المدرسة الدفاعية والمستر

جاسر جاءبالله – المدرسة الدفاعية لا تقل أهمية عن الهجومية وشخصياً أميل كثيراً لمدرسة المدربيين الدفاعيين أمثال مورينيو واليغري وسيميوني، لكن ما تلقاه هذه المدرسة من نقد وتقليل من عشاق المدرسة الهجومية غير مبرر أبداً. 
اليغري تحدث منذ مدة لصحيفة كوريري ديللا سيرا وقال أنه سعيد لعودة مفهوم الهجمات المرتدة لعالم كرة القدم بقوة وأكد أن كرة برشلونة بيب لا أحد يمكنه أن ينسخها مرة أخرى لأنه وببساطة لا يمتلك المقومات لذلك… لا يمتلك لاعبين أمثال ميسي وانيستا وتشافي في فريق واحد كما حدث مع بيب. 
لا أحد سيفوز إذا لم يصل لتأمين دفاعه، لا أحد ابداً… كرويف قال في أحد المرات عن دفاع إيطاليا:” لا تستطيع إيطاليا أن تكسب مباراة أمامك لكنك ستخسر المباراة أمامها” 
فالفوز يبدأ من تأمين الدفاع ومن ثم التطرق للمراكز الأخرى.
أليغري واصل حديثه وقال أن كلوب فهم أخيراً أن عليه تطوير منظومته الدفاعية لقد كان يستقبل العديد من الأهداف في دورتموند لانه يهتم فقط بلعب كرته العمودية المباشرة لكن الآن تغير الأمر.
ببساطة عشاق المدرسة الدفاعية يشعرون بالسعادة حين يتم تحطيم نقاط قوة الخصم في نقطة معينة، الهروب نحو الشرك الذي نصبه هو عنوان الفريق الدفاعي، الكثير من المرتدات السريعة والتحولات القاتلة… المعادلة في هذه الحالة تبدو سهلة، هي ببساطة عبارة عن تلقي الضرب واللكمات وحين ينزل خصمك يديه من التعب توجه له ضربتك القاضية و تفوز في المواجهة.
اليغري تحدث على أنه غاضب من ما قاله ساكي، هذه النقطة تحديداً جعلت مفهوم التكتيك في ايطاليا يلامس السماء لقيمته التي وصل لها.. هي ببساطة إختلاف متبادل بين هذا وذاك جعل مفهوم الكرة يتطور في جنة التكتيك و يتحسن. 
لنعود لكلام اليغري، قال أنه غاضب من ما قاله ساكي حول أن الفريق عليه أن يكون خلاقاً وأن يحتفظ بالكرة وتساءل لماذا أقوم ب 50 تمريرة وبإمكاني الوصول لمرمى الخصم عبر تمريرتين أو ثلاثة! يمكنني ان اكون خلاّقاً حين العب الكرة العمودية المباشرة!! 
كرة القدم هي نوع من الفن ينقسم لجزئين وكل جزء ينفرد عن الطرف الآخر في مفهومه وطريقة تطبيقه، الإختلاف يولِّد التعدد والمدرسة الدفاعية جعلت من عديد الفرق أبطالا سجَّلهم التاريخ وليس الأداء… اليغري يقول أنه عندما أتقدم في النتيجة فالفرصة في استغلال المساحة خلف دفاع الخصم تتضاعف بشكل اكبر و يؤكد أنه استثمار ناجح و أسلوب فعال فلماذا اشعر بالعار حين استخدمه؟ 
اليغري مدرسة عظيمة خرجت للعالم و نحن اليوم ننتظر عودته وبشدة لذلك لنواصل مع ما قاله في تلك المقابلة المميزة ، قال انه لا يمتلك جهاز حاسوب في المنزل وعندما تم سؤاله لماذا؟ أجاب بمثال وهو أن نسخة نابولي مع ساري كانوا يلعبون بثنائي دفاع متكون من ألبيول الذي يتميز بقراءته المميزة للعب وتحركاته وكوليبالي للجانب البدني لقد كانت ثنائية مثالية جدا، هل الحاسوب كان سيخبرك بذلك! طبعا لا، فقط انت كمدرب ستكتشف ذلك بعينك ورؤيتك.
في منزلي لا أمتلك حاسوب، فقط هاتف آيفون في يدي لإستقبال المكالمات، عندما أشاهد المباراة تتولد لدي افكار عديدة و أفهم ما يحدث، نحن أقوى من الكمبيوتر والتكنولوجيا و هذا الذي علينا أن نستوعبه. 
و يؤكد أنه وبالنسبة له العين هي أهم شيء، قال أنه يعامل اللاعبين مثل الخيول في السباقات، أنظر إلى أعينهم صباح يوم المباراة وأحاول تحليل ما يشعر به اللاعب نفسيا، الجانب النفسي هو أهم جانب في كرة القدم ومع الأسف العديد من المدربين لا يتعاملون معه بشكل جيد و هذه واحدة من أسباب فشل بعض المدربين.
في الأخير الحياة آراء، تختلف من شخص لآخر وتتعدد مسبباتها لكننا علينا احترام الطرف الآخر مهما كانت مدرسته لأن التقليل منه ومحاولة نفيه يدل على ضعف في الشخصية، المدرسة الدفاعية كانت عظيمة بمدربيها ومازالت كذلك وقدمت لكرة القدم الكثير و هذا ما سيذكره التاريخ.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *