مروان كريم – يبدو أن أخبار إنتقال محتمل لنيمار إلى برشلونة بدأت تلوح في الأفق من جديد مع بداية الميركاتو الصيفي، حيث كشفت صحيفة آس إلى جانب العديد من المصادر الفرنسية، أن البرازيلي يملك اتفاقاً مع إدارة النادي الباريسي، يسمح له بالخروج إلى برشلونة مقابل مبلغ 170 مليون يورو.
أخبار تشكل استمراراً منطقياً و متوقعاً للاهتمام -العلني- الذي أبداه نادي برشلونة باستعادة اللاعب خلال الصيف الماضي، وما رافق ذلك من مفاوضات علنية بين الناديين.
فالجميع يتذكر تنقلات المدير الرياضي لبرشلونة اريك ابيدال رفقة المدير التنفيذي اوسكار غراو و الإداري خافيير بورداس، إلى مدينة باريس في أغسطس الماضي من أجل التفاوض مع المسؤول الباريسي ليوناردو.
إلا أن فشل المحادثات وما رافقها من خيبة أمل لغرفة ملابس البارسا، دفعا قائد الفريق الكتالوني ميسي إلى توجيه اتهامات لإدارة بارتوميو، بالتقصير في محاولة توقيعها مع نيمار، الشيء الذي أكدته الصحافة الفرنسية بإشارتها إلى كون اللقاءات التي تمت بين قيادات الناديين لم تكن سوى محاولة يائسة من إدارة البارسا للتظاهر بالجدية في الموضوع.
لكن معطيات الوضعية الحالية تختلف تماماً عما كانت عليه قبل سنة، فالأزمة التي تسبب فيها الوباء جعلت الإيرادات الاجمالية لنادي برشلونة تنخفض إلى حوالي 840 مليون يورو بدل المليار و 40 مليون المتوقعة بداية الموسم، هذا علاوة عن صعوبة توفير السيولة من خلال عمليات البيع، إذ يبدو النادي الكتالوني عاجزاً عن تسويق كل من كوتينيو، راكيتيتش، توديبو، فيدال و امتيتي.
بيد أن بارتوميو و رفقة إدارته المتخبطة، سيحاول فعل المستحيل من أجل تهدئة الوضع العصيب الذي يعيشه النادي، إذ تعتبر إعادة نيمار طوق النجاة الأخير للرئيس الذي ربما يعيش آخر أيامه في مكاتب الكامب نو إذا ما استمرت الاخفاقات الرياضية و الأهم من ذلك إذا تواصل غضب ليو ميسي، هذا الأخير و من خلال التسريبات الصحفية يبدوا أنه أعلن الحرب على الرئيس المنتهية ولايته في صيف 2021.
أما في مكاتب باريس سان جيرمان، فانتهاء عقد كل من نيمار و امبابي صيف عام 2022، سيفرض على إدارة ناصر الخليفي المزيد من الحذر في السوق الحالي، فأي تعثر لمفاوضات التجديد قد تجبر النادي الباريسي على التخلي عن أحدهما في الصيف القادم بقيمة منخفضة مخافة تكرار سيناريو ادريان رابيو.
كما أن التقارير الصحفية الفرنسية تكشف عن تفضيل ليوناردو الرهان على الشاب امبابي من خلال تجديد عقده و تقديم راتب خيالي يقطع الطريق أمام مطامع ريال مدريد، كما أوضحت نفس المصادر أن تجديد عقد نيمار كذلك يعتبر مهمة مستحيلة اقتصادياً، ما سيجعل الإدارة القطرية تفكر ملياًّ قبل رفض جديد لعرض محتمل من برشلونة.
فبعد موسمين مخيبين على الصعيد الشخصي حيث تعرض البرازيلي لإصابات قوية حرمته من المشاركة في الأدوار الاقصائية لدوري الأبطال رفقة الفريق الباريسي، يقدم نيمار خلال موسمه الثالث في حديقة الأمراء مستوى مميز رافقه تحسن كبير في حالته البدنية بعد تخلصه من تبعات العملية التي أجراها في كاحله سابقا.
إذ تمكن ذو ال28 عاماً من تسجيل 18 هدف و تقديم 10 تمريرات حاسمة في كل المسابقات، ليقود بذلك نادي العاصمة الفرنسية إلى التتويج بلقب الدوري الفرنسي و التأهل لنهائي كأس فرنسا لمواجهة سانت ايتيان و نهائي كأس الدوري لمقابلة ليون، فضلاً عن قيادته الفريق إلى دور الربع من دوري الأبطال بعد إقصاء بروسيا دورتموند قبل فترة التوقف.