محمد عواد – سبورت 360 – بدأ ليونيل ميسي يقترب أكثر وأكثر من حسم صراع أفضليته التاريخية في الإعلام، فقد بات بشكل مؤكد الأفضل في تاريخ عالم الأندية، وتبقى جدلية كأس العالم أخر ما يدافع به بيليه ومارادونا أنفسهم في وجه الإعصار القادم من كتلونيا.
ومع تغيير الاتجاه العام بالاهتمام إلى الأندية بدلاً من المنتخبات، فإنه من المتوقع أن يختفي تأثير غياب اللقب الوطني على مكانة ميسي، ومع اعتزال اللاعب الأرجنتيني، سيختفي أيضاً أعداؤه من مشجعي المنتخبات المنافسة للتانجو أو جماهير الأندية التي لا تحب برشلونة، وبالتالي سيجد دفعة قوية إلى القمة، تماماً كما حصل مع عدة لاعبين لم ينالوا قيمتهم الكاملة إلا بعد الاعتزال.
الجيل الحالي المتفاعل مع كرة القدم، سيكون الجيل المورث لأفكاره إلى أبنائه والصاعدين من حولهم في السنوات المقبلة، وتماماً كما حصل مع الجيل الحالي من وراثته فكرة مارادونا وبيليه، فإنه سيورث للقادمين فكرة ليونيل ميسي، ومع مقاطع الفيديو المذهلة التي يملكها ابن روساريو، سيكون من السهل إقناعهم بالفكرة خصوصاً عندما يعرفون أن 90% من الأرقام القياسية يحملها هذا الفتى الصامت.
جيل الأندية، وأرقام قياسية عديدة مدعومة بألقاب كثيرة على المستوى الفردي والجماعي، يجعل من الصعب تخيل الحديث عن مارادونا بعد 10 سنوات، عندما يخرج من دائرة الحماس والمتابعة، الجيل السابق الذي نشأ على حب المنتخبات.
ولكن .. لـ 30 سنة فقط!
تماماً كما حصل مع مارادونا لما يقارب 30 سنة حتى اهتز عرشه، وتماماً كما حصل مع بيليه الذي بدأ العالم يتحدث عنه في الخمسينات، ورغم وجود أساطير مثل كرويف وبكنباور وملك الأرقام القياسية جيرد مولر فإنهم لم يهزوا عرش النمر البرازيلي.
بعد 30 سنة، سيكون هناك جيل مختلف يتابع كرة القدم، وينظر إلى ميسي على أنه تاريخ فقط، تماماً كما ننظر إلى بيليه ومارادونا، وسوف تكون اللعبة أسرع وأكثر تعقيداً وفكراً، وسينظر إلى لعبتنا الحالية على أنها متخلفة بعض الشيء.
وكما نسخر من قولنا “أهداف بيليه بالأبيض والأسود”، فالتنيقة المتسارعة ستجعل البعض يسخر من أهداف ميسي التي تم تصويرها بالـ HD، حيث أن هذه التقنية لما سيكون عليه الحال ستكون متخلفة للغاية.
سيخرج لاعب في ذلك العصر، وسوف يكون أفضل من يشاهده جيل المتابعين والإعلاميين، والتاريخ بالنسبة لكل منا هو ما يشاهده أكثر مما يسمعه، وهؤلاء سيرددون “هذا الأفضل في التاريخ”، وسوف يتم مقاومتهم من قبل جيل ميسي الصامد في المتابعة إلى ذلك الحين أو من ورثوا أفكارهم.. ولكن مع مرور السنوات سيكون “هذا” هو الأفضل في التاريخ بعد 30 سنة!
العبرة !
من الاستحالة أن يبقى شخص في مجال لعبة رياضية هو الأفضل في التاريخ، فهذا حكم ليس علمي، أي أنه ليس 1+1=2، بل هو رأي يخلقه الإعلام عادة واللحظات المميزة، ولن يشعر جيل بعد 30 سنة بإثارة هدف ميسي في بايرن ميونخ ولا لحظة قصف مانشستر يونايتد في نهائي 2011 ولا مراوغة نصف لاعبي ريال مدريد في نصف نهائي 2011 الأوروبي، فهذه لقطات خالية من العواطف لأنها تاريخ!
ما سيحدث، بعد اعتزال ليونيل، سيتم تتويجه الأفضل في التاريخ ولن يكون المعترضون إلا قلة، لأننا في عصر الأندية، ثم سيأتي شخص بعد 30 سنة، وسيكون أفضل من يشاهده الناس في تلك الفترة، وسوف يتوجونه بلقب الأفضل في التاريخ بعد أن تقاومه أسطورة ميسي لفترة!
سيكون لدينا الأفضل في التاريخ دوماً، من بوشكاش إلى بيليه وكرويف ومارادونا والظاهرة وزيدان ثم ميسي، فمن هنا علينا أن نقف احتراماً لقولهم “لكل زمان دولة ورجال”، لنقول لكل زمان “الأفضل في التاريخ فيه”.
تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر: