تنافسية وتفاصيل الهلال تتحدى جودة وهجومية العين

محمد عواد –  كووورة – ينتظر العرب تلقي إشارات مبكرة عن ممثلهم في نهائي دوري أبطال أسيا، وذلك عندما يحل العين ضيفاً على الهلال في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال، مع توقعات بمدرجات ممتلة ومباراة من أعلى طراز على المستوى الفني.



ويبرز في هذا اللقاء عدة نقاط فنية مهمة منها:

الجاهزية التنافسية تميل لصالح الهلال:
منذ أن حل العين ضيفاً على الاتحاد في السادس والعشرين من الشهر الماضي لم يلعب أي مباراة تنافسية حقيقية، ورغم محاولته الاستعداد من خلال بعض المباريات الودية فإن الاختلاف كبير بين الحالتين خصوصاً من الناحية الذهنية.

الهلال يملك أفضلية في هذا الجانب، فقد خاض حتى الآن 4 مباريات في بطولة دوري عبد اللطيف جميل، أدرك من خلالها بعض العيوب، وعرف اللاعبون بسببها المشاكل التي قد يواجهها شكلهم التكتيكي الجديد، وتوصل مدربهم لحقيقة اللاعبين وقدراتهم.

مثل هذه الجاهزية التنافسية ذهنياً وتكتيكياً قد تكون مفيدة للغاية لصالح صاحب الأرض، وقد يدفع العين ثمن تأخير انطلاق دوري الخليج العربي، لكن يجب التذكير بأن الفريق الإماراتي مستفيد من الناحية البدنية من حيث راحة لاعبيه.

الجودة عيناوية:
رغم أن الهلال يملك لاعبين محترفين مميزين، لكن لا يبدو أن هناك من يملك جودة العين متمثلة بأسامواه جيان وعموري ولي ميونغ وتوسيتش.

جودة الزعيم الإماراتي انعكست بالأرقام في دوري أبطال أسيا مسجلاً 23 هدفاً حتى الآن، كما أنه لا يوجد من ينافس هداف البطولة جيان أسامواه صاحب الـ 12 هدفاً في مسألة الحسم والتسجيل من أنصاف الفرص، مع إدراك الجميع أنه لاعب كان يتألق في الدوري الإنجليزي ويستطيع أن يلعب هناك حتى اللحظة.

مثل هذه الجودة الفردية الهجومية للعين يواجهها تنظيم وجماعية بشكل ممتاز من الهلال أظهروه في مبارياتهم تحت قيادة المدرب ريجيكامف، وهذا يلخص كلام الأخير الذي نقلته صحيفة الاقتصادية يوم أمس “نعم لا نملك الأفضل، ولكن بما نملك نستطيع أن نحقق كل الأهداف”.

التفاصيل الهلالية:
كتبنا في الماضي على موقع كووورة عن أن المدرب الروماني لاورينتو ريجيكامف يحاول تقمص شخصية جوزيه مورينيو خارج وداخل الملعب، والمتتبع لتصريحاته مؤخراً يدرك حجم اهتمامه بالتفاصيل الصغيرة التي تنعكس بشكل واضح على أرض الملعب، وهذا من أوجه التشابه التي دفعت صحف بلاده لوصفه بمورينيو الروماني.

التفاصيل الهلالية لغز صعب أمام العين في حال أرادوا اللعب على النهائي كما تحلم جماهيرهم، وخلال دور الثمانية من دوري أبطال أسيا ظهرت قيمة هذه التفاصيل، فمستوى انتشار لاعبي الزعيم السعودي كان يفوق بكثير نظيرهم القطري، وكذلك ظهرت هذه التفاصيل في بطولة الدوري سواء من حيث الأسلوب أو الأسماء التي تلعب، وسيكون دور عموري وزملائه في العين خلبطة هذه التفاصيل، ويبرهن قوله حال وصوله الرياض “نريد أن نظهر بأحسن صورة”.

النهج الهجومي من العين:
لا يمكن لتركيبة العين الحالية أن تلعب بشكل دفاعي، هذا ما أدركه زلاتكو بذكاء منذ أن تولى مهمة تدريب العين، فاستغنى عن تفكير سابقه كيكي فلوريس، فالعين فريق صنع كي يهاجم، فتم اعتماد هذا المبدأ، ومن خلاله حقق الفريق نتائج ممتازة في أخر مباريات الدوري الموسم الماضي، كما أنه في دوري أبطال أسيا يعتمد هذا النهج لدرجة جعلت البعض يتساءل عن التوازن بالنسبة للمدرب الكرواتي الذي سبق له أن درب الهلال.

في حقيقة الأمر إن النهج الجديد لفريق العين هو التوازن بالنسبة لحالته، فالفريق لم يخسر إلا مباراة واحدة في البطولة رغم أنه تلقى أهداف في 8 مواجهات من أصل 10 حتى الآن. مثل هذا النهج قد يكون ميزة كبيرة للعين الذي لو نجح بالتقدم من خلاله خارج ملعبه سيحيد الجماهير سريعاً ويضع الهلال في حسابات معقدة مبكرة، وهو أمر يعرفه ويحاول ريجيكامف التعامل معه منذ الآن على الأغلب.

تحدي المدربين:
مر زلاتكو من الهلال، وتعرض لضغوط كبيرة هناك خرج من خلالها في النهاية ليعوضه سامي الجابر، وجاء ريجي ليعوض الأسطورة السعودية. لم يستطع الكرواتي ترك بصمته فخرج بشكل غير مرضي من البطولة الأسيوية مع الهلال، ورأى في أن التسريبات الإعلامية سبباً من أسباب فشله هناك، لكن في بدايته مع العين يبدو مختلفاً وأكثر ثقة مما كان عليه الحال عندما درب الهلال.

أما ريجيكامف فحديث العهد بكرتنا العربية، وبالتالي لم يظهر حتى الآن الحكم النهائي عليه، لكن تاريخه وتصريحاته تجعل المتابع يعتقد أنه أقوى شخصية من سابقه في الهلال، ولقاء الذهاب سيكون أول تحدٍ مباشر بين المدربين للوقوف على تميز كل منهما عن الآخر.

قوة شخصية العين:
يعد فريق العين من أقوى الأندية شخصية في الإمارات، وفي ظل خط وسطه القوي وهجومه الكاسح فإن لعبه في ملعبه أو خارج ملعبه يجعل المواجهة صعبة دوماً على خصمه.


الهلال اقترب كثيراً من دوري أبطال أسيا ولن يفرط بهذا الحلم بسهولة، لكنه يواجه فريقاً لن يستسلم بسهولة، ولن يسمح للأمور بأن يتم حسمها، فأحلام الهلال الكبيرة تواجه شخصية قوية تضمن للجمهور قمة كروية.



تابع جديدنا على الفيسبوك:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *