محمد عواد – الليلة ليست ككل ليلة بالنسبة للكرة الفلسطينية، فهي ليلة الحلم الفلسطيني المدعوم عربياً من أجل الوصول إلى كأس أمم أسيا، ليلة تبدأ بمواجهة الفلبين في نهائي كأس التحدي، والمنتصر يتأهل إلى استراليا 2015.
اتحاد الكرة الفلسطيني عريق وإن عانت اللعبة من الاحتلال الصهيوني وقبله البريطاني، فقد تأسس عام 1928، ليكون أول اتحاد عربي تم الاعتراف به من قبل الفيفا، واليوم تلتقي الأحلام بالعراقة وتلتحق بهما روح التحدي من أجل أول تأهل لكأس أسيا.
المستحيل يرتعد خوفاً الليلة، فهو يواجه الفدائي الذي راهنت مؤامرات العالم على كسره وفشلت بذلك، فهو يواجه طائر الفنيق الذي لم يهزمه الحصار ولا الاعتقالات ولا اغتيال الرياضيين، وهو اليوم – أي المستحيل – حائر من أمره، لأنه وجد مستحيلاً أمام المستحيل ذاته.
اليوم ومن وحي جبرا الزرقا اللاعب الفلسطيني الذي عرض عليه الاحتراف في ارسنال عام 1945، ومن أجل شهداء كرة القدم الفلسطينية أيمن الكرد (28 عاما) ووجيه مشتهى، سيكون المنتخب الفدائي مقاتلاً رافضاً لأي خيار غير الانتصار.
المنتخب الذي حاولوا تشويه اسمه في تصفيات مونديال 1934 بإحلال الصهاينة والمستعمرين بدلاً من اللاعبين الأصليين ينتصر اليوم لتاريخه، وينتصر اليوم لحقه، وليس المطلوب أكثر من 90 دقيقة لبدء تاريخ جديد بعد 86 عاماً من التأسيس.
أشرف نعمان في مركز الهجوم يتمثل به الأمل، والعاقل صاحب الخبرة والحسم المدرب جمال محمود لاعب الوحدات السابق يعرف بأن المستحيل ليس فلسطينياً، وأسماء أخرى كالبهداري وعبدالحميد أبوحبيب وكل اسم في القائمة الفلسطينية سيرسم اليوم لوحة الشرف مع تحقيق البطولة والتأهل.
قد لا تكون تلك البطولة من أعلى المستويات الكروية، لكن المشاركة في الظروف المعقدة التي يعيشها اللاعب الفلسطيني اقتصادياً وأمنياً وسياسياً والنجاح فيها يعتبر انتصاراً كبيراً، والتأهل إلى كأس أسيا سيكون كافياً لوضع العلم الذي حورب لأكثر من 100 سنة في فضاء العالم كله.
منتخب الفلبين ليس صيداً سهلاً والحذر أمامه واجهب، فهو قادم بعقلية دفاعية قوية، وحقق 3 انتصارات وتعادل حتى الآن من دون أي خسارة، وأنهى دوره الأول من دون تلقي أي هدف، وأثبت بأن لياقته مرتفعة للغاية وقد يستخدمها لاستدراج خصمه إلى الخسارة.