كرة القدم في المقدمة.. الاستثمار الرياضي السعودي يثير التساؤلات والحيرة

كتبت – مروة سالم

تتجه المملكة العربية السعودية مؤخرًا إلى ضخ استثمارات هائلة في مختلف الرياضات، من أجل نشر نفوذها بهدف تطوير البلاد في هذا القطاع الهام. وهو ما أثار العديد من التساؤلات بخصوص خطط المملكة المستقبلية في هذا الشأن.

هذه الدولة الغنية بالنفط، والمعروفة بطموحاتها الكبيرة، استثمرت بشكل استراتيجي في العديد من المشاريع الرياضية كجزء من خطة رؤية 2030. وكان الاندماج المعلن مؤخرًا بين مؤسسة ليف غولف ودوري بي جي ايه الأميركي هو أحدث مثال على ذلك.

حيث أصبح يُنظر إلى فورة الاستثمارات التي قام بها صندوق الاستثمارات العامة السعودي في أندية كرة القدم المحلية كجزء من استراتيجية المملكة لتعزيز أجندة التنويع الاقتصادي الوطني.

وبينما ركزت الحكومة السعودية على عدد من القطاعات الاقتصادية. والتي تشمل التكنولوجيا والضيافة والسياحة، برزت الرياضة إلى الصدارة بفضل قدرتها على جذب الاستثمار الأجنبي، ووضع المملكة على خريطة العالم.

ووفقًا لتصريحات الخبراء، فإن الحكومة تتجه إلى مضاعفة الإيرادات السنوية للدوري بمقدار أربعة أضعاف لتصل إلى 480 مليون دولار بحلول عام 2030.

وقد جعل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الرياضة ركيزة أساسية لتنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط، والتخلص من الصورة المحافظة للمملكة والانفتاح بشكل أكبر على السياحة.

الاستثمارات السعودية في البنية التحتية الرياضية

من المجالات الأساسية التي استثمرت فيها المملكة العربية السعودية بشكل كبير تطوير البنية التحتية الرياضية. حيث شرعت المملكة في مشاريع طموحة لبناء أحدث الملاعب والمجمعات الرياضية ومنشآت التدريب.

أبرز مثال على ذلك مدينة الملك عبد الله الرياضية بجدة والتي انتهى بنائها عام 2014. والتي تضم ملعبًا متعدد الأغراض يسمح باستضافة مختلف الأحداث الرياضية، بما في ذلك مباريات كرة القدم ومسابقات ألعاب القوى.

وتتمثل أهمية استثمارات البنية التحتية هذه في أنها لا توفر أماكن على مستوى عالمي للرياضيين المحليين فحسب، بل تجذب أيضًا الأحداث الدولية، مما يُظهر التزام المملكة العربية السعودية بأن تصبح وجهة رياضية عالمية.

الاستثمار السعودي في رياضة الغولف

زادت شعبية لعبة الغولف المعروفة باسم “لعبة النبلاء” في المملكة العربية السعودية خلال السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ.

وذلك بفضل الاستثمارات الاستراتيجية للمملكة في هذه الرياضة. وكانت شركة ليف غولف التي تأسست في عام 2021 بتكلفة ملياري دولار، واحدة من أكثر الاستثمارات وضوحًا في مجال رياضة الغولف في السعودية مؤخرًا.

وتجدر الإشارة إلى أن دوري بي جي ايه الأمريكي للجولف قد قاوم هذا الكيان السعودي الجديد على مدار العامين الماضيين. بل ونشأ بينه وبين ليف غولف العديد من المعارك والاتهامات بسبب انشقاق العديد من أبرز لاعبي الغولف في العالم وانتقالهم إلى ليف غولف ذو التمويل السعودي.

ولكن في النهاية لم يستطع دوري بي جي ايه المقاومة أكثر من ذلك. وعلى الأرجح كان هو الأمر الذي ضغط عليه للدخول في شراكة مع الدوري المبتدئ في مفاجأة مدوية للقطاع الرياضي بأكمله. بدلاً من الاستمرار في التنافس معه على العشب الأخضر وفي قاعة المحكمة.

ومع إعلان هذا الاندماج الحديث، فإن صندوق الاستثمارات السعودي سوف يستثمر في الكيان الجديد لتسهيل نموه ونجاحه.

ومن الجدير بالذكر، أن هذا الكيان الرياضي الجديد يتضمن ثلاثاً من أكبر دوري الغولف في العالم. وهم دي بي وورلد تور ورابطة لاعبي الغولف المحترفين (بي جي ايه تور للجولف) وأخيرًا ليف غولف.

كرة القدم السعودية إلى أين؟

لقد كان لكرة القدم السعودية نصيب الأسد في الاستثمارات الأخيرة.

وعلى الرغم من أن الأمر قد يستغرق وقتًا ليس بالقليل من جانب المملكة السعودية لتخطو على درب جيرانها أبو ظبي وقطر. الذين اشتروا مانشستر سيتي في 2008 وباريس سان جيرمان في عام 2011. إلا أن استثماراتها في القطاع الكروي باتت واضحة للجميع ولا يمكن لأحد إنكارها.

ولعل أبرز مثال على هذه الاستثمارات صفقات انتقال أساطير كرة القدم الذين اختاروا الرحيل إلى أندية المملكة. هذه التعاقدات رفيعة المستوى لم ترفع مستوى اللعب فحسب، بل جلبت أيضًا الاهتمام الدولي لكرة القدم السعودية.

أساطير كرة القدم في السعودية

ومن أهم وأشهر هذه الصفقات هو انتقال الاعب الأسطوري كريستيانو رونالدو البالغ من العمر 37 عامًا والفائز بالكرة الذهبية خمس مرات إلى نادي النصر بموجب صفقة تاريخية تصل قيمتها إلى حوالي 200 مليون دولار سنويًا.

وبفضل سجله الكروي الرائع، اعتبر كريستيانو رونالدو واحدًا من أبرز الأسماء في المجال على مستوى العالم. حيث حقق خمسة ألقاب في دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد. بالإضافة إلى فوزه بالدوري الإسباني والدوري الإيطالي مع يوفنتوس والدوري الإنجليزي مع مانشستر يونايتد.

وتأتي بعد صفقة رونالدو، الصفقة الكبرى والمفاجأة التي صدمت عالم كرة القدم بأكمله.

وهي صفقة انتقال كريم بنزيما البالغ من العمر 35 عامًا حامل الكرة الذهبية صاحب الثلاثين هدفًا. الذي انتقل إلى الاتحاد السعودي ولا يزال يُنظر إليه على أنه أحد أفضل المهاجمين في العالم على الرغم من كونه في نهاية مسيرته.

ومن الجدير بالذكر أن صفقات الاستحواذ على اللاعبين من الجانب السعودي لم ولن تتوقف عند هذا الحد على ما يبدو. فقد أعلنت المملكة السعودية مؤخرًا عن رغبتها في ضم اللاعب الأرجنتيني الأسطوري ليونيل ميسي إلى صفوف اللاعبين في نادي الهلال السعودي.

وقد عرضت مبلغًا “خرافيًا” ولكنه رفض هذه الأموال واختار الانتقال إلى صفوف النادي الأمريكي إنتر ميامي.

استثمارات سعودية مستقبلية مزدهرة

وكما هو واضح، فإن الاستثمارات السعودية لن تتوقف عند هذا الحد أبدًا، خاصة فيما يتعلق بمجال كرة القدم وصفقات انتقال اللاعبين العالميين. فانتقال رونالدو وبنزيما ليس إلا البداية فقط. خاصة أنه ومع انتقالهما إلى السعودية زادت جاذبية الفكرة وتقبلها لدى العديد من النجوم واللاعبين الآخرين.

وعلى ما يبدو أننا بصدد سماع الكثير من أخبار الانتقالات القريبة إلى النوادي السعودية التي أصبحت القبلة للكثير من اللاعبين الآن.

وفي النهاية، من الممكن أن نقول إنه مع استمرار المملكة السعودية في تحقيق خطوات مثيرة للإعجاب في صناعة الرياضة. من المتوقع أن يكون لديها القدرة على إعادة تشكيل المشهد الرياضي العالمي وترك بصمة لا تمحى.

بحيث تزيل مع مرور الأيام والسنوات كل علامات الحيرة والتعجب. وتجعل من نفسها وجهة شعبية وجاذبة لكافة أشكال وأنواع الرياضات العربية والعالمية.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *