محمد عواد – كووورة – تعاقد ريال مدريد حتى الآن مع 3 لاعبين مقابل 120 مليون يورو تقريباً، في حين باع الفارو موراتا مقابل 20 مليون يورو تدفع على 3 دفعات، وأعار كاسيميرو، وتحصل على مبلغ يقارب 7 مليون يورو مقابل انتقال نوري شاهين رسمياً إلى بروسيا دورتموند، وفشلت مخططاته بالتخلص من أحد الحارسين وبيع دي ماريا وسامي خضيرة.
هل هي الصدفة أن يحدث ما يلي في نفس اليوم ؟
خرج رئيس نادي باريس سان جيرمان ناصر الخليفي ليقول إنه أوقف المفاوضات بشأن دي ماريا نتيجة مغالاة ريال مدريد بمطالبه المالية، ثم كان تصريح أرسن فنجر بعدم اقترابه أبداً من التعاقد مع سامي خضيرة، في حين أصر وكيل أعمال دييجو لوبيز من جديد على بقائه وأنه يريد إتمام عقده.
بالتأكيد لن يغامر دي ماريا وخضيرة ولوبيز بالجلوس موسماً كاملاً على مقاعد الاحتياط من أجل أجورهم فهم نجوم من الصف الأول، بل على العكس بالنسبة للاعب الأرجنتيني وزميله الألماني فإن خروجهم سيضمن لهم أجراً أفضل، لكن إصرار النادي على مقابل مالي كبير لرحيلهم، يتناقض مع مبدأ أنه لا يريدهم، مما تسبب بضجة عدم الاهتمام المفاجىء التي شهدناها اليوم.
لم تكن صدفة أن يقول بودولسكي إن سامي خضيرة سيلعب الموسم المقبل في ارسنال أثناء الاحتفال بلقب كأس العالم، والمفاوضات بين دي ماريا وسان جيرمان كانت حاصلة بالفعل كما تسرب أكثر من مرة، لكن ما تغير أن ريال مدريد استعجل بصفقاته واشترى لاعبين مقابل 120 مليون يورو، ولن يستطيع عدم بيع بعض نجومه للحصول على أموال من خلال دخل الصفقات وتوفير أجورهم تساعده على أن يبقى في منطقة سليمة مع قوانين اللعب المالي النظيف.
ريال مدريد من المتوقع أن يحقق أرباحاً تقارب ما بين 50-60 مليون يورو عن الموسم الماضي حسب تقديرات مجلة “فوربس”، هو في الموسم الماضي أنفق 57 مليون يورو في سوق الانتقالات (بعد خصم المبالغ التي حصل عليها من بيع لاعبيه أمثال اوزيل وهيجواين والباقين)، أرقام الربح هذه لا تجعل ريال مدريد مرتاحاً في حال استمر وضع الإنفاق هذا الموسم على ما هو عليه، فالنادي أنفق ما يقارب 105 مليون يورو (بعد احتساب دخل ثلث صفقة موراتا ونوري شاهين ومبلغ إعارة كاسيميرو)، كما أن فاتورة أجوره ارتفعت بشكل كبيرعن الموسم الماضي بما يقارب 20 مليون يورو مع رفع أجر كريم بنزيما والصفقات الثلاث، في حال استمر المنوي بيعهم.
بسبب قواعد اللعب المالي النظيف يحتاج ريال مدريد أن يضمن تحقيق الأرباح كل موسم، وهو اعتاد مؤخراً على التخلص ممن لا يحتاجهم من لاعبين مما يضمن له دخلاً ويخفف من الحمل على ميزانية أجوره، والأرقام المتوقعة للموسم الماضي تفرض عليه أن يبيع حتى يبقى على بر الأمان، وهذا أمر يدركه الإداريون في سان جيرمان وارسنال، ويدركه وكلاء أعمال اللاعبين الثلاثة، الذين بالتأكيد لا يحبون مقاعد الاحتياط ولن يغامروا بالجلوس عليها طويلاً، لكنهم يضغطون بشكل غير مباشر لتخفيض قيمة انتقالهم.
هي الآن لعبة شد أعصاب، أو كما يقولون لعبة “عض الأصابع”، فإن استطاعت إدارة ريال مدريد الصمود تحت هذا الضغط والقلق واطمأنت لقدرتها على التوافق مع قوانين اللعب المالي النظيف الموسم المقبل في كل الأحوال ستستطيع الحصول على أفضل ما يمكن مقابل هؤلاء اللاعبين، في حين لو خشيت الدخول في منطقة الخسائر المالية فإن تغييراً كبيراً قد يحصل بالمقابل المالي وطريقة رحيل اللاعبين، فقد يخرج دي ماريا مقابل 50-60 مليون يورو تدفع على 3 أقساط، وقد يخرج خضيرة مقابل 20 مليون يورو، أما دييجو لوبيز فقد يضطر ريال مدريد لدفع تعويض يقارب 1.5 مليون يورو له سنوياً حتى يرحل إلى ميلان بأجر مقداره 2.5 مليون يورو سنوياً