سعيد خليل – في واحدة من لقطات المواجهة بين الإنتر وليفربول يوم أمس، لاوتارو مارتينيز وجد نفسه يقود هجمة مرتدة، لم يكن خلفه أحد، أو بجانبه أحد، ولكن كان هناك شخص واحد أمامه، شخص واحد عليه أن يتخطاه، وبعدها الامور ستصبح سهلة، كان فيرجيل فان دايك.
بعد هذه المقدمة، بكل تأكيد أنت الأن تتخيل المشهد في رأسك، وغالبًا المشهد الَّذي تتخيله، يقف فيه فان دايك، محاولًا منع لاوتارو من المرور، عبر عرقلته، الانقضاض عليه، أو أي نشاط فيه احتكاك جسدي يعطي قيمة مادية للمواجهة.
ولكن دعني افاجئك، واخبرك أنَّ لا شيء من هذا حدث، فان دايك لم يتعرض لمارتينيز، بل تجنبه كليًا، بمعنى أخر، لقد واجهه، دون أن يواجهه فعلًا، كانت هذه طريقته في إبعاد الخطر، أن يجبر لاوتارو على تقليل سرعته، وتوجيهه إلى الطرف، حيث لا يوجد أمامه أي فرصة لصنع شيء.
فان دايك كان بإمكانه سلك الطريق الأكثر رومانسية، طريق المواجهة، حيث يخرج ليقف في وجه لاوتارو، بكل شراسة وإندفاع، ولكن ذلك كان ليكشف المساحة خلفه تمامًا، ويرفع إحتمالية أن تتحول تلك المرتدة، إلى هدف. لهذا، قرر فان دايك أن يكون ذكيًا، بدلًا من أن يكون رومانسيًا، يقوده قلبه وليس عقله.
لمثل هذه اللقطات هناك من يعتبر فان دايك جبانًا، في حين أنَّ فان دايك، لمثل هذه اللقطات تحديدًا، هو أحد أفضل المدافعين الموجودين على الساحة.
لأنه يدافع كما يجب، وليس كما تحب أنت.
“التزحلق من أجل استخلاص الكرة هو أخر ما يجب أن يفعله المدافع، حين تفعل ذلك، فهذا يعني أنك قد أخطأت.”
– باولو مالديني.