينفذ أوامر مدربه، ولم تكن تحركاته ناجمة عن إصابته، مما وضع حملاً هائلاً على دي ماريا بمحاولة فتح اللعب.



تابع جديدنا على الفيسبوك:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *