كيميتش: لعبة puzzle من قطعة واحدة

محمود وهبي – سقط بايرن ميونيخ في فخ التعادل 4 مرات في مبارياته الـ 7 الأخيرة، ولم يكن شديد الإقناع في طريقه نحو الفوز بمبارياته الـ 3 المتبقية، وأسباب هذا الهبوط النسبي في مستوى الفريق كثيرة، لكن على رأسها يأتي غياب مهندس خط الوسط، وضابط الإيقاع في المعزوفة البافارية.. كيميتش. 
بايرن حرق الأخضر واليابس في ألمانيا وأوروبا في عام 2020، وأغلب الأضواء سُلطّت على أفكار فليك، على أهداف ليفاندوفسكي، على ولادة مولر من جديد، على تسلّق جنابري سلّم النجومية، على حائط نوير بين الخشبات الـ 3، لكن الحصان الأسود في المنظومة البافارية هو كيميتش، والذي يملك كل صفات اللاعب الناجح.
كيميتش حصل على فرصه الأولى مع بايرن في موسم 2015-2016 تحت قيادة جوارديولا، فكان لاعب احتياطياً في المركز رقم 6 خلال القسم الأول من الموسم، قبل أن يتحوّل إلى لاعب أساسي في القسم الثاني، عندما استخدمه جوارديولا في قلب الدفاع كحل لمعالجة أزمة الإصابات التي ضربت خطه الخلفي حينها.
المنعطف الأساسي في مسيرة كيميتش كان في صيف العام 2017، أي عندما اتخذ فيليب لام قراره بالاعتزال، حيث حمل كيميتش راية القائد الأسطوري المعتزل، وشغل مركز الظهير الأيمن، وأصبح لاعباً أساسياً دائماً وناجحاً، مع صناعته 17 هدفاً في جميع مسابقات موسم 2017-2018، ومن ثم أتمّ 19 تمريرة حاسمة في الموسم التالي، وفي المركز نفسه.
وفي الموسم الماضي، حقق هانزي فليك مطلب كيميتش بإعادته إلى المركز رقم 6، فكانت الحركة التي صلّبت العمود الفقري لبايرن فليك، حيث كانت أرقامه ملفتة في صناعة اللعب عبر عدد التمريرات ودقتها، في أدواره الدفاعية كعنصر اطمئنان، كما استمر في ممارسة هوايته الدقيقة في صناعة الأهداف، حيث موّل زملائه بـ 4 أهداف في ربع نهائي ونصف نهائي ونهائي دوري الأبطال.
كيميتش نجح مع جوارديولا وأنشيلوتي وهاينكس وكوفاتش وفليك، ونجح في جميع المراكز المختلفة التي لعب فيها، ونجح كلاعب تكتيكي، وكلاعب بدني، وهناك نقطة أخرى تُحسب له، وهي الـ “جرينتا”، فهو يؤدي في جميع المباريات بالمستوى نفسه مهما اختلفت أهميتها، وهو يتفاعل إلى أعلى درجة مع أي هدف يسجله فريقه، وأي هدف يستقبله.
حاولت البحث عن وصف قد يعطي كيميتش حقه، فعدتُ بالذاكرة إلى لعبة الـ puzzle، وهي لعبة تركيب القطع التي لعبناها جميعاً عندما كنا صغاراً؛ بعض هذه اللعب تحوي مئة قطعة، وبعضها يحوي ألف قطعة، وبعضها يحوي 10 آلاف قطعة، أمّا كيميتش فهو لعبة puzzle من قطعة واحدة، فمهما وأينما وكيفما وضعته، سيكون حاضراً وجاهزاً وكاملاً.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *