محمد عواد – كووورة – بات مانويل نوير حارس منتخب المانيا وبايرن ميونخ، من أكثر الحراس شهرة في العالم ويصنف من قبل كثيرين كأفضل حارس في كرة القدم هذه الأيام، يمتلك كاريزما لا يمتكلها حراس مميزين ومشاهير آخرين، جعلته نجماً حقيقياً يراقبه ويتابعه الناس، وليس مجرد حارس مهم في حماية عرينه.
مانويل أعطى انطباعاً عن نفسه بأنه من الاستحالة أن تسجل فيه هدفاً إلا لو كان ذلك الهدف مؤكداً، كما أضاف لذلك حبه للخروج من المرمى بشكل متكرر، ولعبه كليبرو في بعض المباريات، وتطور الأمر ليكون لاعب خط وسط مثلما حدث مع باير ليفركوزن قبل موسمين عندما وصل إلى قمة الجنون.
البداية بفضيحة:
هذه المكانة التي حجزها نوير لذاته احتاجت لكأس عالم كي يعرفها العالم كله، وكانت مواجهة الجزائر في دور الستة عشر نقطة تحول بتغطية الإعلام لحارس منتخب المانيا، حيث بات خروجه ملاحظاً على العكس من المرات السابقة التي كانت أكثر جنوناً مما فعله مع الجزائر ولم ينتبه لها كثيرون.
على كل حال، هذا التميز لم يكن رحلة سهلة مفروشة بالورود، فبدايته كانت فضيحة مع انتر ميلان في دوري أبطال أوروبا 2010-2011 عندما تلقى أجمل أهداف تلك البطولة من الصربي ديان ستانكوفيتش بعد دقيقة واحدة فقط من البداية، وغطى على ذلك الخطأ انهيار صاحب الأرض وحامل اللقب ليسقط 2-5 في ملعبه أمام شالكه.
وعندما انتقل مانويل إلى بايرن ميونخ، رفضت جماهير البافاري هذه الصفقة لرغبتها ببقاء توماس كرافت الذي ينتمي لناديهم منذ كان عمره 16 سنة، إضافة إلى عدم نسيانها له السخرية من أوليفر كان في إحدى اللقطات الشهيرة باحتفاله بنفس طريقته، ذلك الرفض وصل ذروته في نصف نهائي كأس المانيا عندما قاد نوير وراؤول جونزاليس شالكه للفوز 1-0 في عقر دار بايرن ميونخ.
بداية نوير مع بايرن ميونخ كانت أسوأ ما يمكن أيضاً، فخلال الجولة الأولى من الدوري الألماني خرج بشكل خاطىء ليهدي البلجيكي إيجور دي كامارجو الهدف الأول والوحيد لبروسيا مونشنجلادباخ في ذلك اللقاء ويخسر البايرن في افتتاح الدوري على ملعبه، فتم وصفه بصفقة فاشلة بعد 90 دقيقة فقط من ظهوره، وهاجمته الجماهير الرافضة لقدومه بشدة، قبل أن يجعل كل من انتقده يشعر بالإحراج من كلماته السابقة لاحقاً.
مصنع للثقة:
الحارس السابق أندرياس كوبكه الذي تواجد في الفريق الفني لمنتخب المانيا خلال كأس العالم 2014 تحدث عن أكثر ما يميز نوير وقال عن ذلك “ما يميز نوير أكثر من مستواه الفني قوة الشخصية والثقة بنفسه، إنه ينقلها لكل من هم حوله في الفريق”، وأكد نوير على قوة الشخصية هذه باستمراره في خروجه من مرماه رغم البداية السيئة لهذه الطلعات.
طور من نفسه، وبات خروجه خطة تكتيكية بحد ذاتها تم استخدامها ضد الجزائر، وبات جنونه مفيداً بعض الأحيان لأنه يسبب التوتر للخصم، ويجبر المهاجمين على تصعيب الأمور على أنفسهم لتسجيل الأهداف في مرماه من دون حاجة حقيقية لذلك.
قد تكون مباراة الجزائر هي الأشهر لطلعات نوير، لكن خروجه الأكثر تميزاً كان ضد باير ليفركوزن عندما فاز الأخير بنتيجة 2-1 على الأليانز أرينا، حيث اندفع الحارس الألماني لما هو أبعد من مركز الليبرو، وتحويل للاعب خط وسط ومراوغ كاد أن يتسبب بهدف التعادل لولا أن كرة كلاوديو بيتزارو مرت بجوار المرمى.
الملل جعله خليط من هيجيتا وأوليفر كان:
تاريخياً، يمكن تشبيه طلعات مانويل نوير بالحارس الكولومبي المتهور ريني هيجيتا، لكن الكفة تميل إلى الحارس الألماني في مسألة التصديات والسيطرة على الكرات الهوائية داخل منطقة الجزاء، فهو حسب ما وصفته جماهير المانيا في مونديال 2014 “خليط من أوليفر كان والكولومبي هيجيتا”.
أما عن سبب خروجه من منطقة الجزاء فقد لخص مانويل نوير الأمر بقوله لصحيفة الديلي ميل العام الماضي “تستطيع القول بعض الأحيان إنه أمر ممل أن تكون حارس مرمى”، وهذه العادة المجنونة والفريدة في زماننا التي يدفعها الشعور بالملل، حولته إلى نجم رسوم كاريكاتيرية ورمزاً للأشياء غير المتوقعة في عالم كرة القدم.
أحد أفراد سلاحف النينجا:
قوة نجومية مانويل نوير جعلت أي شيء يقوم به ملفتاً للانتباه، فهو قبل تعملقه أمام ارسنال في تصدي ركلة جزاء مسعود أوزيل خلال دور الستة عشر من دوري أبطال أوروبا، تم وصفه بسلاحف النينجا ليس لأنه متألق في حراسة المرمى، بل لأنه ارتدى قفازاً من 4 أصابع فقط وخاض فيه لقاء ضد فولفسبورج في بطولة الدوري، وخرج بشباك نظيفة منتصراً 2-0.
صاحب هذا الوصف كانت صحيفة الديلي ميل الإنجليزية، مع أن السبب في ارتداء ذلك القفاز كان طبياً لإصابته في أحد التدريبات ولا بد من ضمان ثبات في الأوتار، ليدخل اصبعي السبابة والوسطى معا في إصبع واحد للقفاز، ثم عاد وارتداه أمام ارسنال ولم يتلقَ أي هدف بل تصدى لبعض الفرص الخطيرة منها ركلة جزاء ومنها تسديدة خطيرة من داخل منطقة الجزاء، فكان حقاً سلحفاة نينجا لا تحتاج لكل أصابعها!