: أتلتيكو مدريد .. وتسجيل الدخول العظيم


محمد عواد – أذكر جيداً اسمي في المنتديات قبل عصر السوشيال ميديا، لقد كان “يوفي أتلتيكو”، وأستذكر بداية محاولات نهوض النادي المدريدي من جديد منذ 2005، بعد أن هبط في موسم 1999-2000، وكيف باءت عدة محاولات له بالفشل لدرجة الإحباط لمن يشجعونه.

وأخذ النادي منحى آخر في 2011 مع تعيين دييغو سيميوني، لم يكن الأمر متعلقاً فقط بوجود المدرب، فبوادر النجاح ظهرت قبل ذلك عام 2010 بالتتويج بلقب الدوري الأوروبي.



لكن مع وصول سيميوني تم وضع استراتيجية أكثر طموحاً، صاحبها تحسين الإدارة المالية ورصد المواهب حول العالم، والعمل على استثمارات مهمة مثل الملعب الجديد، وتحسين صورة وسمعة النادي حول العالم، ليصبح اسماً لا يمكن ذكر الكبار في أوروبا دون ذكره، ومن أهم 14 قيمة علامة رياضية في عالم كرة القدم.

من حيث النتائج المحلية، أتلتيكو مدريد آخر 7 مواسم، حقق اللقب مرة، والوصيف مرتين، والمركز الثالث 3 مرات، أي أنه رسخ قدميه في طابق مقارب من حيث النتائج لريال مدريد وبرشلونة، ولم يعد تخيل عدم تأهلهم لدوري الأبطال منطقياً، وهم الفريق الذي حاول سنوات من قبل ليتأهل لها مرة واحدة.

أما أوروبياً فالحال أعظم، أتلتيكو مدريد يحتل التصنيف الثاني أوروبياً آخر 5 مواسم بعد ريال مدريد، متقدماً على برشلونة وبايرن ويوفنتوس بالترتيب، وهذا يعكس حضوره الأوروبي بقوة على مستوى المباريات، ولم لم يكن كذلك على مستوى الألقاب، لكن هذا الرصيد النقطي الأوروبي العالي يعكس تكرار حضور الفريق في أدوار متقدمة، الذي لولا وجود ريال مدريد وكريستيانو رونالدو على وجه الأرض، لربما توج بلقبي أبطال على الأقل.


من حيث قيمة اللاعبين التسويقية، يملك أتلتيكو ثامن أعلى قيمة في العالم على مستوى كرة القدم، وهناك فقط اسمان من الأسماء الرئيسية في الفريق تجاوزا سن الثلاثين، وهذا يعني انه يملك تشكيلة عالية الجودة والقيمة، وتستطيع خدمته لسنوات طويلة.

وبدأ أتلتيكو مدريد هذا الموسم وهو تحيط به المخاوف، لأنه قام بتغيير جلده تماماً، واستغنى عن أعمدة المرحلة الأولى، ورغم فوضى البدايات، جاء كورونا ليكافىء المجتهدين في هذا لنادي، فاستعادوا توازنهم، وباتوا في المركز الثالث مع توقعات شبه مؤكدة بتأهلم لدوري الأبطال فيه هذا المركز.

وما يزيد من موسمهم الحالي رضا، أنهم نجحوا بإخراج أقوى فريق في أوروبا قبل التوقف ليفربول، وأزاحوا حامل اللقب، ، ليلعبوا في دور الثمانية من النسخة الحالية،، وهذا حال مطمئن لفريق أعاد هيكلة نفسه في موسمه الأول، ولم يخسر الكثير.



أكثر ما يعجبني في قصة أتلتيكو مدريد الحالية أنه ليس فيها الكثير من القصص المذهلة، بل هو قصة نجاح كبير لكن ببساطة، لا تسمع عن أخصائي تغذية عظيم، أو استخدام مطلق للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا.

هي قصة نجاح يمكن التعلم منها، لأنها قصة استخدمت كافة الأدوات الممكنة بهدوء من تقنية إلى لياقة ومسائل ذهنية، خطة طبقت أسس المنطق بكل بساطة والقواعد المعروفة بشكل صحيح، وهو أمر يمكن استنساخه في كافة الأندية، كمثال جيد لكافة المشاريع.

تابع الكاتب في شبكات التواصل :

انستاجرام : @mohammedawaad



Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *