فارس الثنيان – يعيش مانشستر يونايتد ظروف عصيبة منذ مدة بسبب تراكمات سابقة خلت باستقرار الفريق. تعثرات وعقبات تجابه الشياطين الحمر لم يتمكنوا من اجتيازها، ومستوى خاذل لا يليق بمكانة يونايتد.
البعض يدّعي أن وجود رونالدو بالتشكيل سبب المعضلة، لتأثيره السلبي على وضعية فريقه، لكن بدون رونالدو الذي كان حاسمًا في دوري الأبطال، لكان يونايتد مودعًا البطولة من الدور الأول، وخارج حسابات التوب 6.
المسألة تتعلق بالنظام، وانخفاض رغبة وشغف المجموعة. اللاعبون يفتقرون لحس المسؤولية، مان يونايتد اكثر من خلق فرص في البريميرليج منذ قدوم رالف رانجنيك بـ160 فرصة لكن اللمسة الأخيرة باهتة.
رالف اوصل لاعبيه إلى المرمى في مباراة ولفرهامبتون على سبيل المثال لكنهم اضاعوا طريقه. يخطط وفي النهاية لا يحصد النتائج لان هنالك خلل بالتطبيق.
يوجد عدة ثغرات في التشكيلة خصوصا في الخط الخلفي. يحتاج يونايتد لقائد دفاعي ذو جودة لسد الثغرة. كذلك وسط دفاعي لتأمين العمق وتغطية المساحات. وضابط ايقاع حقيقي. بالإضافة لمهاجم حاسم يعول عليه دائما، فإن رونالدو لا يمكن الزج به في كل مواجهة، وكافاني يغيب مرارا والذي يبدو أنه سيغادر نهاية الموسم.
يجب ضبط وتحصين الدفاع اولا فهو اكبر أزمات الفريق، وخلق منظومة هجومية فاعلة ومنتجة. يحتاج يونايتد لاستقدام اسماء ترفع جودة يونايتد، وتكون متعددة الاستخدامات لإعطاء تنوع بالأفكار للمدرب القادم في الصيف، مع بيع لاعبين اخرين، لإعادة تكوين النظام بصورة امثل.
التصعيد من الأكاديمية يجني ثماره أيضا، لان أبناء النادي يعطوا كل ما لديهم داخل الملعب من أجل الشعار، ويقدموا تضحيات كبيرة. يمتلكوا حس المسؤولية وهذا ما تفتقره كتيبة رالف.
رالف رانكيك لا يلام، لكن تحتم عليه شحن لاعبيه معنويًا ونفسيًا حتى يخوضوا المواجهات برغبة جامحة، وروح قتالية عالية، وهذا لم نراه أمام مانشستر سيتي وغيرها من اللقاءات.
السبب قد يعود للاعبين ورالف. اللاعبين يرون ان مدربهم مؤقت، لذلك لا يلعبوا بحماسة ونزعة ولا يقاتلوا، وهذا غير مقبول.
اما رالف بسبب عدم ثقته بمعظم العناصر ، فهو لا يرى فيهم الوعي التكتيكي المطلوب ، والمواصفات التي تخدم أفكاره، لذلك هو يتعامل وفق المعطيات التي امامه، والادوات المتوفرة، حتى حين توليه منصب إداري بعد انقضاء الموسم الحالي.
يتطلب عملًا ضخمًا من النادي لإصلاح هذه الفوضى، والمدرب القادم سيواجه مصاعب وضغوط عليه إدارتها ليتسنى له تحقيق التطلعات.