أولها بقاء بيريز .. 9 أشياء يجب أن يفعلها ريال مدريد للعودة إلى القمة

النادي الملكي وموقف خطير يمر فيه

محمد عواد – سبورت 360 – ليس وضعاً جيداً الذي يعيشه ريال مدريد هذه الأيام، فالفريق خرج بشكل نهائي من بطولتين، وأداؤه المحلي لا يبشر بلقب أوروبي، لأن العيوب تظهر بوضوح مع كل موقعة كبرى.

فماذا على ريال مدريد الذي كان سيداً للعالم قبل سنتين فقط أن يفعل كي يعود للقمة؟

1- بقاء فلورنتينو بيريز

على العكس من كل الأصوات التي تطالب برحيل فلورنتينو بيريز لتدخلاته وقراراته غير العاقلة، فإن الرئيس الحالي يبقى الرجل المناسب لمهمة كبيرة، لأنه يضمن أولاً العلاقات التجارية المميزة، ويضمن ثانياً بقاء الدخل العالي الذي يعد أساسياً في لعبة الرياضة، ويعطي الفريق قوة شرائية هائلة.

هو يملك الطموح الكبير الذي يتعدى المحلية، ولو كانت تصرفاته خاطئة، فمن الصعب تخيل وجود شخص يملك جراته بجلب أفضل النجوم ويستطيع إدارة ريال مدريد في الوقت الحالي.

لكن بقاء هذا الرئيس لا يعني بقاء عقليته، بل عليه أن يتغير، وأن يفهم بأن تدخلاته أطاحت بالمدربين واحداً تلو الأخر، وأن الجميع بات يدرك ذلك.

2- شراء فاكس!

بالتأكيد لا أتحدث عن شراء فاكس حقيقي، فريال مدريد يستطيع شراء شركة تصنع الفاكسات، لكن الحديث هنا عن هيكلة إدارية فعالة ومرنة.

أخطاء مثلما حصل في ليلة رحيل دي خيا، أو عدم متابعة مثلما حصل مع تشيرشيف، ومشاكل تجديد عقود اللاعبين، ومشاكل اللاعبين فيما بينهم، كلها أمور تؤكد أن النادي يحتاج لمزيد من العمل الإداري الداخلي، وعدم التركيز فقط على الشؤون الكروية.

فريق إداري جديد بمدير كرة حقيقي لديه الصلاحيات ولديه حق قول لا في وجه بيريز، ومزيد من فلسفات الإدارة الحديثة ستغير كثيراً وبشكل إيجابي في استقرار النادي، والإدارة المطلوبة هنا رياضية وإدارة عامة أيضاً.

علمت قبل أسابيع أن برشلونة يقوم حالياً ببرمجة تطبيق لطبقة معينة من أعضائه الرسميين، ليشاركوا في تقييم اللاعبين نهاية الموسم، والتدخل بقرار سوق الانتقالات حسب وجهة رأيهم .. هذه الأفكار تعكس شيئاً من الإدارة الحديثة.

3- التضحية ببعض الأسماء التي تسبب التوتر

هناك أسماء رائعة في ريال مدريد لكنها تسبب التوتر من حين إلى أخر، لا أتحدث عن التخلص منها جميعاً، لكن عن محاولة التقليل منها.

وجود كريستانو رونالدو وجاريث بيل وإيسكو وسيرجيو راموس وخاميس رودريجيز وكروس ومودريتش في فريق واحد لم يعد أمراً ممكناً، فأي منهم قد ينفجر في أي وقت بشكل شخصي مع المدرب أو الجمهور لأسباب مختلفة، أو هناك من لا يمكن لعبهم بشكل اساسي ومستمر مثل حالة ايسكو ومودريتش وكروس وكوفاسيتش وخاميس رودريجيز.

هناك حالة من التضخم الفني في الفريق، وهناك حالة من تضخم “الأنا” أيضاً، لا بد من محاولة تخفيضها لغايات وحدة الصفوف.

4- بعض من أبناء النادي

لا يمكن نسيان ما قاله فلورينزي في تصريحه الحصري لسبورت 360 قبل شهرين “عاشق النادي عندما يلعب بقميصه ويخسر اللقاء، فإنه يشعر بالأسى والحزن أضعاف ما يشعر به الزملاء، أنا أشاهد ذلك في روما لأنني أعشق هذا النادي، وألاحظ ردة فعل بعض اللاعبين الذين يعتبرون الأمر وظيفة لكنني لا اعتبره كذلك”.

ريال مدريد يحتاج المزيد من أبناء النادي في الفريق، ليس بالضرورة أن يكونوا أساسيين، فهؤلاء لاعبون يعتبرون الخسارة كارثة بغض النظر عن دورهم في الفريق،، ومستعدون للتضحية من أجل وحدة الفريق ونجاحه، هؤلاء من النوع الذي تغيرهم رسالة واتس أب لأنهم يحبون النادي مثلما حدث مع عناصر برشلونة المؤثرين الموسم الماضي.

المسألة لا تتعلق بالأساسيين، بل بوجود كمية من هؤلاء في مقاعد الاحتياط على أقل تقدير، مثل خيسي وناتشو وبورخا ورفع عددهم، فهؤلاء يساعدون على بناء أجواء عائلية ومتسامحة لانهم لا يجدون الخسارة من أتلتيكو عادية، ولا يحتفلون بعدها، ولا يحاولون إسقاط المدرب لأنه لا يروقهم، ومستعدون للتضحية للجلوس في مقاعد الاحتياط من أجل فريقهم حتى نهاية العمر.

هؤلاء يحمون النادي ولو كان مستواهم أقل من العادي، وأربيلوا مثال على ذلك، فهو مستعد دوماً للتحدث دفاعاً عن الفريق، وليس هناك فريق كرة قدم فيه 22 نجماً، وبالتالي يجب التفكير بهذا الشأن.

5- جنود .. جنود . جنود

عندما أجرى برشلونة سوق انتقالاته التي قادته إلى الخماسية، كتبت عن أن الفريق يبحث عن جنود تحت إمرة الجنرالات، وكان التعاقد مع ايفان راكيتيتش وجيريمي ماثيو بمثابة لاعبين ليسوا نجوماً، لكنهم أسماء قادرة على العطاء ومستعدة للتضحية البدنية والتكتيكية.

ريال مدريد لا يملك هذا الجندي، فكلهم قادة هذه الأيام، ومن لا يلعب هذا الدور يتم التضحية به أو إجلاسه احتياطياً، وكاليخون وكاسيميرو وفاسكويز مثال واضح على ذلك، وعلى الملكي أن يدرك أنه لا يمكن ربح معركة من خلال إعطاء الأوامر، فبقدر العرق العالق بالقميص في نهاية المباراة تكون النتائج، ولو كان الأمر يتطلب تضحية بجودة بعض الأفراد، فإن الجانب المقاتل المضحي سيعوضه.

دي ماريا لم يكن مهماً في ريال مدريد لأنه قام بمراوغة رائعة ضد أتلتيكو في النهائي كما يعتقد الجمهور، بل لأنه لعب دور الجندي في ثلاثي الوسط، دفاعاً وهجوماً، فصنع نجاح الخطة بفضل التوازن الذي أعطاه للفريق ولم يعد حتى الآن.

6- اجتماع في غرفة سوداء

لا بد من اجتماع في غرفة سوداء بين فلورنتينو بيريز وإدارة الصحف المدريدية، التي تشن حرباً واضحة على النادي هدفها الإطاحة بالرئيس.

الخلافات متزايدة منذ موسم جوزيه مورينيو الثالث، والأمر بات حرباً حقيقية، على العكس مما يشهده برشلونة من دعم في كل ظروفه من الصحف الكتلونية.

تسوية الأوضاع مع وسائل الإعلام المدريدية، هو أمر مهام لضمان وحدة الصفوف وإبعاد التوتر.

7- مدرب حر

منذ أن رحل جوزيه مورينيو، لم يأتِ إلى ريال مدريد أي مدرب بصلاحيات مطلقة في الملعب، ولم يكن هناك أي مدرب بصلاحيات حقيقية في سوق الانتقالات يمن فيهم الرجل البرتغالي.

ريال مدريد يحتاج لمدرب حر ولو كان زين الدين زيدان، فمن غير العدل الحكم على المدربين من خلال أمور مفروضة عليهم، سواء كان ذلك من حيث التدخلات في الأسماء التي تبدأ، أو الأسماء التي ترحل أو تبقى.

على فلورنتينو بيريز أن يجرب الشيء الذي لم يجربه من قبل .. أن يكون رئيساً فقط وليس مدرباً ومديراً رياضياً ومستشاراً فنياً وناطق رسمي!

8- تجربة شيء غير بنزيما

6 سنوات من بقاء كريم بنزيما في ريال مدريد، لم تأت بأي فترة فيها استقرار مستوى، ومؤخراً ظهرت مشاكل الإصابات المتكررة.

ربما على فلورنتينو بيريز أن ينتبه لأن كريستانو رونالدو لم يعد نفس اللاعب بحكم السنين وتراكم العمر والضغوط، وبالتالي فعليه أن يذهب للتفكير بشكل تقليدي، بجلب مهاجم يسجل الأهداف بشكل مستمر، ويعطي استقراراً في المستوى.

لا نقاش بجودة كريم بنزيما، لكن يمكنني النقاش بأن هذه الجودة تختفي وتعود، وأن صفقات مع لاعبين مثل ليفاندوفسكي أو أوباميانج أو أي مهاجم من المستوى الأول قد تكون نتائجها مختلفة، لأن التغيير مطلوب كما يبدو في هذه المنطقة.

9- بدء البناء بعيداً عن كريستانو

أداء كريستانو رونالدو في النصف الثاني من الموسم الماضي، وأداؤه هذا الموسم، يجعلان الاعتراف ضروياً بأن اللاعب وصل لمرحلة الهبوط الطبيعي في المستوى، وهذا أمر حتمي.

هذا لا يقلل من شأن كريستانو فهذه سنة الحياة، وسوف يمر بها ليونيل ميسي خلال عامين أو ثلاثة، فلن يستطيعان تقديم مواسم خارقة، بل سيتوقف الأمر على مباريات مميزة وانقطاع وعودة من مواجهة إلى أخرى.

هذا يعني أن ريال مدريد يجب أن يفكر استراتيجياً، ويبدأ بالبناء بعيداً عن النجم البرتغالي، ولا أتحدث عن بيعه بقدر ما أتحدث عن تخفيف دور البطولة المطلقة التي يلعبها إلى بطولة مشتركة.

تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر:




Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *