محمد عواد – كووورة – بدأ تشلسي بطولة الدوري الإنجليزي بشكل ممتاز لفت انتباه أوروبا وجعله مرشحاً فوق العادة للفوز باللقب المحلي، وحقق رجال جوزيه مورينيو 12 نقطة من 4 مباريات، ليحصل على فارق سريع مقداره 5 نقاط عن أقرب منافس حقيقي (مانشستر سيتي)، رغم وجود أستون فيلا في المركز الثاني برصيد 10 نقاط.
بداية تشلسي حتى الآن لها أوجه إيجابية عديدة، لكنها تملك بعض السلبيات أيضاً، ويمكننا رصدها جميعا من خلال ما يلي:
– القطعة الناقصة أكملت كل شيء:
عندما تعاقد جوزيه مورينيو مع سيسك فابريجاس قال عنه إنه القطعة الناقصة، ويبدو أن تلك الكلمة لم تكن استعراضاً في تصريحات مورينيو المعتادة، بل هي حقيقة.
وجود سيسك فابريجاس تحول ليكون كلمة سر دييجو كوستا الذي سجل 7 أهداف في 4 مباريات، فالبرازيلي الإسباني يجيد احتلال المساحات بين المدافعين، ويعرف كيف يقف بشكل مذهل من أجل أن يسجل، وهو أمر أظهره الموسم الماضي بشكل واضح مع أتلتيكو مدريد.
مورينيو أدرك ميزة كوستا الثمينة هذه، فاحتاج لشخص يستطيع أن يوصل الكرة له أو يوصلها لمن يستطيع أن يجعل كوستا مستفيداً من حسن تمركزه ومكر تحركاته، فكان سيسك فابريجاس قطعة ناقصة بمعنى الكلمة، فمن خلاله اكتمل ضبط خط الوسط واكتملت الاستفادة من خط الهجوم.
– نسيان الدفاع:
من أهم ما يميز الفرق التي يدربها جوزيه مورينيو عبر مسيرته الصلابة الدفاعية، لكن ذلك غير موجود هذا الموسم في البلوز، فتشلسي صاحب سادس أضعف دفاع متلقياً ما معدله (1.5 هدف في المباراة الواحدة)… إلا أنه لا يمكن الحكم الآن على دفاعهم، فالفريق اعتمد مبدأ المباريات المفتوحة للغاية حتى الآن، وسيكون الحكم الحقيقي على هذه المسألة في المباريات الكبيرة، التي من المؤكد عدم خوضها بذات العقلية الهجومية التي أظهرها تشلسي في البدايات.
تحسن الهجوم واضح لكن تراجع الدفاع واضح أيضاً، والمسافة بين عودة تشلسي إلى الألقاب تتمثل بما سيبرهنه جوزيه مورينيو في القادم من المواعيد بأن دفاعه ما زال صلباً، ولو فعل ذلك فإن ترشيحه لبطولة الدوري لن يكون كافياً لعشاقه، الذين بدأوا يحدثون أنفسهم بالمسألة الأوروبية.
– عمق مذهل في خط الوسط والهجوم ولكن!
يملك تشلسي الحالي عمقاً مذهلاً في خط الوسط والهجوم، فالتعاقد مع لوك ريمي وديديه دروجبا كان بمثابة ضمان مضي الموسم من دون أي مشاكل في المنطقة الأمامية، ويتميز ريمي بقدرته على اللعب كجناح ومهاجم في آن واحد، مما يعني أن البلوز سيخوضون موسماً كاملاً من دون قلق.
لكن في خط الدفاع، هناك بعض المشاكل التي قد تطرأ في حال إصابة جون تيري أو جاري كاهيل مما سيكشف خط الدفاع قليلاً من دون بديل صاحب خبرة، كما أن عدم اعتماد جوزيه مورينيو على صفقته الجديدة فيلبي لويس حتى اللحظة إلا في 7 دقائق فقط أمر يحتاج للتوضيح من قبل المدرب البرتغالي الذي تعاقد معه.
– الأرقام الفنية تؤكد التوازن:
لم يستغنِ جوزيه مورينيو عن فلسفته الفنية المعروفة رغم تحسن جودة فريقه، فالتوازن والبحث عن الانتصار هو مبدأ راسخ لديه.
تشير الأرقام إلى أن تشلسي متزن من حيث الاستحواذ ويميل للكرة المباشرة التي يفضلها مورينيو (نسبة استحواذه 54%)، كما أنه متزن بالضغط على الخصم كلما كانت المباراة في متناول اليد لتجنب أي إرهاق بدني، وهذا اتزان ذهني يزيد من قوة الفريق حتى الآن، وهناك تحرير للمواهب في الفريق مما يجعله الفريق الأعلى من حيث عدد المراغات الناجحة في انجلترا.
الفريق متوازن أيضاً بمناطق الهجوم بين اليمين واليسار والعمق، كما أن أسلوب مورينيو مع تشلسي في الماضي عاد الآن مع التسديد الكثير من خارج المنطقة، بنسبة تسديدات 44% تمت من خارج منطقة الجزاء.
تشلسي تحسن كثيراً على الجانب الهجومي كما تؤكد الأرقام لكنه دفاعياً ما زال يحتاج لاستعادة تنظيمه ودفاعه كفريق، وقد يكون تفكير مورينيو الآن بالاستفادة من البداية لتطوير الأداء الهجومي والتركيز على حصد النقاط لإدراكه أن فريقه تعلم معه الدفاع “أكثر مما كما يجب” الموسم الماضي، لدرجة تعرض بسببه للانتقاد، وأن العودة لذلك الحال سهل حسب طبيعة المواجهات.
– شكل تكتيكي مرن:
أفضل ما في تشلسي الحالي أنه يلعب بشكل تكتيكي مرن للغاية، الفريق يضع أسماءً على أرض الملعب تستطيع تطبيق 4-2-3-1، يتم التحول منها إلى 4-1-4-1 في حالة الهجوم لفترات من اللقاء عند الحاجة إلى الاستحواذ على الكرة، كما أن الفريق دفاعياً يلتزم بـ 4-3-2-1 أو 4-5-1 بناء على مقتضيات الأمور.
هذه المرونة التكتيكية جعلت الكثيرين يختلفون بتسمية خطة تشلسي ولكنهم جميعاً على حق، ويمكن اعتبارها أفضل ما تطور على المستوى الجماعي في البلوز هذا الموسم، وهي فكرة استخدمها جوزيه مورينيو عندما كان في الانتر، حيث صنع مرونة تكتيكية جعلته يلعب 4-2-3-1 و4-3-3 و4-3-1-2 حسب ما يحتاج.