أنهى برشلونة مباراة كأس السوبر الإسبانية كما هو متوقع، حمل اللقب وأعاده إلى كتلونيا، حيث أكد من خلال ذلك زعامته المطلقة للبطولة وأفضليته التاريخية فيها.
شاهدنا بايرن ميونخ يكسب السوبر في مباراة واحدة، وكذلك الحال مع مانشستر يونايتد وباريس سان جيرمان، لكن القصة تختلف في اسبانيا، حيث دائماً ما نشاهد مباراتين، فما السبب في ذلك؟
نظرة تاريخية .. فوضى منذ زمن
خلال البحث في تاريخ بطولة كأس السوبر الإسبانية، تجد أشياء غريبة، مثل أن البطولة كانت مستمرة ما بين 1947 إلى 1953، لكن كانت تلعب من مباراة واحدة فقط، وكان اسم البطولة كأس إيفا دوارتي وهي منظمة من الاتحاد الإسباني لكرة القدم لكن بأوامر النظام العسكري، بالتالي لم يستطع أحد أن يقول “لا” لفكرة المباراة الواحدة لأي سبب.
توقفت البطولة بسبب موت إيفا بيرون زوجة رئيس الأرجنتين، وهي التي حملت البطولة اسمها.
بعد ذلك، انطلقت كأس السوبر من جديد عام 1982 باقتراح رسمي من برشلونة تم الموافقة عليه، وكانت منذ البداية بنظام الذهاب والإياب، وحتى عام 1995، كان الفائز بالثنائية يحمل لقب السوبر بشكل آلي، ولا يحتاج لخوض مباراة أساساً!
اسبانيا ليست موحدة “فكرياً”
عندما نتحدث عن انجلترا، فلديهم مثلاً ملعب ويمبلي مخصص دوماً منذ أكثر من 40 عاماً كملعب وطني للمنتخب والبلاد، وبالتالي يتم اللعب عليه بشكل محايد، بل يعتبر فخراً الوصولاً له.
وفي ايطاليا، جرت العادة بأن يتم لعب السوبر في ملعب حامل لقب الدوري، باستثناء بعض الحالات الطارئة، أو عند اللعب خارج البلاد، في حين يطبق الألمان الحالة المخالفة بلعب بطل الكأس في ملعبه لزيادة حظوظه بالفوز باللقب، علماً أن السوبر الألمانية بطولة حديثة.
في اسبانيا، يمكن القول إنه ليس هناك أرض محايدة في صراع السياسة والفكر إلا جزر إيبيزا السياحية، وعندما جاء وقت لعب السوبر لأول مرة بدأ الحديث والتفكير.
ماذا لو لعب برشلونة ضد أتلتيكو مدريد في سانتياجو برنابيو؟؟ .. تبدو أرضاً لأتلتيكو!
ولو لعب ريال مدريد ضد أي فريق في إقليم الباسك أو كتلونيا .. تبدو أرضاً لخصمه!
وحتى المناطق الأخرى، فهي تاريخياً منتمية إلى أحد المعسكرات التي شهدت حروباً عسكرية وسياسية وفكرية عبر التاريخ، مما يجعل اسبانيا تقريباً عدة بلاد في وطن واحد، وهذا ما يجعل مفهوم الملعب الوطني مستبعد، وحتى مفهوم الملعب المحايد.. فكان اللجوء لهذه القاعدة.
فرصة ذهبية .. فهل ينتبهون؟
عدم وجود ملعب محايد في اسبانيا، يجعل من السهل عليهم التفكير بإقامة هذا السوبر في بلاد أخرى، مثل الصين أو اليابان بسبب الأجواء المناسبة في هذا الشهر هناك.
سيكون الدخل أعلى، وسيكون الترويج أفضل، وسوف يسمحون لجماهيرهم بمشاهدتهم والارتباط بهم عن قرب بشكل أكثر، خصوصاً أن توقيت اللعب سيكون مناسباً لذلك الجزء المؤثر في اقتصاد العالم، وهي فرصة ذهبية اقتصادية، لو انتبهوا لها.
تابع الكاتب على شبكات التواصل الإجتماعي:
سناب شات : m-awaad