محمد عواد – سبورت 360 – ثورة جديدة قام بها جوس هيدينك مع تشيلسي، فالمدرب أخذ قيادة البلوز بعد تآكلهم بسبب الخلافات مع جوزيه مورينيو، ليصعد بهم في سلم الترتيب من مركز إلى مركز، وينهي كابوس الهبوط، ويبقى منافساً في بطولات مهمة مثل دوري الأبطال وكأس الاتحاد حتى اللحظة.
السؤال الذي يردده كثيرون : لماذا يتعاقد تشيلسي مع أنتونيو كونتي حسب أخر التقارير ولا يجدد لمدرب لم يخسر معهم إلا نادراً؟
الجواب له شقان؛ شق يتعلق بالمدرب الهولندي، وأخر يتعلق بإدارة تشيلسي وفلسفتها في فهم الأمور.
هيدينك .. رجل باحث عن السلام
منذ أن أقيل جوس هيدينك من تدريب ريال مدريد عام 1999، وبعد قيادته هولندا بشكل رائع في مونديال 1998، الذي كان بينه وبين اللقب خلاله ركلات الترجيح ضد البرازيل ومواجهة فرنسا لاحقاً، لم يتول المدرب الهولندي أي مهمة بضجة إعلامية.
ريال بيتيس ثم منتخب كوريا وأيندهوفن ومنتخبات أستراليا وروسيا وتركيا، وبعدها كانت تجربة “أنجي الغريبة” وثم التجربة الهولندية الفاشلة بعد مونديال 2014.
هو يبحث عن الهدوء، تشديده واضح الآن بعدم الرغبة بالبقاء، وله تصريح سابق تحدث فيه عن أن تدريب المنتخبات أسهل بكثير له من تدريب الأندية، رغم أنه بعض الأحيان يشعر بالملل.
ينعم الآن هيدينك بهدوء كبير، لأن الناس لا تتوقع منه شيئاً، ولا تلومه على شيء في تشيلسي، فكل شيء مرتبط بالمدرب السابق، تماماً مثلما حصل في فترته الأولى.
هذا الهدوء، وهذا العمل المتقطع مع تحديات بضغوط قليلة وبأجور جيدة يبدو استراتيجية رسمية لمدرب يبلغ من العمر حالياً 69 عاماً، تؤكدها خطواته منذ عام 1999.
إدارة تشيلسي والبحث عن المشروع
منذ أن رحل جوزيه مورينيو في الفترة الأولى عن تشيلسي، يبحث رومان أبراموفيتش عن مشروع طويل الأمد في البلوز.
ومع تخبطه في البداية وعقب رحيل هيدينك، جاء بكارلو أنشيلوتي ليدوم لديه مثلما فعل الأخير مع ميلان، لكن الأمر لم يحصل، فالروسي لم يكن يدرك أن الفوز بالألقاب كل موسم أمر مستحيل.
بعدها جاءت فكرة فيلاس بواس ومشروع جديد، وحتى عندما فاز دي ماتيو بلقب دوري الأبطال، اضطر الإيطالي للانتظار حتى شهر يوليو “7” ليحصل على عقد جديد لأنه لم يكن رجل مشروع بالنسبة لرومان، وعندما عاد جوزيه مورينيو كان الكلام المتكرر عن “مشروع الـ 10 سنوات”.
أنتونيو كونتي رجل مشروع هو الآخر، كان ماضياً به بشكل مميز في يوفنتوس رغم القدرات المالية الضعيفة في البداية، وغادره بسبب خلافات رؤى مع إدارة النادي، وبالتالي فإن أبراموفيتش ما زال يلاحق حلم المشروع.
تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر: