ليس إن كان لديك غاية!



ملاحظة : هذا المقال هو الأول في كتاب “أكبر مما يعتقدون 2” الذي أتمنى إصداره في 2018، هو ليس بنسخته النهائية، لكنني أحببت مشاركته معكم بعد أن أنهيته اليوم.



هوسي بالحصول على حكم من الأفلام لا يقل عن هوسي في كرة القدم والرياضة بشكل عام، وخلال مشاهدتي فيلم Guardians of galaxy 2 لفت انتباهي حوار بين البطل ووالده المفترض بهما الخلود، عندما تساءل الولد “أليس ذلك مملاً؟”، وكان يقصد الخلود، فأجابه الوالد “ليس إن كانت لديك غاية”.


الهوس المشترك الذي قدمت له، دفعني لاستذكار عدة أسماء في آن واحد، ليونيل ميسي وكريستانو رونالدو ومايكل فليبس وأوسين بولت، كلهم استمروا في القمة، وقاتلوا للبقاء عليها، وأفشلوا كل مخططات الآخرين للإطاحة بهم، رغم أن الأخرين ظهروا في مواقف كثيرة أقوياء كفاية لفعل ذلك.


هم ليسوا خالدين في القمة، لأن الزمن سيجبرهم على النزول، لكنهم خالفوا العادة، بطول المكوث في القمة، وبالعمل على تطوير أنفسهم، وتحفيز نفوسهم، لتكتمل فيهم عناصر البطولة وتتجدد، هم ليسوا مثل لاعب خدم 25 سنة في فريق وحسب، فهذه استمرارية قام بها كثيرون، لكن ما لم يقم به الكثيرون هو البقاء في القمة لسنوات طويلة.


وفي الحوار استخدم الأب كلمة “Purpose” وليس “Goal”، والفرق أن الأولى هي الحافز الحقيقي لسعينا نحو هدفنا “الثانية”، فهناك من يريد الميدالية الذهبية أو الكرة الذهبية من أجل المال والشهرة، وهناك من يريدها لسبب أخر يتجدد، قد يكون الخلود في التاريخ، ليس كبطل، بل كقاهر للأبطال.


مر علينا الكثير من النجوم، بعضهم كتب اسمه في الصفحات الأولى من التاريخ، لكنهم حققوا ما حققوه بناء على هدف حافزه غاية قصيرة الأمد، هم حققوا أسطورية ما بالإنجازات، لكن قليلين الذين عرفناهم تحركوا بناء على غاية طويلة الأمد، غاية تتجدد لوحدها، لا تحكمها الأموال أو لشهرة أو الإنجازات، بل شيء من الداخل يقول لصاحبه “أنت أسمى من المركز الثاني”.


يتساوى الطرفان أمام الناس ما دام النجاح يتحقق، لكن التمايز يظهر مع العائق، مع السقوط الأول، فصاحب الغاية السطحية يذهب بلا رجعة، ويبقى مفتخراً بنجاح حققه هنا أو هناك، ويعيش على أنقاضه، لكن الأخر يرفض العيش على الماضي، فهو يقول لنفسه “قدري هو المركز الأول”، فيعود ويحاول ..ويصمد، لا ينسحب، فيصبح كطائر الفنيق، الذي يخرج من تحت الرماد.


قبل أن تضع هدفك، اعرف لماذا تضعه، لا تكن ممن يعتقدون أنهم يريدون شيئاً وهم بالحقيقة يريدون شيئا آخر، فصدقني هذه الأهداف المبنية على غايات وهمية، هي أهداف هشة للغاية، هي أهداف ستتوقف حالما تواجه أول عائق عن ملاحقتها .. اعرف غايتك قبل أن تعرف هدفك، فهذا منهج الخالدين!

تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر:


سناب شات : m-awaad



Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *