مبادرة وكتابة وترجمة : محمد الأحمادي
ملاحظة : الترجمة ليست حرفية، بل استخلاص للدروس وإعادة صياغة لها بشكل يمكن القارىء من الاستفادة ، والفضل فيها كاملاً لمحمد الأحمادي.
رابط الحلقة الأولى
الحلقة الثانية : معنى تدريب ليونيل ميسي .. وتحدي بيب الأعظم !
يمكن نعت عمل بيب غوارديولا في البايرن بـ”السمفونية غير المكتملة”، فهو ـ كما يعلم الجميع ـ لم يفز، لا بالثلاثية، و لا بدوري الأبطال.
و رغم أن عدد ألقابه مع بايرن ميونخ (7 من 14) أقل من عدد ألقابه مع البارصا (14 من 19) إلا أن بيب يرى نفسه مدربا أفضل مما كان عليه، ” أنا الآن أفضل، لأنه في برشلونة ، كنت أحاول قدر المستطاع أن أجعل الكرة تصل إلى ميسي، بعد ذلك، ليو يخلق الفرق. لكن في ألمانيا، لم أملك ميسي، لذلك، اضطررت إلى التفكير في خيارات أخرى: ذاك اللاعب عليه التحرك لتلك المنطقة، زميله عليه أخذ ذلك المكان، و ما شابه… كان علي أن ابتكر أفكارا جديدة، و هذا ما جعلني أتطور.”
بهذا استطاعت كرة القدم الألمانية أن تحول بيب، لقد جعلت منه مدربا آخر.
فالرجل الذي رحل إلى مانشستر سيتي في يوليو 2016، أكثر قوة و نضجا من الرجل الذي وضع قدميه في ميونيخ لأول مرة في يونيو 2013، لقد أصبح أكثر واقعية، أقل مثالية، و الأهم من كل هذا، أنه أصبح دائم السعي نحو البحث عن الجانب المضيء من الخطأ.
في ميونيخ، تعلم غوارديولا أن يقول “لا”، الأمر الذي لم يكن نقطة قوته سابقا، فقد رفض عرض تجديد العقد الذي قدمته له إدارة البايرن، متجنبا بذلك سنة إضافية كانت ستخنقه لا محالة، كما كان الحال معه في برشلونة.
لورينزو بونافونتورا، رفيق غوارديولا في رحلة التدريب، و المعد البدني الذي يصاحبه في جميع محطاته، يقول في هذا السياق: ” بيب تمكن من تغيير البايرن، لكن ألمانيا أيضا نجحت في تغيير بيب.”
رحلة البايرن انتهت، والآن، غوارديولا في مانشستر، لرفع أكبر تحد في مسيرته التدريبية: و هو، فرض أفكاره في انجلترا، البلد الذي اخترع كرة القدم.
دومينيك تورنت، مساعده، يقول عن هذه التجربة الجديدة: ” لا يجب أن ننخدع، بيب لم يختر مانشستر لأجل خلق ثورة في الكرة الانجليزية، هو لا يرمي إلى تعليم الانجليز كيفية لعب كرة القدم، كما تدعي بعض الألسن الحاقدة. بل العكس، بيب اختار انجلترا من أجل جلب أفكار جديدة و تقاسم ما يملك من فكر، لا من أجل إعطاء الدروس.”
وأضاف “هناك آلاف الأساليب للعب كرة القدم، و أسلوب بيب من ضمنها، قد يعجب البعض، و قد لا يعجب البعض الآخر، لكنه لا يزعم أبدا أنه يملك “الحقيقة المطلقة”، لذلك، أعود و أكرر، إن بيب لا يدعي أنه المنقذ الذي جاء لنشر مواعظه، هو فقط يريد بعث الحياة في أفكاره، إثراء الآخرين، و تطوير نفسه.”
تطبيق أفكاره في السيتي لن يكون أمرا يسيرا، لأنه يستلم فريقا من دون هوية، خال من الطموح، عكس فترتيه في برشلونة والبايرن، لذلك، بيب عليه أن بحدث تغييرا جذربا، شكلا، و جوهرا، على فريق يجب تجديده على نطاق واسع، فنصف لاعبي السيتي في موسم 2015-2016، تعدوا الثلاثينيات، في أكثر دوري تنافسية في العالم، و الذي يجمع أفضل المدربين في الساحة (مورينهو، كلوب، كونتي…)
مانشيستر سيتي صفحة بيضاء، و الفلسفة يجب أن تبتكر، وكل أسس المشروع تعتمد على بيب، هذا يعني أن المسؤولية كلها ملقاة على عاتقه، و قد قال الفيلسوف عن هذا الأمر: ” إنها أصعب مهمة تنسب إلي في مسيرتي التدريبية.”
إنه تحديه الأعظم.
تابع الكاتب :
انستاجرام : @mohammedawaad
تابِع @mohammedawaad
سناب شات : M-awaad